الدفاع المدني يحصي ضحايا أسبوعين من تصعيد النظام وروسيا في شمال غربي سوريا
فريق الخوذ البيضاء قال إن استمرار التصعيد ينذر بموجة نزوح جديدة نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بـ"كارثة إنسانية"
حذّر فريق “الدفاع المدني السوري”، أمس الخميس، من أنّ مواصلة نظام الأسد وحليفه الروسي التصعيد في شمال غربي سوريا، للأسبوع الثاني، يُنذر بموجة نزوح جديدة نحو مخيمات المنطقة، المهدّدة أساساً بـ”كارثة إنسانية”.
وقال فريق “الخوذ البيضاء” في بيان، إن تصعيد النظام وحلفائه يتزامن مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، واحتمال استخدام روسيا “الفيتو” لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي “الذي يشكّل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ومنهم أكثر من مليون يعيشون في المخيمات”.
وأوضح بيان “الدفاع المدني” أن قوات النظام وحليفها الروسي تتبع في شمال غربي سوريا سياسة تصعيد ممنهجة “بهدف فرض حالة من اللاحرب واللاسلم، تمنع أي حل سياسي على الأرض، ولضمان بقائها المرتبط بحالة التوتر، وترك المنطقة في حالة من عدم الاستقرار وإجبار المدنيين على النزوح المتكرر”.
وأضاف “الخوذ البيضاء” أن القصف يتزامن مع موسم قطاف الأشجار المثمرة وحصاد المحاصيل الزراعية، “ما يحرم المدنيين من جني محاصيلهم ومحاربتهم بلقمة عيشهم”، ويتزامن أيضاً مع امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية “ما يشكل خطراً كبيراً على سيرها وحرمان عدد كبير من الطلاب من متابعتها”.
ومنذ بداية التصعيد خلال أسبوعين، أحصى فريق “الدفاع المدني” حتى أمس الخميس، مقتل 23 شخصاً بينهم طفلان وجنين وامرأتان، وإصابة 41 آخرين بينهم أطفال ونساء.
وأشار “الدفاع المدني” إلى أن فرقه استجابت منذ بداية 2021 حتى أمس الأول الأربعاء لأكثر من 525 هجوماً من قبل النظام وروسيا، تسببت بمقتل أكثر من 70 شخصاً بينهم 14 طفلاً و11 امرأة، فيما أصيب أكثر من 180 شخصاً بينهم 10 أطفال، وتركزت تلك الهجمات على منازل المدنيين والحقول الزراعية وعدد من المنشآت الحيوية، بحسب البيان.
كما لفت البيان إلى أن فرق “الخوذ البيضاء” استجابت منذ بداية العام الحالي حتى أمس الأول الأربعاء، لأكثر من 30 هجوماً بصواريخ موجهة من قبل قوات النظام وروسيا، أدت لمقتل أكثر من 25 شخصاً بينهم 4 أطفال 3 نساء، وإصابة نحو 30 آخرين.
وأردف البيان: “وينذر استمرار التصعيد بموجة نزوح جديدة نحو مخيمات الشمال المهددة أساساً بكارثة إنسانية مع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن حول آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود واحتمالية استخدام روسيا حليفة النظام حق النقض (الفيتو) لإيقاف إدخالها من معبر باب الهوى الحدودي الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ومنهم أكثر من مليون يعيشون في المخيمات، مما يفاقم الحالة الإنسانية للنازحين ويحرمهم من حقهم في الغذاء والدواء بعد أن حرمهم نظام الأسد من حقهم في العيش الآمن”.
وشدّد البيان على أن ما يحتاجه السوريون من المجتمع الدولي “هو الوقوف بحزم إلى جانبهم، ودعم الحل السياسي وفق قرار مجلس الأمن 2254، ومحاسبة نظام الأسد على جرائمه، وعدم منحه المزيد من الوقت للإمعان في قتلهم وتهجيرهم”.
وشهدت مناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب حركة نزوح للمدنيين مع مواصلة النظام منذ نحو أسبوعين تصعيداً جديداً عبر قصف تجمعات مدنية في مناطق مشمولة بوقف إطلاق النار.
وقُتل أمس الخميس شخصان وأصيب ثلاثة آخرون بقصف مدفعي لقوات النظام على قرية “إبديتا” بريف إدلب الجنوبي، فيما شهدت قرى “البارة” و”بلشون” و”أرنبة” في المنطقة نفسها قصفاً مماثلاً دون وقوع إصابات.
والخميس أيضاً استهدفت قوات النظام بصاروخ موجه سيارة مدنية على طريق “زيزون-المشيك”، ما أسفر عن إصابة شابين بجروح طفيفة، واحتراق السيارة بالكامل.
وتخضع مناطق شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب الغربي وريفي حماة واللاذقية الشمالي) لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بدءاً من دخولها اتفاق “خفض التصعيد ضمن مباحثات أستانا في أيار 2017، وصولاً إلى “اتفاق موسكو” الذي حمل توقيعي الرئيسين التركي والروسي يوم 5 آذار من العام الماضي.
وتواصل قوات النظام وحلفاؤها منذ توقيع اتفاق وقف النار الأخير، انتهاكاتها في مناطق شمال غربي سوريا بشكل مستمر، عبر القصف العشوائي للمناطق المدنية والأراضي الزراعية، أو من خلال عمليات التسلل على الجبهات.
شمال غربي سوريا – راديو الكل