بايدن يؤكد أنه لا يمكن الوثوق بالأسد ويركز على المساعدات الإنسانية وبوتين يعلن انتهاء أزمته مع بايدن
محللون : بوتين يريد التسويق لبشار الأسد وبنفس الوقت طرحه للمساومة
لم تأت القمة الأمريكية الروسية التي عقدت في جنيف أمس على ذكر نتائج محددة إزاء القضية السورية وإن كانت نتائج بعض القمم لا تتضح حال انتهائها وتتكشف في أوقات يراها الجانبان مناسبة إلا أن ثقل الكارثة السورية يعطي حجمها صفة استعجال الحل ليس لبعدها الإنساني الذي أشار إليه الرئيس بايدن فحسب بل باتجاه ماتردد عن حضور قوي للقضية السورية في القمة ما أعطى انطباعا أنها ستخرج باتفاق محدد كما حدث في قمة هلسنكي بين بوتين وترامب .
الرئيس بايدن في مؤتمره الصحفي لا مس الجانب السياسي دون إعلان موقف محدد إذ قال إن بشار الأسد لا يمكن الوثوق به لأنه ينتهك معيارًا دوليًا، يسمى معاهدة الأسلحة الكيميائية إلا أنه أكد أنه بحث مع بوتين ضرورة فتح الممرات الإنسانية لنقل المساعدات الغذائية إلى الأهالي الذين يتضورون جوعا بحسب تعبيره في حين لم يتطرق بوتين إلى سوريا خلال المؤتمر الصحفي على الرغم من وضوح استخدام قضيتها ورقة مساومة بسؤاله في القمة الرئيس بايدن ما سبب استمرار المشاكل مع بشار الأسد .
سامر الياس : بوتين أراد تسويق بشار الأسد
ورأى الدكتور سامر الياس الخبير بالشأن الروسي أن بوتين سعى إلى التسويق لبشار الأسد من جهة وبنفس الوقت للمساومة إذ أن روسيا هي الآن في ورطة ولا تستطيع مواجهة ما يحدث في سوريا من إعادة الإعمار أو إنقاذ الاقتصاد وغيرها .
وقال إن ماقاله بايدن بخصوص مسألة عدم الثقة ببشار الأسد بسبب انتهاكه معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية يصب في إطار سياسة الولايات المتحدة حول عدم إزاحة بشار الأسد بل تغيير سلوكه وأيضا تندرج في إطار الهجمات الكيميائية والموضوع الإنساني
واشنطن قد تعيد النظر بقانون قيصر بشروط
وأضاف أن الولايات المتحدة تريد التأكد من انتهاء الترسانة الكيميائية لأنها مهتمة أكثر بأمن اسرائيل وعدم تعرضها لتهديد تلك الأسلحة ، وأيضا تريد إيصال المساعدات الإنسانية للأهالي في إدلب من أجل عدم تأثير أزمة ملايين السوريين على تركيا والاتحاد الأوروبي .
وعبر سامر الياس عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة قد تعيد النظر بقانون قيصر الذي يمنع إعادة الإعمار إذا تحقق لها ما أرادت بخصوص الترسانة الكيميائية ومسألة المساعدات الإنسانية .
إبراهيم : الولايات المتحدة لا تعمل لمصلحة السوريين
ورأى المحلل السياسي علي إبراهيم أن إدارة بايدن لا تعمل بشكل صريح وجدي من أجل مصلحة الشعب السوري متسائلا هل القضية السورية باتت تتعلق فقط بمسألة المساعدات الإنسانية ؟
وقال إبراهيم .. كان المطلوب من الولايات المتحدة الضغط على الروس لحلحة الملف السوري ومساعدة الشعب السوري على الخلاص من بشار الأسد وليس تقزيم القضية السورية إلى مسألة المعابر أو الحديث عن عدم الوثوق ببشار الأسد
الملف السوري ليس مهما للولايات المتحدة
وقال إن ماظهر على الإعلام هو أن القمة تطرقت إلى الملف السوري من باب المساعدات الإنسانية وهي بكل تأكيد لن تكون مهمة بالنسبة للولايات المتحدة أكثر من الهجمات السيبرانية الروسية أو مسائل القطب الشمالي مشيرا إلى أن الموقف الروسي بالنسبة لسوريا هو الأقوى والولايات المتحدة لا تقوم بأي فعل للخلاص من بشار الأسد
ولم ير إبراهيم أن الرئيس بوتين ظهر بموقف الضعيف خلال القمة والمؤتمر الصحفي الذي تلاها مشيرا إلى أنه لا يمكن وصف تركيز الرئيس الروسي على الدفاع عن اتهامات بايدن بقضايا حقوق الإنسان والهجمات السيبرانية بأن موقفه كان ضعيفا ..
بايدن : لاثقة ببشار الأسد
وكان الرئيس بايدن أكد في المؤتمر الصحفي أنه سئل خلال القمة لماذا استمرار المشاكل بشار الأسد وكان رده هو أنه لا يمكن الوثوق ببشار الأسد لأنه ينتهك معيارًا دوليًا يسمى معاهدة الأسلحة الكيميائية
ولم يعط الرئيس الأمريكي تفاصيل أكثر إلا أنه تحدث مطولا عن قضايا حقوق الإنسان في روسيا والهجمات الالكترونية ضد شركات أمريكية وأشار إلى أن لدى الرئيس بوتين مخاوف من أن الولايات المتحدة تريد الإطاحه به .
بوتين يعلن انتهاء أزمته مع بايدن
ومن جانبه تحدث بوتين بإسهاب عن علاقة بلاده بالولايات المتحدة وبدا سعيدا حين أشار إلى أن لقاءه مع بايدن وجها لوجه استمر ساعتين ونصف ولم يخف توتره عندما رد على سؤال حول وصف الرئيس بايدن له في وقت سابق بأنه قاتل
وركز بوتين على انتهاء الأزمة التي تسببها وصف بايدن له في وقت سابق بأنه قاتل معربا عن سعادته للاتفاق على إعادة السفيرين إلى عاصمتي البلدين .
ولم يعلن بعيد القمة عن اتفاقات بخصوص ملفات دولية ومن بينها سوريا في حين كانت سرت توقعات قبيل القمة بأن يتفق الجانبان على المعابر ولا سيما بعد حديث مصادر في الخارجية الروسية أنهم طلبوا من الأمريكيين تشكيل لجنة مشتركة للبحث في إيجاد حل للقضية السورية.