أردوغان: قوات الأسد و”ب ي د” يريدون جرّ شمالي سوريا إلى الفوضى مجدداً
الرئيس التركي أوضح أن بلاده حالت دون وقوع مأساة إنسانية جديدة وموجة نزوح واسعة في محافظة إدلب
قال الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان، أمس الإثنين، إن بلاده حالت دون وقوع مأساة إنسانية جديدة وموجة نزوح واسعة، في محافظة إدلب، محذراً من أن تكثيف نظام الأسد وقوات سوريا الديمقراطية هجماتهما تجاه شمال غربي سوريا مؤخراً يهدف إلى جر المنطقة للفوضى.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الرئيس التركي في بروكسل، عقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأوضح أردوغان أنه أكد في خطابه بقمة الناتو وخلال الاجتماعات الثنائية “ضرورة إنهاء الدعم المقدم لتنظيم ب ي د/ بي كا كا الإرهابي”، كما أعرب عن أسفه لاستمرار “المفهوم المنحرف الذي يميز بين المنظمات الإرهابية ويقوم بالتصنيف على أساس إرهابي جيد وآخر سيّئ”، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري.
وشدّد الرئيس التركي على أنه “من الواضح أن مثل هذا الموقف المتناقض لن يقضي على الإرهاب بل على العكس سيشجع المنظمات الإرهابية”.
وأردف أردوغان: “طهّرنا أكثر من 8 آلاف و200 كلم من الإرهاب بفضل عملياتنا خارج الحدود”، منوهاً إلى تركيا حاربت تنظيم داعش وجهاً لوجه، وهي الحليفة الوحيدة في الناتو، التي اقتلعت التنظيم من شمالي سوريا.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده حالت دون وقوع مأساة إنسانية جديدة وموجة نزوح واسعة، من خلال أجواء الأمن والأمان التي وفّرتها في محافظة إدلب، وحذّر من أن الهدف من تكثيف نظام الأسد وتنظيم “ي ب ك/بي كا كا” هجماتهما تجاه إدلب والمناطق المجاورة شمال غربي سوريا خلال الأيام الأخيرة “هو جرّ هذه المنطقة إلى الفوضى مجدداً”.
وفي هذا الصدد لفت أردوغان إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، جراء قصف قوات سوريا الديمقراطية “مستشفى الشفاء” في مدينة عفرين شمالي حلب، يوم السبت الماضي.
وأكد الرئيس التركي أن “هذا الهجوم الإرهابي وحده كاف لإظهار الوجه القبيح والقذر والدموي لهذا التنظيم الذي يتم تزويده بأسلحة الحلفاء، وتتم استضافة قيادته على السجاد الأحمر في بعض الدول”.
كما تحدث أردوغان عن أن تركيا أُجبرت على تحمّل عبء موجات الهجرة غير النظامية التي مصدرها سوريا بمفردها، موضحاً أنه لم يتم الإيفاء بمعظم التعهدات التي قُدمت لتركيا التي تستضيف 3.6 ملايين سوري منذ نحو 10 أعوام.
ومنذ العام 2013 شكّل ملف الوحدات الكردية نقطة خلاف كبيرة فيما يخص العلاقات الأمريكية التركية حول سوريا، فبينما ترى أنقرة أن تلك الوحدات امتداد لمنظمة “حزب العمال الكردستاني” المصنّفة على قوائم الإرهاب، قامت واشنطن بتسليحها والاعتماد عليها كـ”شريك محلي” في محاربة تنظيم داعش.
وتخضع مناطق شمال غربي سوريا (إدلب وريف حلب الغربي وريفي حماة واللاذقية الشمالي) لعدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، بدءاً من دخولها اتفاق “خفض التصعيد ضمن مباحثات أستانا في أيار 2017، وصولاً إلى “اتفاق موسكو” الذي حمل توقيعي الرئيسين التركي والروسي يوم 5 آذار من العام الماضي.
وتواصل قوات النظام وحلفاؤها منذ توقيع اتفاق وقف النار الأخير، انتهاكاتها في مناطق شمال غربي سوريا بشكل مستمر، عبر القصف العشوائي للمناطق المدنية والأراضي الزراعية، أو من خلال عمليات التسلل على الجبهات.