بوتين: سوريا على رأس قائمة المحادثات مع بايدن في لقاء جنيف
بوتين توقّع استئناف الاتصالات و"العلاقات الشخصية" مع بايدن وإطلاق حوار مباشر في "الاتجاهات ذات الاهتمام المشترك"
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيناقش مع نظيره الأمريكي “جو بايدن” في جنيف، عدة ملفات بينها قضية “النزاعات الإقليمية”، وعلى رأسها سوريا وليبيا.
جاء ذلك في حوار مع “بوتين”، نشر التلفزيون الروسي الرسمي مقاطع منه اليوم الأحد.
وأوضح الرئيس الروسي أنه “يود” أن يناقش مع نظيره الأمريكي الوضع في سوريا وليبيا، بالإضافة إلى عدد من القضايا العالمية، ومنها تلك المتعلقة بحماية البيئة وقضايا عالمية أخرى.
وأكد “بوتين” أنه يتوقع “استئناف الاتصالات والعلاقات الشخصية (مع بايدن) وإطلاق حوار مباشر، وإنشاء آليات فعالة للتعامل في الاتجاهات ذات الاهتمام المشترك”، وأضاف: “في الواقع ثمة ملفات بإمكاننا التعاون فيها بشكل فعال”.
ويلتقي بوتين وبايدن في جنيف السويسرية يوم الأربعاء القادم، ضمن أول مواجهة بين الجانبين منذ وصول الأخير إلى البيت الأبيض في كانون الثاني الماضي.
وأفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن “المراقبين” يتوقّعون “محادثات صعبة” بين بايدن وبوتين، وذلك على خلفية الخلافات الأخيرة بينهما، ويرون أن القِمة لن تحل جميع الخلافات، لكنها على الأقل وسيلة للحد من الصراع وتهدئة التوتر بشكل عام في العلاقات بين البلدين.
وأمس الأول الجمعة، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حديث لشبكة “إن بي سي” الأمريكية، عن أمله في أن يتصرف الرئيس الأمريكي جو بايدن بشكل “أقلّ اندفاعاً” من سلفه دونالد ترامب، الذي وصفه بـ”الموهوب” و”الاستثنائي”.
وتجاهل “بوتين” التعليق على وصف بايدن له بأنه “قاتل”، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي “رجل محترف” أمضى حياته في السياسة التي كانت لها “مزايا وعيوب”.
ونشرت صحيفة “واشنطن بوست”، الجمعة، مقالاً حول اللقاء المزمع بين رئيسي القوتين العظميين، ودوره في تسليط الضوء على “الأزمة الإنسانية” في سوريا.
ولفتت الصحيفة إلى أن اللقاء سينعقد في وقت باتت فيه حياة الملايين من السوريين “على المحك”، مع تهديد موسكو بإيقاف آلية إيصال المساعدات الإنسانية من معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.
وشددت الصحيفة الأمريكية على أنه لو توصّل الرئيسان لشكلٍ من التعاون في الموضوع الإنساني في سوريا، فستكون إشارة عن الجهود المشتركة بين البلدين، وستزيد من آمال ملايين الناس الذين يعانون، وفي حالة أصرّ “بوتين” على “تجويع السوريين” فعلى “بايدن” التقدم ومساعدتهم.
ويشكّل الملف السوري أحد أبرز الخلافات بين واشنطن التي “أسقطت” شرعية الأسد عقب اندلاع الاحتجاجات الشعبية ضده في عام 2011، وموسكو التي تعد الداعم الأساسي عسكرياً وسياسياً لبقاء نظام الأسد.
وتواجه الولايات المتحدة اتهامات من قبل محللين ونقاد غربيين حول أنها “سلّمت” الملف السوري لروسيا وإيران، ولم تستجب لضرورة التدخل الفعلي لحلّ ما يصفونها بأنها “مأساة القرن” في سوريا، التي دخلت عامها الحادي عشر دون وجود أي حل يلوح في الأفق، ولا سيما بعد حصول بشار الأسد في أيار الماضي، بدعم روسي، على ولاية رئاسية جديدة مدتها سبع سنوات، ضمن “انتخابات” وصفت بأنها “مسرحية هزلية”، وقوبلت بمواقف دولية عبّرت عن رفض نتائجها، وأكّدت أنها لن تمنح بشار الأسد “أي شرعية”، ولن تؤدي إلى “أي تطبيع” مع نظامه.