قبيل قمة “بايدن – بوتين”.. موسكو تهاجم “اللعبة الأمريكية” في سوريا
وزير الخارجية الروسي اتهم واشنطن بدعم "الانفصاليين" في سوريا عبر "الأموال المنهوبة"
قال وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، اليوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة تدعم “الانفصاليين في سوريا بالأموال المنهوبة هناك”، محذراً من أن هذا الأمر “قد ينتهي بصورة سيئة”، وذلك قبيل نحو أسبوع من قمة “بايدن – بوتين” المرتقبة.
جاء ذلك في تصريحات للافروف، خلال مشاركته في النسخة السابعة من منتدى “قراءات بريماكوف” السنوي لتقييم الوضع الدولي، بالعاصمة الروسية موسكو، وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” (روسية شبه رسمية).
وجدّد الوزير الروسي تأكيد بلاده “عدم شرعية وقانونية الوجود الأمريكي على الأراضي السورية”، مردفاً أن “هذا الوجود مصحوب بنهب الثروات الطبيعية السورية، فهم يقومون بتصدير الحقول النفطية والمحاصيل الزراعية ويقدمون الدعم بالأموال المنهوبة”.
كما أعاد لافروف اتّهام واشنطن بدعم ما سمّاها “الاتجاهات الانفصالية على الضفة الشرقية لنهر الفرات”، و”اللعب بالمشكلة الكردية”، التي وصفها بأنها “خطيرة للغاية”، في إشارة إلى دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، محذّراً من أن “هذه اللعبة قد تنتهي بصورة سيئة”.
ودرجت موسكو مراراً على وصف الوجود الأمريكي في شمال شرقي سوريا بـ”غير الشرعي”، لافتة إلى انعدام مبرّر وجود القوات الأمريكية هناك مع هزيمة تنظيم داعش في آخر المعارك ضده بـ”الباغوز” في ريف البوكمال في آذار 2019.
وأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا مرتين في العامين 2018 و2019، غير أنه في تشرين الأول 2019 أكد الإبقاء على عدد من قواته في شمال شرقي سوريا ومنطقة “التنف” لـ”حماية حقول النفط” وتسليم إيداعاتها لقوات سوريا الديمقراطية.
وفي 23 أيار الماضي، نقل تقرير لموقع “المونيتور” أنّ مسؤولي إدارة الرئيس الجديد “جو بايدن” يؤكّدون أن قوات بلادهم موجودة في سوريا “من أجل الشعب” لا “من أجل النفط”، فيما يبدو أنه “تصحيح” لسياسة ترامب.
وينتشر في شرقي وشمال شرقي سوريا نحو 1000 جندي أمريكي (العدد يزيد وينقص بحسب تصريحات رسمية صادرة عن الجيش الأمريكي) موزّعين على عدة قواعد عسكرية، بالإضافة إلى وجود ما يقارب 200 جندي في قاعدة “التنف” على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية.
وفي 5 حزيران الحالي، أفاد المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل “واين ماروتو” بعدم وجود زيادة في أعداد القوات الأمريكية وقوات التحالف والقواعد التابعة لها في شمال شرقي سوريا.
وفي 6 أيار الماضي، أعربت روسيا عن “قلقها” من تكثيف قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن شحنها الجوي، وازدياد تحرّكات هذه القوات في المناطق الشرقية من سوريا.
وأكد مسؤولون عسكريون أمريكيون في تحقيق صحفي نشرته صحيفة “ديفينس ون” الأمريكية المختصة بالشؤون العسكرية، في 23 آذار الماضي، أن قوات بلادهم المنتشرة في شمال شرقي سوريا باقية هناك “إلى أجل غير مسمى”، بغرض محاربة تنظيم داعش، ودعم القوات المحلية التي تقاتل التنظيم شرقي نهر الفرات.
ولفت التحقيق إلى أن الوجود الأمريكي في بعض المناطق بسوريا، يمثّل ثقلاً استراتيجياً موازناً للنفوذين الروسي والإيراني في المنطقة.
ويُفترض أن يكون وجود القوات الأمريكية شرقي نهر الفرات في سوريا أحد محاور القمة الأولى بين الرئيس الأمريكي “جو بايدن” ونظيره الروسي “فلاديمير بوتين” يوم الأربعاء القادم، في جنيف السويسرية.