التكلفة العالية تجبر مزارعين في إدلب على ترك أشجار الزيتون دون ري
خبير زراعي في إدلب يؤكد أن أشجار الزيتون تعاني من تدهور في الإنتاج الكمي والنوعي بالإضافة إلى الإهمال الكبير في الري والأدوية
يمتنع الكثير من مزارعي الزيتون في محافظة إدلب عن سقاية أشجارهم على غير العادة هذا العام، لما تتطلبه السقاية من تكاليف باهظة في ظل ارتفاع سعر المحروقات وعلى رأسها المازوت.
وتتطلب أشجار الزيتون سقاية بشكل دوري بين الحين والآخر بالإضافة إلى عناية كبيرة من أجل أن تثمر وتعطي مردوداً وحبة جيدة في الموسم.
ويقول أبو عمر خليل مزارع من ملس بريف إدلب لراديو الكل، إن معظم المزارعين يمتنعون عن سقاية أشجار الزيتون بسبب التكلفة الكبيرة سواء كان الري عن طريق المحروقات أو الطاقة الشمسية، مشيراً إلى أن هذا سيؤثر سلباً على حبة الزيتون والإنتاج السنوي، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأدوية ما يجبر المزارعين على عدم مكافحة الأمراض التي تصيب الأشجار.
هشام ديب مزارع آخر في قرية بياطس بريف أرمناز يؤكد لراديو الكل، أنه يمتلك 500 شجرة زيتون وهي المصدر الرئيسي لدخله، منوهاً بأنه لم يستطع تحمل تكلفة الري هذا العام فامتنع عن السقاية.
ويبين أبو أسعد نازح ومزارع في معرتمصرين لراديو الكل، أن سعر برميل المازوت وصل إلى 150 دولار أمريكي، لذلك لم يتمكن أغلب المزارعين من السقاية، لافتاٍ إلى أن هناك بعض المقتدرين يلجؤون للري عن طريق الطاقة الشمسية.
حسان عبد الحي، مدير المكتب الزراعي التابع للمجلس المحلي في أرمناز، يقول لراديو الكل إن نسبة 50%من السكان يعتمدون على الزراعة في كسب دخلهم، مضيفاً أن معظم المزارعين هذا العام لم يسقِ أشجار الزيتون.
عمار جنيد خبير زراعي في إدلب يوضح لراديو الكل، أن أشجار الزيتون تعاني من تدهور في الإنتاج الكمي والنوعي بالإضافة إلى الإهمال الكبير بسبب ارتفاع أسعار المبيدات والأسمدة وتكلفة الري وغيرها، لافتاً إلى أن أكثر من 80%من الزيتون هذا العام يعتمد على مياه الأمطار وهذا أدى إلى جفاف الأشجار وقلة المردود.
وينصح الجنيد المزارعين بالموازنة بين تكاليف الري والمردود المادي الإضافي الذي سيتحقق من خلال زيادة إنتاج الزيت والزيتون وذلك بتطبيق برنامج الري التكميلي، مؤكداً أن أفضل طريقة لسقاية الأشجار هي الري باستخدام نظام التنقيط.
ويواجه المزارعون في محافظة إدلب صعوبات كبيرة، كارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة والمحروقات وضعف الإنتاج والتسويق وغيرها، في ظل قلة المشاريع الزراعية التي تخفف من الأعباء المترتبة على المزارع.