غرينفلد تتعهد للأهالي من مشارف إدلب بتقديم مساعدات انسانية عبر باب الهوى والروس يمسكون بمفاتيحه
فقبل أيام وقفت المندوبةُ الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد على مشارف إدلب لتعلن للأهالي تقديم مساعدات بنحو 240 مليون دولار ، ووعدت بالعمل في مجلس الأمن من أجل تمديد قرارِ إدخال المساعدات عبر معبر باب الهوى .
وفيما وصف النظام زيارة غرينفيلد إلى باب الهوى بأنها مقدمةٌ لبدء معركة المعابر في مجلس الأمن ، فإنه يتسلح بموقف روسيا التي لوحت بإجهاض التمديد للقرار الأممي بإدخال المساعدات عبر الحدود بحجة انتهاكه ما تسميه بالسيادة ، في وقتٍ يحتاج فيه 4 من كل 5 أشخاص من الأهالي في الشمال السوري لمساعدة إنسانية .
دسوقي : المعابر ستسلم للنظام بتفاهم أمريكي روسي
ورأى الكاتب والمحلل السياسي صبحي دسوقي أن هناك تفاهمات أمريكية روسية حول ملف المعابر وإن بدا الأمر غير ذلك وقال إن جميع القرارات التي اتخذتها روسيا كانت بمباركة ضمنية من الولايات المتحدة .
وأضاف أنه يجري الآن تنظيم ملف المعابر باتجاه عودتها جميعا للنظام ، لأن إسرائيل هي من فرضت على العالم التماهي مع شرعية بقاء النظام .
النعيمي : معبر باب الهوى سيبقى مفتوحا أمام إدخال المساعدات
من جانبه توقع الكاتب والصحفي مصطفى النعيمي أن يستمر العمل في المرحلة المقبلة من خلال معبر باب الهوى وتقديم المساعدات للأهالي في الشمال السوري ..وقال إن الأمر مرهون بالتوصل إلى حل سياسي وإن الضغط الروسي لن يؤتي أوكله بهذا الصدد .
و تركز الولايات المتحدة على الملف الإنساني في سوريا بينما تمسك روسيا بالملف السياسي وترسل مسؤوليها للقيام بجولات في المنطقة وتطرح تصريحات ومبادرات على مقاس النظام.
لغة مشاعر إنسانية تدخل في معبر باب الهوى
وتحدثت المسؤولة الأمريكية غرينفيلد خلال زيارتها معبر باب الهوى بلغة عاطفية عن حاجة الأهالي للمساعدة وهو ماكان كان بدأه وزير الخارجية أنتوني بلينكن في اجتماع مجلس الأمن قبل نحو شهرين .
وقالت غرينفيلد لا بديل للمعابر الحدودية من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى السوريين “المنظمات المدنية واللاجئين أبلغوني أنه في حال عدم تمكين المرور عبر معبر جيلوة غوزو فإنهم (اللاجئين) سيموتون”.
غرينفيلد كما هو معروف عملت معظم حياتها في إطار اللإغاثة والمساعدات الإنسانية وتعكس زيارتها الحدود السورية التركية دلالة تتعلق بكيفية التعاطي الأمريكي مع القضية السورية أي التركيز على الملف الإنساني منها وهو ماكان ركز عليه أيضا وزير الخارجية بلينكين في مجلس الأمن في وقت سابق
ولم تطلق المندوبة الأمريكية في تصريحاتها وعودا بالتمديد للقرار الأممي لكنها قالت إنها ستبذل جهدها لإقناع أعضاء مجلس الأمن للابقاء على معبر باب الهوى والعمل على إعادة فتح معبرين حدوديين آخرين مغلقين
الروس يمسكون بمفاتيح باب الهوى
و ما يعيق مساعي الولايات المتحدة هو موقف روسيا التي ترفض التمديد لقرار إدخال المساعدات كذلك النظام الذي وصف مندوبه في الأمم المتحدة بسام صباغ زيارة غرينفلد إلى معبر باب الهوى بأنها مقدمة لتمديد القرار الأممي
وكان النظام فتح في وقت سابق معابر مع شمال غرب البلاد لإعطاء انطباع بإمكانية إدخال المساعدات من خلال المناطق التي يسيطر عليها إلا أن هذه الخطوة فشلت وباعتراف وسائل إعلامه
واختزل الملف الإنساني في معبر وحيد في حين يمسك الفيتو الروسي بمفاتيح أبوابه إلا أن الولايات المتحدة تستطيع فعل الكثير خارج مجلس الأمن إن أرادت كما يقول المحلل السياسي سامر خليوي
وتحذر الأمم المتحدة من انعكاس إغلاق معبر باب الهوى على الأهالي الذين يحتاج أربعة من كل خمسة أشخاص منهم لمساعدة إذ تدخل في الوقت الحالي حوالي 1000 شاحنة تابعة للأمم المتحدة شهريًا المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية .
وتحولت القضية السورية في المحافل الدولية من قضية شعب يريد التحرر من نظام الاستبداد إلى قضية انسانية ومسألة لاجئين من المهم التبرع لهم بأموال لإطعامهم.
تقرير – راديو الكل