قوات النظام تفرض “تسوية أمنية” جديدة على أبناء “كناكر” غربي دمشق
عملية "التسوية" تشمل المنشقين عن صفوف قوات النظام و"المتخلفين" عن التجنيد الإجباري والاحتياطي إضافة إلى "المطلوبين" للأفرع الأمنية
فرضت قوات النظام، أمس الأحد، “تسوية أمنية” جديدة على أبناء بلدة “كناكر” في ريف دمشق الغربي، بعد نحو أربعة أشهر على إخضاعهم لـ”تسوية جماعية” برعاية “الفرقة الرابعة” و”الأمن العسكري”.
وقال موقع “صوت العاصمة” المختص بأخبار دمشق وريفها، إن “التسوية” الجديدة جاءت بعد سلسلة اجتماعات عُقدت بين لجنة أمنية مشتركة، ضمت ضباطاً من مختلف الأفرع الأمنية، وأعضاء “لجنة المصالحة” ووجهاء “كناكر”.
ونقل “صوت العاصمة” عن “مصادر” أن الطرفين اتفقا خلال الاجتماعات على إخضاع أبناء البلدة لـ”تسوية” جديدة، تشمل المنشقّين عن صفوف قوات النظام، و”المتخلّفين” عن أداء التجنيد الإجباري والاحتياطي، إضافة إلى “المطلوبين” للأفرع الأمنية.
وتعهّدت قوات النظام ضمن الاتفاق بإطلاق سراح عدد من معتقلي البلدة بعد إتمام عملية “التسوية”.
وأكّدت المصادر -بحسَب “صوت العاصمة”- أن “لجنة المصالحة” في “كناكر” افتتحت مركزاً داخل مبنى “المجلس البلدي” وسط البلدة، لتسجيل أسماء الراغبين بالخضوع لعملية التسوية الأمنية.
ووفقاً للمصادر، فإن تسجيل الأسماء سيستمر مدة عشرة أيام ابتداء من أمس الأحد 6 حزيران، لافتة إلى أن عملية التسوية ستجري في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، بعد رفع قوائم الأسماء للأفرع الأمنية.
وفي 20 آذار الماضي، أجرى وفد روسي زيارة إلى “كناكر”، عقد خلالها اجتماعاً مع وجهاء البلدة وممثلي المعارضة فيها، وأعضاء ما يسمّى “لجان المصالحة”.
وأوضح موقع “صوت العاصمة” حينها أن الوفد الروسي طالب خلال الاجتماع بتهدئة الأوضاع هناك، محذّرين من إدخالها في توتر أمني جديد، ولا سيما بعد إعلان النظام في 15 من الشهر نفسه قتل مجموعة من أبناء البلدة، زعم أنها كانت تتجه نحو العاصمة دمشق لتنّفيذ عمليات تفجير.
ومطلع العام الحالي، عقد وفد روسي يضم عدداً كبيراً من الضباط، بعضهم مما يسمى “مركز المصالحة الروسي” في دمشق، وآخرين من الضباط المتمركزين في قاعدة “حميميم”، ثلاثة اجتماعات متتالية في بلدة “كناكر”، اثنان منها مع ممثلي فصائل المعارضة سابقاً، وآخر عُقد بحضور أعضاء “لجنة المصالحة” ووجهاء البلدة، أعاد خلالها الوفد الروسي طرح مشروع تشكيل مليشيا محلية تتبع للقوات الروسية بشكل مباشر، تضم المنشقّين وعناصر “التسويات” من أبناء البلدة، مقابل طرح ملف المعتقلين مجدداً من قبل وجهاء البلدة.
وفي الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الثورة السورية، خرج العشرات من أبناء بلدة “كناكر”، التي سيطر عليها النظام في كانون الأول 2016 بموجب “اتفاق مصالحة”، في مظاهرات حاشدة ضد نظام الأسد.
ومنذ سيطرة النظام عليها شهدت “كناكر” عدة توترات أمنية على خلفية خرق قوات النظام بنود “اتفاق التسوية”، ومواصلة سياسة الاعتقالات والتجنيد الإجباري ضد أبناء البلدة، وكان آخرها في شباط الماضي، بسبب اغتيال قوات النظام شاباً من البلدة لرفض الانضمام في صفوفها.
ريف دمشق – راديو الكل