ماذا وراء طرح روسيا احتمال إجراء انتخابات مبكرة بعد أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية؟
محللون: تصريحات بوغدانوف استمرار للتصريحات الخادعة وهدفها تليين موقف الغرب
تباينت ردود الفعل حول تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التي تحدث فيها عن احتمال إجراء انتخابات مبكرة في سوريا ، وربطها بعض المحللين بالقمة الروسية الأمريكية القادمة لجهة إبداء مرونة تجاه عدم التمسك بنتائج الانتخابات الأخيرة ، في حين قلل آخرون من أهميتها في جدية روسيا بالسير بالحل السياسي ولا سيما أنها ممسكة بالقرار السياسي في البلاد ودعمت على نطاق واسع الانتخابات الرئاسية
وظهرت أصوات متفائلة إزاء التصريح الروسي من بينها ما أعلنه نائب رئيس هيئة التفاوض السابق خالد محاميد لقناة الحدث أنا بتفاؤل أكثر فأكثر بأن الأيام القادمة سوف تحمل الكثير من حلحلة الملف السوري .
وبالمقابل قلل محللون من أهمية تصريح بوغدانوف في إحداث اختراق سياسي مشيرين إلى أنه يندرج في إطار بروباغندا تستبق القمة الروسية الأمريكية والهدف منه إظهار موسكو بأنها هي من تمسك بالقرار في سوريا .
النيفي : تصريحات بوغدانوف استمرار للتصريحات الروسية الخادعة
ورأى المحلل السياسي حسن النيفي أن تصريحات بوغدانوف تندرج في إطار خادع كالتصريحات السابقة ولا سيما بالنسبة للحل السياسي إذ عملت على إضاعة الوقت طيلة الجولات التي عقدتها لجنة صياغة الدستور من أجل الوصول إلى اجراء الانتخابات الرئاسية مشيرا إلى روسيا قطعت شوطا كبيرا في الالتفاف على بيان جنيف والقرار 2254 .
وقال النيفي إن روسيا أرادت من خلال تصريح بوغدانوف استرضاء المواقف الغربية الرافضة للانتخابات الرئاسية وبنفس الوقت إعطاءها شرعية موضحا أن روسيا تريد تليين مواقف الغرب أو إحداث انعطافة بالنسبة للانتخابات الرئاسية وتريد الحصول على شرعية لها من دول قد تقبل بما أعلنه بوغدانوف .
تصريحات بوغدانوف موجهة بشكل أساسي للنظام
ورأى الكاتب المتخصص بالشأن الروسي سامر الياس أن تصريح بوغدانوف بعث برسائل في اتجاهات متعددة أبرزها موجه للنظام وبأنها هي من تملك القرار السياسي وأيضا للمجتمع الدولي بأن روسيا ممكن أن تقايض على مصير النظام والضغط عليه حين تجد أن هناك صفقة ما مع الغرب .
وقال إن روسيا أرادت القول للمجتمع الدولي إنها ممكن أن ترعى عملية سياسية للتنسيق بين معارضة قريبة منها وبين النظام لإيجاد صيغة جديدة للحل السياسي لا تستند إلى القرار 2254 وتتجاوز النقاط الأساسية في بيان جنيف بهدف الوصول إلى حل لا يلبي تطلعات الشعب السوري .
الانتخابات المبكرة مرتبطة باتفاق على دستور
وكان بوغدانوف ربط نائب بين احتمال اجراء الانتخابات المبكرة وبين توصل النظام والمعارضة إلى اتفاق على دستور جديد مكررا موقف بلاده الداعم للانتخابات للرئاسية التي جرت مؤخرا .
ولا تبدو هذه التصريحات معزولة عن الموقف الدولي من العملية السياسية إذ رفضت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وتركيا نتائج الانتخابات الأخيرة ولم تعترف بها، وشددت على إجراء عملية سياسية وفق القرارات الأممية في حين أطلقت المعارضة حملة لنزع الشرعية عن النظام وتجري التواصل مع عدد من الدول الفاعلة بهذا الخصوص كما قال عقاب يحيى نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري
وعلى الرغم من أنه لا مصلحة للروس بحدوث أي تغيير في النظام لأنه يقوم بتنفيذ كل ما يريدونه إلا أن حديثهم عن وجود احتمال لانتخابات مبكرة قد يشكل بحده الأدنى اعترافا بأن النظام وعلى الرغم من إجراء الانتخابات وضعه غير مستقر .