تقرير حقوقي: أطفال سوريا تعرّضوا “لحجم هائل من العدوان” خلال السنوات العشر الماضية
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثّقت مقتل 29 ألفاً و520 طفلاً في سوريا منذ العام 2011، بينهم 180 قُتلوا تحت التعذيب
قالت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، إن “حجماً هائلاً من العدوان” تراكم على الأطفال في سوريا خلال السنوات العشر الماضية، ما ولَّد جيلاً يُعاني في مختلف أشكال الرعاية التعليمية والصحية والنفسية.
جاء ذلك في تقرير أصدرته الشبكة، اليوم الجمعة، تحت عنوان “عقد دامٍ من الانتهاكات بحق الأطفال يُهدد مستقبل سوريا لعقود قادمة”، بمناسبة “اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء” الذي يوافق الرابع من حزيران.
وبيّن التقرير أن 29 ألفاً و520 طفلاً قتلوا في سوريا منذ العام 2011، بينهم 180 طفلاً قُتلوا تحت التعذيب.
وذكر التقرير أن الأطفال في سوريا تعرضوا “منذ بداية النزاع المسلح الداخلي لأفظع أشكال العدوان”، مؤكدة أن “أشدها قسوة ومنهجية” كانت على يد نظام الأسد، الذي لم يكتفِ بأن فشل في حماية الأطفال السوريين، بل كانت قواته “المرتكب الرئيس لمختلف أنماط الانتهاكات”.
وأوضح التقرير أنه “لا يكاد يمرُّ انتهاك يتعرَّض له المجتمع السوري دون أن نسجل ضمنه أطفالاً، من عمليات القتل بسبب القصف العشوائي، وعمليات التعذيب داخل مراكز الاحتجاز والتجنيد القسري، والتشريد القسري وقصف المدارس ورياض الأطفال، وقد تراكم حجم هائل من العدوان على الأطفال على مدى السنوات العشر الماضية، مما ولَّد جيلاً يُعاني في مختلف أشكال الرعاية التعليمية والصحية والنفسية، إضافة إلى خطر انتشار الأمية بشكل غير مسبوق في تاريخ سوريا”.
وأضافت الشبكة السورية لحقوق الإنسان: “يعيش قرابة مليون وربع مليون طفل ضمن المخيمات المنتشرة في سوريا، يعانون أسوأ الظروف الحياتية وانعدام أقل مقومات النظافة والخصوصية والمسكن والرعاية الطبية والصحية وغياب تدابير السلامة”.
وذكر التقرير، أن “كثيراً من الأطفال قد فقدوا مُعيلهم بسبب انتشار القتل خارج نطاق القانون، والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وتحوَّل كثير من الأطفال إلى معيلين لأسرهم، وانتقل الطفل إلى ساحة العمل بدلاً من الدراسة، وأصبح لدينا مئات الآلاف من الأطفال الأميِّين”.
وأشار التقرير كذلك إلى قضية حرمان معظم الأطفال المولودين خارج مناطق سيطرة النظام وفي مخيمات النازحين من الحصول على وثائق رسمية تثبت هوياتهم.
وفي 6 أيار الماضي، قالت “سونيا كوش” مديرة فرع منظمة “أنقذوا الطفولة” في سوريا (حقوقية بريطانية غير حكومية) : “إنه لأمر مفجع أن نرى الأطفال لا يزالون ضحايا للصراع السوري ويدفعون الثمن الأعلى لهذا الصراع”.
وفي كانون الثاني الماضي، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان، أن أكثر من نصف الأطفال في سوريا “لا يزالون محرومين من التعليم”.
وقال البيان حينها إن واحدة من كل ثلاث مدارس في سوريا (ثلث المدارس) غير صالحة للاستخدام “لأنها تعرّضت للدمار أو للضرر أو لأنها تُستخدم لأغراض عسكرية”.