فورين بوليسي: لهذه الأسباب قدمت مصر والإمارات والسعودية الدعم لبشار الأسد
المجلة الأمريكية رجّحت أن عودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية "مسألة وقت فقط"
تحدثت مجلة “بورين بوليسي” الأمريكية عن الأسباب التي دعت كلاً من الإمارات ومصر والسعودية إلى دعم بشار الأسد، وتوقعت أن “انتهاء عُزلته العربية” مسألة وقت فقط.
وقالت المجلة الأمريكية – وفق ما ترجمه موقع “الحرة”- إن بشار الأسد كان قبل عدة سنوات شخصاً “غير مرغوب فيه” في العالم العربي، حيث علّقت “الجامعة العربية” عضوية نظامه فيها عام 2011، لكن الآن بدأت عزلته تنتهي بالفعل، وأعادت بعض الدول العربية علاقتها معه.
وبحسَب التقرير، فإن عودة نظام الأسد للجامعة العربية “مسألة وقت فقط، حيث أكدت المجلة الأمريكية أن المعارضين السابقين لعودة الأسد للجامعة أصبحوا يعاملونه أيضاً “كحليف” ضد طموحات الدول غير العربية في المنطقة، مثل تركيا وإيران.
وأوضحت “فورين بوليسي” أنه خلال الشهور الماضية، وطدت الإمارات ومصر علاقاتها مع نظام الأسد، وفتحت الإمارات أبواب سفارتها في دمشق نهاية العام 2019.
وأشارت المجلة إلى أنه مع دعم روسيا عسكرياً لنظام الأسد وتراجع دور الولايات المتحدة في المنطقة، ضمِن بقاء الأسد، ورآه الإماراتيون “كعضو مفيد” في تحالف مناهض لتركيا و”جماعة الإخوان المسلمين”.
وفي التقرير، قال المحلل البارز في معهد نيولاينز “نيكولاس هيراس” إن “الدول العربية التي تشعر بالقلق من أن تصبح شعوبها مضطربة وتتحول إلى معارضة مسلحة ضدها، مهتمة الآن بتعلم الحرف التقليدية الاستبدادية من نظام الأسد”.
من جانبها، قدّمت السعودية مبادرات لإغراء الأسد بعيداً عن شراكته الاستراتيجية مع إيران، كما وجدت الدول العربية الأسد “حليفاً” لمواجهة الإسلاميين السياسيين من جماعة الإخوان المسلمين، والحد من نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبحسَب المجلة الأمريكية، يريد السعوديون والإماراتيون دفع تكاليف إعادة إعمار سوريا والسعي إلى التعاون الاستخباراتي مع الأجهزة الأمنية للأسد “لاحتواء الإسلاميين السياسيين المحليين”، فضلاً عن استخدام المساعدة المالية لمواجهة النفوذ الإيراني في الأراضي العربية.
وقال مستشار المخاطر الجيوسياسية في المملكة المتحدة “سامي حمدي” إن الأسد محبط بالفعل من تقويض نفوذه من قبل موسكو وطهران، مشيراً إلى أن هذه التحالفات الجديدة ستعطيه مساحة للعب ضد روسيا وإيران.
وأضاف حمدي: “بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على نحو متزايد في تبني خطاب قومي عربي ويعتقد أنه قد يكون من الممكن كسر الروابط بين إيران وحلفائها العرب من خلال مناشدة القواسم المشتركة العربية المتمحورة حول العرق”. وتابع: “كما غيّر توسع تركيا أيضاً أولويات دول الخليج وجعل الأسد حليفاً محتملاً”.
وذكرت مراسلة “فورين بوليسي” في الشرق الأوسط “أنشال فوهرا” أن العديد من مسؤولي نظام الأسد أخبروها في عام 2017 أن “الأشقاء العرب” سيدفعون الملايين اللازمة لإعادة الإعمار، وأضافت أنه بعد عام، أكدت لها مصادر لبنانية مقربة من نظام الأسد أن السعوديين بدؤوا “تعاوناً استخباراتياً” مع الأسد، بحسب ما جاء في التقرير نفسه.
في أوائل الشهر الماضي، كشفت تقارير عن اجتماع بين رئيس المخابرات العامة السعودية، الفريق الركن خالد الحميدان، ونظيره في نظام الأسد اللواء علي مملوك.
وتعد قطر هي الدولة العربية الوحيدة التي تقف ضد الأسد، لكن الخبراء يقولون إنه حتى الدوحة تدرك أنه لا يوجد الكثير لتكسبه من معارضة الأسد.
وقال جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، وهي شركة استشارية للمخاطر الجيوسياسية مقرها واشنطن، إنه لا يعتقد أن إدارة بايدن ستعاقب الحكومات العربية لقبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، لكنه أضاف أنه لا يعتقد أيضاً أن بايدن سيرفع العقوبات بموجب قانون قيصر، ولن يسمح بالاستثمار في سوريا.
وتابع كافييرو: “نتيجة هذه العقوبات المعوقة التي فرضتها الولايات المتحدة على دمشق، أعتقد أن إيران ستكون في وضع قوي لاستغلال الوضع وتعزيز نفوذها في سوريا”. وأوضح “هذا سبب رئيسي لعدم ارتياح بعض دول مجلس التعاون الخليجي لاستمرار إدارة بايدن في فرض عقوبات عهد ترامب على دمشق”.
وذكر تقرير المجلة أن واشنطن “استسلمت بالفعل لحقيقة أنه لا توجد طرق قابلة للتطبيق للإطاحة بنظام الأسد”، وأشارت إلى أنها “تفكر في إنشاء نموذج العراق في سوريا، يُمنح فيه الأكراد الحكم الذاتي وبالتالي يكونون بمثابة نفوذ أمريكي على السياسة السورية، بنفس الطريقة التي يعمل بها كردستان العراق كوسيلة ضغط أمريكية على بغداد”.
وأكدت أن الانتخابات الأخيرة في سوريا المنقسمة أظهرت أن الأسد ربما يوافق على الوضع الراهن إذا أنهى ذلك وضعه المنبوذ.
راديو الكل – موقع “الحرة”