واشنطن تستنكر انتخاب نظام الأسد بالمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية
مداخلة كوثر جودت سعيد على أثير راديو الكل | الخميس 03-06-2021
أعرب متحدث باسم الخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء، عن “مخاوف كبيرة” لدى الولايات المتحدة جراء انتخاب نظام الأسد و”بيلاروسيا” مدة ثلاث سنوات في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
ونقل موقع قناة “الحرة” الأمريكية عن المتحدث (الذي فضل عدم الكشف عن اسمه) قوله: “يقع على عاتق كل عضو من أعضاء المجلس التنفيذي واجب النهوض بالصحة العامة، ويُتوقع منه التمسك بالقيم العالمية وحقوق الإنسان. ويشمل ذلك توفير الوصول دون عوائق للإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة، بما في ذلك الإمدادات الطبية بغض النظر عن مكان إقامة المستفيدين. ولا نعتقد أن أفعال أي من سوريا (نظام الأسد) أو بيلاروسيا تدل على ذلك”.
واستنكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية انتخاب نظام الأسد و”بيلاروسيا” في منصب تنفيذي بمنظمة دولية، وأضاف: “ليس سراً أن سوريا وبيلاروسيا لا تتمسكان بالقيم العالمية وحقوق الإنسان. وكما نعلم تواصل سوريا عرقلة وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة إلى مواطنيها بالإضافة إلى استهداف المنشآت الطبية والمسعفين وشن هجمات بالأسلحة الكيماوية ضد المدنيين”.
وأكد المتحدث أنه و”على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست حالياً جزءاً من المجلس التنفيذين” إلا أنها ستواصل “مراقبة أنشطة مجلس الإدارة عن كثب وتوضيح توقعات الولايات المتحدة بأن يلتزم أعضاء مجلس الإدارة بأعلى معايير حقوق الإنسان والوصول غير المقيد للمساعدة الإنسانية والضغط من أجل تحقيق إصلاحات في منظمة الصحة العالمية لزيادة الشفافية والمساءلة”.
ويوم الجمعة الماضي، انتخبت “جمعية الصحة العالمية” التابعة للأمم المتحدة في دورتها الرابعة والسبعين، نظام الأسد لعضوية “المجلس التنفيذي” في “منظمة الصحة العالمية”، ممثلة عن إقليم شرق المتوسط، لمدة ثلاث سنوات.
وقوبل انتخاب نظام الأسد في هذا المنصب بغضب وانتقاد واسعين في مناطق شمال غربي سوريا، حيث نظّمت الفعاليات الصحية وقفات احتجاجية وصفت الخطوة بأنها “سقطة أخلاقية مدوّية”، ونسف لكل الشعارات الإنسانية التي تسوّقها المؤسسات الدولية.
كما انتقد فريق “الدفاع المدني السوري” ما سمّاه “مكافأة” الأمم المتحدة لنظام الأسد على تدميره المشافي في سوريا عبر انتخابه لهذه العضوية، فيما وصفها الائتلاف الوطني السوري بأنها “سقوط أخلاقي” و”فضيحة تتطلب تحقيقاً فورياً”.
وتواجه الأمم المتحدة انتقادات كثيرة على خلفية تعاملها بـ”ازدواجية” مع نظام الأسد، ففي الوقت الذي تؤكد فيه المنظمة الدولية ارتكاب النظام جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بينها الاستخدام الموثق للأسلحة الكيميائية، تقوم بترشيحه في هيئاتها الرسمية.
وفي حزيران الماضي، أكد بيان صادر عن “مارك كوتس” نائب المنسق الأممي الإقليمي في سوريا، أنّ نظام الأسد “تعمّد” استهداف مستشفيات في شمال غربي سوريا، رغم مشاركة إحداثياتها مع جميع الأطراف لحمايتها من الهجمات.
وفي 22 شباط الماضي، انتقدت منظّمة “مراقبة الأمم المتحدة – UN Watch” إعلان الأمم المتحدة انتخاب نظام الأسد لمنصب رفيع فيما يُعرف بـ”لجنة إنهاء الاستعمار”، وقالت إن المنظمة الدولية أعلنت انتخاب نظام الأسد لمنصب رفيع في لجنة تابعة لها، في نفس اليوم الذي اتّهمت فيه لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة النظام “بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وجرائم دولية أخرى بما في ذلك الإبادة الجماعية”.
وأوضح حينها “هيليل نوير” المدير التنفيذي لمنظمة ” UN Watch” أن “وضع سوريا على رأس لجان الأمم المتحدة يساعد فقط نظام الأسد على تصوير نفسه كحكم للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان”، معتبراً أن ذلك يمثّل “إهانة لملايين الضحايا في سوريا”.