تزامناً مع الإضراب.. مظاهرات شعبية غاضبة في “منبج” وريفها ضد “التجنيد الإجباري”
يُعد "التجنيد الإجباري" من أكثر الملفات التي تثير غضباً شعبياً واحتجاجات متكررة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية
شهدت منطقة “منبج” شرقي حلب، اليوم الإثنين، مظاهرات شعبية غاضبة تزامنت مع إضراب واسع، احتجاجاً على حملة التجنيد الإجباري التي تنفّذها قوات سوريا الديمقراطية.
وأفاد مراسل “راديو الكل” في منبج بخروج مظاهرات متفرقة في عدة مناطق بالمدينة وريفها، قام خلالها المحتجّون بقطع الطرقات.
وقال مراسلنا إن مظاهرات بالدراجات النارية خرجت على “طريق حلب” و”طريق الجزيرة” في مدينة منبج احتجاجاً على حملة التجنيد الإجباري، فيما أطلقت قوات سوريا الديمقراطية النار على متظاهرين واعتقلت 6 منهم في “حي السرب” بالمدينة.
وأضاف مراسلنا أن شبّاناً غاضبين قطعوا طريق “M4” بالإطارات قرب قريتي “الحية” و”الكرسان” شرقي منبج، فيما خرجت مظاهرات مماثلة في قرية “أبو قلقل شرقي المدينة أيضاً، وفي قرية “عون الدادات” شمالها.
وفي وقت سابق الإثنين، شهدت مدينة منبج إضراباً شبه كامل احتجاجاً على حملات الاعتقال المتلاحقة لقوات سوريا الديمقراطية بحق الشباب بهدف تجنيدهم مجبرين تحت مسمى “واجب الدفاع الذاتي”.
وقال مراسل “راديو الكل” في المدينة، إن المحلات التجارية والأسواق وأماكن العمل المختلفة أغلقت أبوابها، كما امتنع الموظفون والعمال من الذهاب إلى أعمالهم.
وأضاف أن شوارع الوادي، والسندس، ودوار اللمبة، وأسواق السرب، والمسقوف الرئيسي، والسلالين، وطريق جرابلس، بدت خاليةً تماماً من الباعة.
وبحسب مراسلنا، فالدوائر المدنية والعسكرية التابعة لما تسمى “الإدارة الذاتية” هي فقط من فتحت أبوابها ومارست أعمالها اليوم، بالإضافة إلى بعض محلات المواد الغذائية.
وكان ناشطون ومدنيون دعوا أمس إلى القيام بهذا الإضراب ليومٍ واحد، لإنذار قوات سوريا الديمقراطية -التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري- بالتوقف عن سوق الشباب إلى التجنيد.
وأمس الأول السبت، اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية نحو 60 شاباً من حي “السرب” و “بازار سوق السبت” في مدينة منبج، واقتادتهم إلى معسكرات التدريب بهدف التجنيد.
واحتجاجاً على ذلك نظمت نساء من ذوي المعتقلين ونساء أُخريات مظاهرة على طريق الجزيرة وسط مدينة منبج تنديداً بهذه الإجراءات.
ويُعد “التجنيد الإجباري” من أكثر الملفات التي تثير غضباً شعبياً واحتجاجات متكررة في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حيث يصفها سكان تلك المناطق بأنها “نسخة حرفية” عن سياسة نظام الأسد في هذا الملف.
ويتعرّض “المتخلفون” عن التجنيد الإجباري في مناطق نفوذ “سوريا الديمقراطية” ملاحقات أمنية وعمليات دهم واعتقال.
وفي كانون الأول العام الماضي، شهدت مناطق واسعة في ريف دير الزور الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية مظاهرات واسعة احتجاجاً على قيام الأخيرة بفصل معلمين من وظائفهم لعدم التحاقهم بالتجنيد الإجباري في صفوفها.
ومطلع العام 2020 حددت قوات سوريا الديمقراطية سن الأشخاص المطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفها بمواليد 1 /1/ 1990 وما بعد ذلك، فيما لا تحدد السن الأدنى للتجنيد، وسط اتهامات لمنظمات حقوقية دولية لها بتجنيد الأطفال والقاصرين.
منبج – راديو الكل