هل تستطيع لاءات بشار الأسد الثلاثة تجاوز السنوات الـ 10 والبدء بمرحلة جديدة في البلاد؟
محللون يرون صورة قاتمة لمستقبل البلاد والائتلاف يتحدث عن حملة لنزع الشرعية عن النظام
إجماع يتجاوز التسعين بالمئة من الشعب على بشار الأسد .. وهو استمرار للإجماع الذي حصل عليه خلال فترات الرئاسة الثلاث في حين أن قلة قليلة لا تكاد تذكر هي من ترفض تأييده وهي من تتحمل مسؤولية تدمير البلاد ..
هذه هي الصورة التي حاول النظام إظهارها من خلال المهرجانات والاحتفالات التي أقامتها أجهزته مؤخرا وتوجت بخطاب ألقاه بشار الأسد أبرز نفسه فيه زعيما منتصرا على تلك القلة التي كانت تستهدفه وفشلت بغض النظر عما آلت إليه أوضاع السوريين والبلاد من دمار أو تقسيم أو احتلالات أجنبية.
الخطاب وبغض النظر عن مفرداته إلا أنه أطلق لاءات ثلاث : لا صلح ، لا تسوية سياسية ، لا مكان في سوريا للمعارضين ، فهل ينجح في البناء عليها في المرحلة المقبلة ؟
حملة لنزع الشرعية عن بشار الأسد
نائب رئيس الائتلاف الوطني عقاب يحيى أكد أن المعارضة أطلقت منذ عدة أيام حملة لنزع الشرعية عن النظام وفي هذا الإطار يتم التواصل مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة ، وقال هناك عدة محاور نعمل عليها والأساس فيها هو الشعب السوري والهدف هو العودة إلى جوهر الثورة وتشكيل حالة جبهوية واسعة ، مشيرا بهذا الخصوص إلى المظاهرات التي انطلقت في درعا ومناطق أخرى مؤخرا .
وأضاف أنه على الصعيد الدولي تمت اتصالات وما زالت مستمرة مع عدد كبير من الأصدقاء وعلى رأسهم تركيا والولايات المتحدة ومع الدول الشقيقة مثل قطر والسعودية وهناك جهد كبير للجاليات السورية ومن بينها الجالية في الولايات المتحدة ، وحدثت عدة لقاءات معهم لتنسيق الخطوات وكيفية العمل على استمرار مفاعيل قانون قيصر .
المعارضة تتوجه للأمم المتحدة
وقال عقاب يحيى لدينا عمل واسع وموثق سيقدم إلى محكمة الجنايات الدولية ضد رموز النظام إضافة للإعداد لمجموعة من الوثائق التي ستقدم للجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل إصدار قرارات لنزع الشرعية عن هذا النظام الذي لم يعد حاكما شرعيا بعد تجاوزه بيان جنيف وقرارات الأمم المتحدة ، مشيرا إلى أن هناك مذكرة مهمة سيتم إقرار تفاصيلها في الهيئة السياسية في الائتلاف وسيتم العمل عليها في المحافل والجهات الدولية .
وأضاف يحيى .. أن السؤال المطروح حاليا بالنسبة للائتلاف هو أن النظام في ظل غياب القرار الدولي الصارم سيستمر في حكمه وعلى نفس النهج الذي سار عليه وبالتالي ما العمل ؟ وقال: نبحث في وضع صيغ برنامجية مفتوحة على جميع السوريين بمافيهم الموجودين في مناطق النظام من أجل تحقيق اصطفاف وطني لأن الشعب السوري بحاجة لينهض من جديد ونحن نحاول بكل السبل أن نصل وقد يستغرق الأمر بعض الوقت ولكن معركتنا طويلة إلى أن ينتزع الشعب حقوقه المشروعة في دولة تعددية ديمقراطية مدنية .
مستقبل قاتم للبلاد
من جانبه رأى المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي أن صورة مستقبل البلاد في ظل المواقف الدولية والإقليمية هي قاتمة ، وقال إن مستقبل البلاد سيء جدا ولا يبشر بالخير حيث أعلن النظام أنه غير مستعد للتفاوض مع الآخرين وليس له شركاء وهو مستمر بممارسة القتل بحماية الروس والإيرانيين .
وأضاف الدكتور عدي أن المعارضة يجب أن تراهن على قواها الذاتية وعلى قدرتها في التعبئة في جميع المناطق السورية ، مشيرا إلى أن الدول التي قاطعت النظام في البداية تعود الآن للتطبيع معه.
ما المطلوب من المعارضة؟
وأكد غزوان عدي أهمية أن تنجح المعارضة في توحيد المناطق المحررة واقامة نظام حكم يعطي نموذجا مختلفا عن حكم بشار الأسد وقال إن استمرار هيئة تحرير الشام بفرض قوانينها وأسلوبها في الحكم يعطي المبرر للنظام وحلفائه للانقضاض على المناطق التي تخضع لسيطرتها .
وبنى بشار الأسد عناوين خطابه الأخير على أساس انتصار معياره هو بقاؤه على الكرسي وبأن الانتماء هو للرئيس وليس للوطن ما يعني أنه قسم السوريين بين فئة انتصرت بيد الروس والإيرانيين ، وأخرى تنتمي للوطن وأصابتها الكارثة .
وقطع بشار الأسد الطريق على المضي بالتسوية السياسية وقال لا مكان لشركاء سوى للإخوة والأصدقاء ما يعني أن الأوضاع الراهنة الآن في سوريا التي تخضع لنفوذ قوى متعددة وفي مناطق متعددة ستبقى على حالها طالما أن تلك الأوضاع كانت مؤقتة وارتبطت بإنجاز تسوية سياسية
ويخشى أن تشكل علاقات النظام العربية والدولية التي قطعت روسيا وإيران شوطا في تحسينها ضغطا على السوريين من قبل القوى الإقليمية والدولية من أجل السير في مشروع النظام نحو استعادة المناطق الخارجة عن سيطرته .