مربو النحل في إدلب يعرضون حياتهم للخطر بحثاً عن المراعي المناسبة
رئيس جمعية النحالين في سهل الروج يطرح عدة حلول تساعد في النهوض بقطاع تربية النحل في شمال غربي سوريا
يتعرض الكثير من النحالة في محافظة إدلب للخطر لاسيما من خلال بحثهم عن مراعٍ واسعة ومناسبة لهم، حيث يقصدون المناطق البعيدة والمحاذية لقوات النظام، في ظل ارتفاع التكاليف وقلة المردود وغياب الدعم.
كما أنه لا يوجد تسويق للعسل في المنطقة أو حتى استهلاك محلي بسبب رداءة جودته، وذلك نسبة لنوع المراعي علاوة على ارتفاع أسعاره التي لا تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود من الأهالي.
أسامة شعبان مربي نحل في قرية ملس بريف إدلب يقول لراديو الكل، إنه يوجد في القرية نحو 25 نحالًا لديهم نحو 250 خلية من النحل، منوهاً بأنهم يذهبون إلى مناطق تقع على خط النار مع النظام لجني الثمرة بسبب ضيق المساحة الجغرافية في المنطقة.
ويضيف شعبان أنه لنجاح تربية النحل والحصول على عسل بجودة جيدة لابد من وجود أراض زراعية لا تتعرض لرش بالمبيدات الحشرية بالإضافة إلى ضرورة بعدها عن أي مجرى للصرف الصحي وغيرها.
محمد السيد نحال آخر في مدينة إدلب يبين لراديو الكل، أنهم كانوا سابقاً يقصدون مناطق شرق إدلب لكثرة المراعي وبعد سيطرة النظام عليها يضطرون للذهاب إلى مناطق سهل الغاب التي تعد مستهدفة ومرصودة أيضاً من النظام علاوة على المناطق البعيد والتي تحتاج إلى تكلفة نقل كبيرة، مطالباً الجهات المعنية بالاهتمام بموضوع تربية النحل ودعم النحالة.
أبو أحمد دغيم بائع عسل ومربي نحل نازح في كللي بريف إدلب يؤكد لراديو الكل، أن للعسل فائدة تعود على الإنسان كونه غذاء متكامل وعلاج لبعض الأمراض وللنبات حيث يساهم النحل في تلقيح النباتات والأزهار بنسبة 75%.
ويلفت دغيم إلى أن سعر كيلو العسل في محافظة إدلب وصل إلى 7 دولارات حسب النوع والجودة ولا يوجد إقبال على شرائه من الأهالي، معتبراً أن سعره متدنياً جداً قياساً مع التكلفة الباهظة التي يضعها النحال.
ويوضح ياسر عبد الله الحمو رئيس جمعية النحالين السوريين في سهل الروج، الصعوبات التي تواجه النحال في محافظة إدلب وأبرزها قرب المراعي الغنية بالرحيق على مناطق سيطرة النظام لاسيما منطقة الغاب تحديداً في القاهرة والعنكاوي والزقوم وقليدين بالإضافة إلى مناطق أخرى متاخمة للنظام في جبل الزاوية بإدلب.
ويلفت إلى أن أبرز الحلول للنهوض بواقع النحل والنحالين في المنطقة هي إنشاء جمعيات تعنى بشؤون النحالين وتختار لهم مناطق الرعي المناسبة في الوقت المناسب وتؤمن لهم الأدوية للنحل، إضافة إلى حث المزارعين لزراعة المحاصيل الرحيقية كحبة البركة واليانسون وغيرها.
وعلى الرغم من المناشدات المتكررة التي يطلقها النحالون في محافظة إدلب، إلا أن مشاكلهم لا تزال تفتقر للحلول ولا يوجد أي اهتمام من المنظمات بقطاع تربية النحل.
وكان لسيطرة النظام على مناطق واسعة من محافظة إدلب دور كبير في تراجع قطاعات كثيرة كالزراعة وتربية النحل وغيرها، وكل ذلك يزيد من معاناة الأهالي ويضعف من أوضاعهم المادية.