البوكمال.. المليشيات الإيرانية تفرض “إتاوات” على شاحنات مهرّب من عائلة الأسد
تعدّ هذه المرة الأولى التي تُضطرّ فيها شاحنات "مهيار الأسد" إلى دفع إتاوات لحواجز "الحرس الثوري" بحسَب موقع "عين الفرات"
احتجزت المليشيات الإيرانية شاحنات خضار معدّة للتهريب إلى العراق، تابعة لشخص من عائلة “الأسد” في ريف البوكمال شرقي محافظة دير الزور.
وقال موقع “عين الفرات”، أمس السبت، إن حاجزاً تابعاً لمليشيا “الحرس الثوري الإيراني” احتجز شاحنات خضار وفواكه مُعدّة للتهريب بالقرب من قرية “عشاير” بريف البوكمال، بعد رفض سائقيها إعطاء الحاجز كميات من الحمولة.
وأوضح “عين الفرات” أنّ الحاجز أوقف الشاحنات، صباح السبت، بذريعة تفتيشها، ليطلب من السائقين إعطاءه كميات من الخضار والفواكه، وهو ما رفضه السائقون كون الشاحنات يتم وزنها عند انطلاقها من دمشق وعند وصولها العراق، وأي نقص بوزنها يتحملون تكلفته.
وأبلغ سائقو الشاحنات عناصر الحاجز بأن حمولتهم تعود ملكيتها لشخص من عائلة “بشار الأسد” ويدعى “مهيار الأسد” (أحد أكبر المسؤولين عن تهريب الخضار والفواكه نحو العراق)، إلا أنَّ عناصر الحاجز أصرّوا على رفض السماح للشاحنات بالعبور.
وأوضح الموقع نفسه، أنه عقب ساعات على الاحتجاز، اتصل أحد السائقين مع دورية لـ”الأمن العسكري” في البوكمال، لتصل نحو الحاجز ويتم فك الاحتجاز بعد دفع كل سائق شاحنة مبلغ 50 ألف ليرة سورية.
وتعدّ هذه المرة الأولى التي تُضطر فيها شاحنات “مهيار الأسد” إلى دفع إتاوات لحواجز “الحرس الثوري” بحسَب “عين الفرات”.
ومنذ العام 2017 تسيطر قوات النظام اسمياً فقط على الضفة الغربية لنهر الفرات المعروفة باسم “الشامية” في محافظة دير الزور بريفيها الشرقي والغربي، فيما تتقاسم النفوذ الفعلي في المحافظة مليشيات إيرانية متعدّدة الجنسيات، ومليشيات محلية مدعومة روسياً أبرزها “الفيلق الخامس” و”الدفاع الوطني” و”لواء القدس”.
وتصاعدت المواجهات مؤخّراً بين المليشيات الإيرانية متعددة الجنسيات من جهة، وقوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا من جهة ثانية، في خلافات بين الطرفين تتعلق بالسيطرة على مواقع النفوذ وتقاسم الإتاوات في عدة مناطق.
وتُعد منطقة البوكمال وأريافها أقصى شرقي دير الزور قرب الحدود العراقية، أحد أهمّ تجمّعات المليشيات الإيرانية، وتحوي عدة معابر غير رسمية يتم عن طريقها إرسال الأسلحة والمقاتلين من الأراضي العراقية إلى الجانب السوري، فيما تستخدمها المليشيات التابعة للنظام في تهريب الخضار والفواكه.
ومعبر “البوكمال-القائم” هو المعبر الرسمي الوحيد بين العراق ومناطق سيطرة الأسد، ولا يزال يشهد حركة تجارية ضعيفة بين الجانبين منذ إعادة افتتاحه في أيلول 2019، وذلك بسبب اعتماد القوات المسيطرة على طرفي المعبر على عمليات التهريب.