“انتخابات النظام”.. سوريا تدخل كابوساً لـ 7 سنوات وعضلات الأسد تكسر المجتمع الدولي
بحسب الدستور المعدل عام 2012 لا يحق لبشار الترشح للولاية القادمة عام 2028، لأنه ينص على الحق في تولي ولايتين رئاسيتين فقط
- نتائج الانتخابات محسومة دائماً بشكل مطلق في “الدولة الأسدية”
- لماذا 95% بالمئة وليس 100%
- كابوس جديد على سوريا لـ 7 سنوات قادمة
- “مستقبل غامض وغير مبشر”
انتهت التمثيلية الانتخابية للنظام كما التوقعات بانتصارٍ “ساحق” لبشار الأسد، بأغلبية مطلقة فاقت نسبتها 95% حيث أقصى وريث حافظ الأسد (بشار) مرشحين صوريين لم يحصدا مجتمعين حتى 5% من أصوات الناخبين.
جَيَشَ النظام لهذه التمثيلية “محسومة النهاية” ماكيناته الإعلامية والسياسية والمدنية بدعم روسي إيراني وصور انتخاباته على أنها “عرس وطني” وكسر فيها المعارضة الدولية الشديدة التي اكتفت ببيانات الرفض واللاشرعية.
جرت هذه الانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام دون مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا ومناطق سيطرة الوحدات الكردية شمال شرقي البلاد باستثناء نطاق ضيق في الحسكة والقامشلي حيث توجد نقاط للنظام.
ومع نهاية التمثيلية سيجثم بشار الأسد 7 سنوات أخرى على رأس النظام الذي قتل واعتقل آلاف السوريين ودمر مدنهم وهجر الملايين منذ انطلاق شرارة الثورة عام 2011، ما يعني أن سوريا تدخل كابوساً جديداً.
الولاية الجديدة هي الثانية لبشار الأسد بعد اندلاع الثورة، ففي 2014 أعيد انتخابه بأكثرية 88% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية، كما تعتبر الرابعة له منذ توريثه الحكم عام الـ 2000.
وبحسب الدستور المعدل عام 2012 لا يحق لبشار الترشح للولاية القادمة عام 2028، لأنه ينص على الحق في تولي ولايتين رئاسيتين فقط.
(حدد الدستور عام 2012 مدة الولاية الرئاسية بسبع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ولكن تم استثناء بشار الأسد لدى إقرار الدستور حيث نصت المادة الخامسة والخمسون بعد المئة على ما يلي: «تنتهي مدة ولاية رئيس الجمهورية الحالي بانقضاء سبع سنوات ميلادية من تاريخ أدائه القسم الدستوري رئيساً للجمهورية، وله حق الترشح مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية وتسري عليه أحكام المادة / 88 / من هذا الدستور اعتباراً من الانتخابات الرئاسية القادمة).
نتائج الانتخابات محسومة دائماً بشكل مطلق في “الدولة الأسدية”
نتائج الانتخابات “الكاسحة” تتكرر على هذا الشكل منذ أول انتخابات أجراها حافظ الأسد في عام 1971 (الشطر الأول من الدولة الأسدية) إلى الولايات الأربع لوريثه بشار (الشطر الثاني من الدولة الأسدية)، فلا جديد بحسب ما قاله المحلل السياسي حسن النيفي لراديو الكل.
وأضاف أن النتائج تتكرر لأن الآليات التي تشرف على الانتخابات من مخابرات وأمن هي ذاتها بما تزرعه من خوف ورعب في قلوب المدنيين، إضافةً إلى عمليات التزوير التي يجريها شبيحة النظام في صناديق الاقتراع.
ومن العوامل الأخرى التي أفضت إلى فوز بشار الأسد بولاية جديدة، بنظر النيفي، هو تهاون المجتمع الدولي واكتفائه بإصدار بيانات الشجب واللاشرعية وعدم الاعتراف، هو ما شجع روسيا وإيران على الاستمرار في فرض بشار الأسد على الحكم في سوريا.
وأكدت دول غربية بينها الولايات المتحدة وكندا وتركيا والاتحاد الأوروبي بالإضافة للمعارضة السورية مقاطعتها لهذه الانتخابات ووصفتها بالمسرحية الهزلية لمخالفتها للقرارات الدولية، واقتصر تأييدها على دول عدة مثل روسيا وإيران.
لماذا 95% بالمئة وليس 100%
بلغ العدد الإجمالي للناخبين 14 مليون و239 ألف و140 مقترعاً، صوت منهم 13 مليون و540 ألف و860 ناخب لصالح الأسد بنسبة 95.1%، فيما حصد المرشح محمود أحمد مرعي المرتبة الثانية، حاصلا على 470 ألف و276 صوتا، بنسبة 3.3 في المئة من الأصوات، وحل المرشح عبدالله سلوم عبد الله أخيرا، حيث حصل على 213 ألف و968 صوتا، بنسبة 1.5 من الأصوات.
نسبة 95 بالمئة هي رسالة من النظام إلى المجتمع الدولي بأن هناك معارضة داخل سوريا، بحسب ما قاله الكاتب والصحفي طارق نعمان لراديو الكل اليوم.
وأشار نعمان إلى أن السوريين في مناطق النظام لا خيار لهم سوى التصويت لبشار الأسد بدفع من الأجهزة القمعية التي تتحكم بمفاصل الحياة خوفاً على حياتهم ودرءاً للاعتقال.
كابوس جديد على سوريا لـ 7 سنوات قادمة
استمرار حكم بشار الأسد لسوريا في ولاية رابعة هو استمرار للمأساة السورية أمنياً وسياسياً واقتصادياً، بحسب ما قالته المستشارة في السياسات الدولية، مرح بقاعي، لراديو الكل أمس قبل إعلان النتائج التي وصفتها بأنها محسومة.
وتضيف بقاعي أن بشار الأسد لا يكترث لمعاناة الشعب السوري الذي عانى التهجير والقتل والاعتقال، خلال سنوات الثورة.
ورأت بقاعي في اتصالٍ مع راديو الكل أن المجتمع الدولي قد يحكم على شعبية الأسد من خلال ما يبثه اعلامه من مسيرات واحتفالات دون معرفة الحقيقة، التي لا يعرفها إلا الشعب السوري نفسه.
لكنها استدركت بأن موقف المجتمع الدولي والمعارضة السورية واضح من انتخابات النظام بالرفض التام لنتائجها وعدم الاعتراف بها واعتبارها خارج منظمة القرارات الدولية.
“مستقبل غامض وغير مبشر”
أكدت بقاعي أن بشار الأسد محمي من الجيوش الأجنبية التي دخلت سوريا خلال السنوات الماضية قائلة: أتحدى بشار الأسد أن يستمر في الحكم إذا ما طلب من هذه الجيوش وفي مقدمتها روسيا وميليشيات إيران مغادرة سوريا.
وعن مستقبل سوريا مع بشار الأسد قالت بقاعي: اتخوف من تقاسم النفوذ على الأراضي السورية بين الجيوش الجرارة والميليشيات الطائفية التي ترتبط بمرجعيات خارجية، ما يجعل المستقبل “غامض وغير مبشر”.
وأردفت أن هذه الجيوش إذا ما تقاسمت النفوذ فسيكون بما يتعارض مع المصلحة السورية العامة ويُطيل أمد الأزمة السورية.