إيران تهنئ الأسد على “الانتصار الحاسم” في “الانتخابات”
الخارجية الإيرانية قالت إن الانتخابات "خطوة مهمة لإرساء السلام والاستقرار والهدوء وإعادة الإعمار والازدهار" في سوريا
عدّت إيران “انتخابات الرئاسة” في سوريا “خطوة مهمة لإرساء الاستقرار”، وهنأت حليفها الأسد على “الانتصار الحاسم” في تلك الانتخابات.
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الجمعة، غداة الإعلان عن “فوز” بشار الأسد في انتخابات شكلية بنسبة 95.1، قوبلت برفض دولي واسع، ومظاهرات شعبية في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وقال بيان الخارجية الإيرانية: “إن إجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا بنجاح والمشاركة الواسعة للشعب السوري هي خطوة مهمة لإرساء السلام والاستقرار والهدوء وإعادة الإعمار والازدهار في هذا البلد”.
وأضاف البيان أن إيران “تدعم حق الشعب السوري في تقرير المصير ومستقبل ذلك البلد دون أي تدخل خارجي”، كما هنأ بشار “والشعب السوري الصامد على انتصارهم الحاسم في هذه الانتخابات”.
وفي وقت سابق الجمعة، وصفت روسيا تصريحات “بعض الدول الغربية” حول عدم شرعية انتخابات الأسد بأنها “جزء من الضغط السياسي” ضد نظام الأخير.
وصدرت قبل “الانتخابات” عدة مواقف دولية عبّرت عن رفض تلك “المسرحية” ونتائجها، وأكّدت أنها لن تمنح بشار الأسد “أي شرعية”.
وأمس الخميس، أكد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية لدى الاتحاد الأوروبي “جوزيب بوريل” أن الانتخابات التي أجراها نظام الأسد “لم تستوف أيّاً من معايير التصويت الديمقراطي الحقيقي، ولا تُسهم في تسوية الصراع”، وأنها “لا يمكن أن تؤدّي إلى إجراء أي تطبيع دولي مع نظام الأسد”.
وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون” أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الأول الأربعاء، أن انتخابات الأسد الرئاسية “ليست جزءاً من العملية السياسية المحددة بالقرار 2254″، وأن الأمم المتحدة “ليست منخرطة فيها وليس لها تفويض للقيام بذلك”.
وقال بيدرسون، إنه “يسعى إلى دبلوماسية دولية بناءة كمكمّل للعملية السياسية بقيادة وملكية سوريّة”، مؤكداً أن القرار 2254 هو “المسار الوحيد لإيقاف الصراع”. وشدّد على أن سوريا “بحاجة إلى اهتمام دولي جاد”، وأنه “يعوّل على مجلس الأمن للتوصل إلى تسوية”.
من جانبها اعتبرت واشنطن أن انتخابات الأسد “إهانة للشعب السوري”، وقال نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفير “ريتشارد ميلز”، في جلسة مجلس الأمن الدولي حول مستجدات الملف السوري: “وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 يجب أن تتم الانتخابات وفقًا لدستور جديد وتحت إشراف الأمم المتحدة في بيئة آمنة ومحايدة، ولا شيء من هذا يحدث اليوم”.
وأوضحت وزارة الخارجية التركية في بيان، الأربعاء، أن هذه الانتخابات “أجريت في ظل ظروف غير حرة وغير عادلة وتتعارض مع نص وروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن التسوية السياسية للصراع السوري”.
وأشار البيان إلى أن الانتخابات “تكشف في نفس الوقت عن النهج غير الصادق للنظام تجاه العملية السياسية”، وشدّد على أهمية عدم السماح لمحاولات النظام الرامية إلى “تأمين شرعية مصطنعة عبر الانتخابات التي تعرف نتائجها أصلاً”.
وتعد “انتخابات الرئاسة” الأخيرة التي منحت بشار الأسد ولاية رابعة مدتها 7 سنوات، هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ففي العام 2012 عدّل نظام الأسد الدستور، وفي صيف 2014 أجرى أول انتخابات “تعددية” فاز فيها “بشار” بنسبة 88.7%.
ومنذ سيطر حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عام 1970، وحتى العام 2007، سارت “انتخابات الرئاسة” على طريقة “الاستفتاء”، حيث توضع في البطاقة الانتخابية كلمتا “نعم” و”لا”، دون وجود أي مرشحين سوى حافظ أو ابنه، بينما لم يختلف الأمر كثيراً خلال انتخابات 2014 و2021، حيث أدخل بشار الأسد مرشحين اثنين “كومبارس” لإتمام “مسرحية الاستحقاق الدستوري”.