مسؤول أمريكي يعلق على انتخابات الأسد: لا نتخيل تطبيع العلاقات مع “نظام وحشي”
المسؤول الأمريكي حذّر حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها من "التعرّض لعقوبات" في حال التعامل مع نظام الأسد
وصف مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية “انتخابات نظام الأسد الرئاسية” التي يجريها، بأنها “ليست حرة ولا نزيهة”، مؤكداً أن ليس لدى بلاده أي نية في تطبيع علاقاتها معه.
ونقل موقع “الحرة” الأمريكي عن المسؤول (الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه) في مؤتمر صحفي عبر الهاتف قوله، أمس الأربعاء، إن “الولايات المتحدة تدعم بشكل تام القرار 2254 الذي يدعو إلى إجراء انتخابات حرة وعادلة بموجب دستور جديد، تجري تحت إشراف الأمم المتحدة ويشارك فيها النازحون واللاجئون والموجودون في الشتات”.
ودعا المسؤول في الخارجية الأمريكية، المجتمع الدولي إلى رفض محاولة نظام الأسد الحصول على الشرعية من دون حماية الشعب السوري واحترام التزاماته بموجب القانون الدولي واحترام القانون الإنساني وحقوق الإنسان.
وحول حظوظ منافسي بشار الأسد في هذه الانتخابات، أوضح المسؤول الأمريكي “للحرة” بالقول: “أعتقد أن حظوظ منافسي بشار معدومة في الفوز بالانتخابات الرئاسية الصورية هناك. بشار هو بعثي تقليدي والسؤال الوحيد لأي بعثي عندما يكون هناك انتخابات رئاسية هو أن يحصل على 99 في المئة أو 99.9 في المئة”.
وأضاف المسؤول الأمريكي: “لا نرى في الأسد شريكاً، والانتخابات الصورية التي ينظمها اليوم لا تعطينا ثقة أكبر بأنه يريد أن يكون شريكاً في السلام، ولكننا سنواصل السعي لدفع العملية قدماً بحسب القرار 2254”.
وأردف: “ليس لدينا أي نية في تطبيع علاقاتنا مع نظام الأسد وندعو كل الحكومات التي تفكر في تطبيع علاقاتها معه إلى التفكير بروية في الطريقة التي تعامل بها مع شعبه، ومن الصعب تخيل تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع نظام كان متوحشاً مع شعبه”.
ودعا المسؤول الأمريكي حلفاء الولايات المتحدة وشركاءها إلى “أن يكونوا حذرين والتفكير بإمكانية تعرضهم لعقوبات عبر التعامل مع نظام الأسد والتفكير ملياً بالوحشية التي مارسها ضد الشعب السوري خلال العقد الماضي”.
وتساءل المسؤول في الخارجية الأمريكية: “هل يريدون أن يكونوا مرتبطين بشكل وثيق مع نظام استخدم الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة ضد شعبه إلى جانب أشياء أخرى قامت بها حكومته؟ أعتقد أنه يجب ان نكون مركّزين على محاسبة النظام أكثر من إعادة العلاقات الدبلوماسية معه”.
وشدّد المسؤول الأمريكي على أن الوجود العسكري لقوات بلاده في سوريا يركز بشكل محدد على محاربة داعش، وقال: “لسنا هناك لأي سبب آخر. القوات ليست موجودة هناك لحماية النفط ولاستغلال موارد سوريا النفطية. النفط السوري هو للشعب السوري ولا نملك أو نسيطر أو ندير هذه الموارد ولا نريد ذلك”.
وحول مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا، أكد المسؤول لموقع “الحرة” أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا “لن يتغير في أي وقت قريب”، وقال: “نحن ملتزمون بإلحاق الهزيمة الدائمة بداعش في هذه المنطقة وبالعمل مع شركائنا من التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية لضمان الهزيمة الدائمة. ولكن تبقى الطريق طويلة ولا تزال داعش تشكل تهديداً في شمال شرق سوريا ووجودنا العسكري والدبلوماسي لن يتغير”.
ومساء أمس الأربعاء، أعلن نظام الأسد إغلاق “صناديق الاقتراع” و”بدء فرز الأصوات” لمعرفة الفائز “المعروف مسبقاً” في “مسرحية انتخابات الرئاسة”، التي قوبلت بمقاطعة دولية واسعة، إضافة إلى مظاهرات شعبية ملأت مدن وبلدات الشمال السوري، وسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وجاءت تصريحات المسؤول في الخارجية الأمريكية تأكيداً لموقف أعلنته واشنطن في أكثر من مناسبة حول “انتخابات الأسد”، التي اعتبرها “ريتشارد ميلز” نائب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة السفير “إهانة للشعب السوري”، وقال في جلسة مجلس الأمن الدولي حول مستجدات الملف السوري: “وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 يجب أن تتم الانتخابات وفقًا لدستور جديد وتحت إشراف الأمم المتحدة في بيئة آمنة ومحايدة، ولا شيء من هذا يحدث اليوم”.
وأضاف: “الشعب السوري ليس بحاجة لانتخابات صورية. إنهم بحاجة إلى الغذاء والدعم الإنساني – والأهم من ذلك كله – السلام”، معتبراً أن “انتخابات اليوم في سوريا إهانة للديمقراطية ولشعب سوريا”.
وأمس الأول الثلاثاء، استنكرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، إضافة إلى الولايات المتحدة، إجراء نظام الأسد “انتخابات الرئاسة” خارج القرارات الدولية، مشددين على أنها “لن تكون حرة ولا نزيهة”.
وقالت الدول الخمس في بيانٍ مشترك: “حتى تكون الانتخابات ذات مصداقية، ينبغي مشاركة جميع السوريين، بمن فيهم النازحون واللاجئون وأبناء المهجر، في بيئة حيادية وآمنة”.