لتعويض “الشرعية المفقودة”.. النظام يجبر الموظفين والطلاب على الخروج في مسيرات موالية
الأسد حشد لحملته "الانتخابية" جميع وسائل إعلامه المقروءة والمسموعة والمرئية وملأ الشوارع والساحات والطرقات بعدد هائل من الصور والملصقات
واصل نظام الأسد خلال الأيام الماضية إجبار الموظفين والطلاب في مناطق سيطرته بالخروج في مسيرات وتجمّعات تدعم حملته الإعلامية فيما يسمّيه السوريون “مسرحية انتخابات الرئاسة”.
وفي درعا، قال “تجمع أحرار حوران” إن النظام أجبر حشداً من طلاب الجامعات على الخروج في مسيرة مؤيدة، صباح أمس الإثنين، في جامعة دمشق – فرع درعا، في البانوراما بمدينة درعا.
“ممنوع أي طالب يخرج من الجامعة، يلي بده يطلع يسلّم بطاقته الجامعية ويطلع ويعتبر حاله مفصول كلياً من الجامعة” بهذه العبارات حذّر أحد طلاب الهيئة الطلابية – الذي يعمل حارساً على أحد أبواب كلية الاقتصاد فرع درعا بالقرب من البانوراما في مدينة درعا – طلاب الجامعة المتواجدين في الحرم الجامعي، وذلك بهدف حشد الطلاب لتنظيم المسيرة الموالية لبشار الأسد، بحسب ما قاله أحد طلاب الجامعة لـ”تجمع أحرار حوران”.
وأفاد الطالب نفسه للموقع أنّه “في تمام الساعة التاسعة من صباح الإثنين قامت إدارة جامعة الاقتصاد وعناصر من قوات النظام وعناصر من لواء العرين بإغلاق أبواب الجامعة الخارجية وشكلّوا حواجز ونقاط حراسة على السور الخارجي للجامعة وذلك لمنع خروج الطلاب من الجامعة، محذّرين الطلاب من خطورة محاولة الهروب وعدم المشاركة في المسيرة التي تنظمها الإدارة داخل الحرم الجامعي”.
فيما أوضح الطالب أنّ هذه الحركة التي قام بها نظام الأسد ليحاول الظهور أمام المجتمع الدولي بأنّ له قاعدة جماهيرية لدى الشعب السوري، “وذلك بأسلوب تشبيحي قذر”، حسب وصفه.
من جهته، نشر أحد وجهاء مدينة درعا، وهو الشيخ فيصل أبازيد، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: “يتصرفون وكأن البلد مزرعة خاصة، حزب البعث يحتجز طلاب جامعة دمشق فرع درعا في البانوراما للمشاركة في لقاء عفوي انتخابي مع تهديد بفصل من يتهرب، مسرحية انتخابات البعث الهزلية”.
وفي السياق، نقل مصدر خاص في مدينة نوى لـ”تجمع أحرار حوران” بأنّ الأفرع الأمنية في مدينة نوى طلبت قبل عدة أيام اجتماعاً من الحزبيين والموظفين الحكوميين من مدراء ومدرسين في مبنى المدرسة الرابعة المقابل لمبنى “الأمن العسكري”، يوم الأحد الماضي، وتم توقيعهم على أوراق حضور ومن لا يحضر يتعرض للمساءلة القانونية، بحسَب المصدر.
وتكرّر المشهد في درعا بما جرى في عدة مدن ومناطق يسيطر عليها نظام الأسد، الذي حشد لحملته الانتخابية جميع وسائل إعلامه المقروءة والمسموعة والمرئية، وملأ الشوارع والساحات والطرقات بعدد هائل من الصور والملصقات، في خطوة يستهدف بها إقناع الرأي العام العالمي بوجود “شرعية محلية” لتلك الانتخابات.
ويوم غد الأربعاء، يُجري نظام الأسد ثاني انتخابات من نوعها بعد اندلاع الثورة الشعبية ضده في آذار 2011، كما تعد الثانية كذلك بعد تعديل شكلي أجراه الأسد على دستور البلاد عام 2012، أتاح دخول مرشحين “كومبارس” في الانتخابات، عقب عقود كانت فيها الانتخابات مجرد “استفتاء” بـ”نعم” أو “لا” على تمديد ولاية أبيه وولايته.
درعا – راديو الكل