مايجري في سوريا هل هو انتخابات أم احتفالات بذكرى الجلوس على العرش؟
محللون: النظام مطمئن للمواقف الدولية والاحتفالات هدفها إذلال الأهالي ولا يملك بشار الأسد ما يقدمه كبرنامج انتخابي ..
سبع سنوات جديدة تلوح بدايتها في الأفق ، وهي ليست تجديدا لرئيس سيفوز بانتخابات بقدر ما هي تحضير لاحتفال أقرب ما يكون بمناسبة مرور 21 عاما على توليه السلطة خلفا لوالده
ولا يرى بشار الأسد نفسه مرشحا رئاسيا بل هي عبارة شكلية لزوم الاحتفال فقد أسكت الداخل فيما صمتت القوى الكبرى عن نتائج السنوات العشر الماضية وإن ظهرت أصوات متفرقة فهي أيضا شكلية ، ولكن ماسر هذا الصمت ، ولماذا الانتخابات طالما هو استمرار لحكمه؟
لماذا لم يطرح بشار الأسد برنامجا انتخابيا؟!
الدكتور سمير العبدالله خبير الشؤون السورية في مركز دراسات الشرق الأوسط (أورسام) رأى أن عدم طرح بشار الأسد برنامجا انتخابيا يعود إلى عدم إدراكه طبيعة المستقبل الذي تتجه إليه البلاد وليس لديه ما يتحدث به من وعود.
وقدم بشار الأسد برنامجا انتخابيا من كلمتين ” الأمل بالعمل ” وكانتا عنوانا محبوكا أراد من خلاله القول أنا أملكم وعليكم أنتم بالعمل ، ثم دعم ذلك بإصداره مجموعة من المراسيم المتلاحقة التي بقيت حبرا على ورق في معظمها.
الغرب يطبق الديمقراطية بحسب مصالحه
وقال العبد الله إن الغرب لم يدعم ثورات الربيع العربي ولكنها حين تشعر أن نظاما ما في طريق الانهيار تعلن مواقف داعمة مشيرا إلى أن أمن إسرائيل يشكل نقطة أساسية في سياسات القوى الكبرى في المنطقة والولايات المتحدة بشكل خاص ترى التطورات من منظار إسرائيلي وشعار الديمقراطية يطبقه الغرب على الآخرين بحسب مصالحه وهناك دول ديكتاتورية كثيرة تحظى برعاية الغرب
وأثبتت تطورات السنوات الماضية أن بشار الأسد كان يعمل ولا سيما بعد التدخل الروسي وهو مطمئن إلى عدم وجود قوى خارجية ترفض بقاءه ، وأن مايقوله ضد إسرائيل وأميركا هو في إطار الكلام ويندرج بالنسبة لنظرة الديمقراطيات الغربية في إطار حرية التعبير طالما لم يحمل أفعالا وبنفس الوقت يقمع كل من يحاول ترجمة ما يقوله هو نفسه إلى فعل
وقال العبدلله إن سوريا لم تعد تشكل أولوية لدى القوى الكبرى وهي تتبع سياسة إدارة الأزمة مشيرا إلى لقاء وزير خارجية روسيا والولايات المتحدة مؤخرا الذي كانت في القضية السورية نقطة من بين ملفات كثيرة ناقشها الجانبين ، ولذلك فإنه طالما لم تشكل مسألة الصراع خطرا على إسرائيل ستبقى في إطارها الحالي .
رجال أعمال يمولون احتفالات النظام
وقال الكاتب والصحفي براء عبدالرحمن إن رجال الأعمال المحسوبين على النظام يرهبون الأهالي من أجل المشاركة في الاحتفالات التي يقيمها النظام من أجل انتخابات هي معروفة بأنها مسرحية ليس لها علاقة بالديمقراطية .
وأضاف أن هناك مدنيين يجبرون ويرغمون على المشاركة في الاحتفالات إلا أن المشكلة هي بالفعاليات التي بقيت إلى جانب النظام من رجال دين ورجال أعمال وهؤلاء لا يختلفون عن بشار الأسد في شيء.
الاحتفالات إذلال للأهالي
وقال عبد الرحمن إن النظام اعتمد على تجار المخدرات ورجال الأعمال الجدد الذي اغتنوا خلال الثورة من أجل تمويل الاحتفالات التي يقيمها مشيرا إلى أن مايحدث هو إذلال للأهالي
ويدرك النظام والسوريون والعالم أنه لا يوجد انتخابات حقيقيقة وأنه مستمر في الحكم ، وعلى الرغم من ذلك يسير في إظهار أن العملية ديمقراطية ويوظف إمكانيات مادية كبيرة لمهرجانات الانتخابات في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشها الأهالي في حين هناك رجال دين وشخصيات اجتماعية وفعاليات حزبية يشاركون في احتفالات بشار الأسد ويعرفون أنها ليست انتخابات وبأنهم يكذبون ومعظم ذلك بسبب الخوف أو المصالح الشخصية
معادلات التوازن والسلام .
معادلات يتم الإفصاح عنها عند الأزمات وضغط الشعوب آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدين على خلفية الأوضاع بين اسرائيل والفلسطينيين والتي قال فيها أنه لن يكون هناك سلام في منطقة الشرق الأوسط إلى أن تعترف المنطقة بحق إسرائيل في الوجود قد تشير إلى أن قرار بقاء النظام وبقية الأنظمة هو أمريكي ومقياسه هو العلاقة مع اسرائيل سواء كان ذلك علنيا أو سريا
وهذه الرؤيا طرحها خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث حين قال مستشهدا بما ذكره معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى بأن وجود أنظمة ديمقراطية في المنطقة ليس في مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة وهذه النصيحة تم توجيهها للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن في العام 2000 .
وتتقاطع هذه الرؤيا مع ماكان رامي مخلوف طرحه مع بدايات الثورة حين ذكر إسرائيل بمعادلة بقاء النظام في الحكم من خلال حديثه عن ارتباط البلدين باستراتيجية الاستقرار المشترك .
الثورة السورية أربكت الحسابات الدولية وليس حسابات النظام فقط لكن هل ينتهي الحل عند نتائجه التي نراها اليوم باحتفالات النظام بذكرى جلوسه على العرش ؟!