روسيا تعلن تشكيل وفد “لمراقبة” ما تسمى “انتخابات الأسد الرئاسية”
أعلنت روسيا مطلع أيار الجاري تلقّيها "دعوة رسمية" من نظام الأسد لمراقبة "انتخابات الرئاسة"
أعلنت موسكو، أمس الجمعة، أنها شكلت وفداً “لمراقبة” ما تسمى “انتخابات الرئاسة” في سوريا، المزمع إجراؤها بعد أربعة أيام، في خطوة تستهدف إضفاء بعض الشرعية على إجراء قوبل بمقاطعة دولية واسعة.
وقال “غريغوري كاراسين” رئيس “لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي”، بحسب ما نقل موقع “روسيا اليوم”، إن المجلس شكّل وفداً من المراقبين برئاسة السيناتور “سيرغي موراتوف”، لمراقبة الانتخابات الرئاسية في سوريا.
وذكر كاراسين، أن الوفد سيضم 4 من أعضاء مجلس الاتحاد وهم سيرغي موراتوف الذي سيترأس الوفد، وفاديم دينغين، وأوليغ سيليزنيف، وكذلك مستشار جهاز عمل اللجنة الدولية أندريه كولينكو.
وأضاف كاراسين، أن وفد المراقبين سيضم كذلك ممثلين اثنين عن المجلس الاجتماعي الروسي: مكسيم غريغورييف وميخائيل أنيشكين.
وفي مطلع أيار الجاري، أعلنت روسيا تلقّيها “دعوة رسمية” من نظام الأسد، لمراقبة “انتخابات الرئاسة”.
وعلى الرغم من الانتقادات الدولية لإجراء “الانتخابات الرئاسية” في سوريا خلال هذه المرحلة، إلا أن موسكو دافعت عن هذه الخطوة، معتبرة إياها “الخيار الوحيد” في ظل عدم حصول تقدم في المفاوضات السياسية، كما شددت روسيا على أن ملف الانتخابات في سوريا، منفصل عن ملف “اللجنة الدستورية”.
وأمس الأول الخميس، أطلق نظام الأسد “مسرحية انتخابات الرئاسة” في الخارج، حيث شهدت الدول التي وافقت على فتح مراكز انتخابية إقبالاً ضعيفاً جداً، على الرغم من محاولات إعلام النظام تزوير الواقع بالحديث عن “إقبال جماهيري” للمشاركة فيما يسمّيه “العرس الديمقراطي” و”الاستحقاق الدستوري”.
ويُجري النظام تحضيرات لإطلاق “انتخابات الرئاسة” في الداخل بتاريخ 26 أيار الجاري، فيما يعتبرها غالبية السوريين “مسرحية هزلية” نتائجها محسومة سلفاً لبشار الأسد رغم وجود مرشحين اثنين بمهمة “كومبارس”.
وصدرت عدة تصريحات أمريكية وأوروبية وصفت انتخابات الأسد بأنها “لن تكون لا حرة ولا نزيهة، ولن تُكسب نظام الأسد أي شرعية” وفق تعبير السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس-غرينفيلد”، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيسان الماضي.
وفي بيان مشترك دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي “لن تؤدي إلى أي تطبيع دولي للنظام”.
كما أعلنت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن”، أنها “غير منخرطة” في تلك الانتخابات، مؤكدة أهمية التوصل إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بينما علّق “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على إجراء الانتخابات بالقول إنها “ليست جزءاً من العملية السياسية”.
وتُعدّ “انتخابات الرئاسة” الحالية هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ففي العام 2012 عدّل نظام الأسد الدستور، وفي صيف 2014 أجرى أول انتخابات “تعددية” فاز فيها “بشار” بنسبة 88.7%.
ومنذ سيطر حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عام 1970، وحتى العام 2007، سارت “انتخابات الرئاسة” على طريقة “الاستفتاء”، حيث توضع في البطاقة الانتخابية كلمتا “نعم” و”لا”، دون وجود أي مرشحين سوى حافظ أو ابنه.