عشرات القوى والهيئات الثورية السورية توقع وثيقة تؤكد رفض “مهزلة الانتخابات”
الوثيقة حملت عنوان "عهد الوفاء والثبات على رفض مهزلة الانتخابات" ووقّعت عليها عشرات الأحزاب والتشكيلات والمجالس المحلية والمنظمات
أصدرت مجموعة واسعة من القوى والهيئات السياسية والعسكرية المعارضة وثيقة تشدّد على رفض “مهزلة الانتخابات” التي يجريها نظام الأسد.
ونشرت صفحة “المجلس الإسلامي السوري” على منصة “فيسبوك”، أمس الخميس، الوثيقة التي حملت عنوان “عهد الوفاء والثبات على رفض مهزلة الانتخابات”، ووقّعت عليها عشرات الأحزاب والتشكيلات والمجالس المحلية والمنظمات.
وقالت الوثيقة التي نُشرت بخمس لغات: “لم يشهد التاريخ المعاصر نظاماً أشأم على أهل بلدٍ من نظام العصابة الأسدية التي تسلطت على السوريين فأذاقتهم صنوف الهوان والإذلال ، حيث لم يبق بيت من بيوتات سورية ولا أسرة من أسرها إلا وأصابها قتل أو اعتقال أو تعذيب أو تهجير لحبيب أو قريب أو عزيز، فضلاً عما أصاب عامة البلاد من استبداد وفساد حوّل سورية الحرة الأبية إلى إقطاعية رعبٍ وخوف ٍوفقرٍ وبطالةٍ مبرمجة ومقصودة”.
وأضافت الوثيقة أن “المصيبة الكبرى” تأتي “في مسرحية هزلية مرذولة تهدف إلى تبرير استمرار الطاغية في موقعه تحت غطاءٍ من شرعية انتخابية كاذبة”.
وأوضحت وثيقة “عهد الوفاء” أن غالبية السوريين في داخل البلاد أو دول اللجوء “يرفضون بقاء العصابة ورأسها الأرعن، معاهدين الله ثم شهداء ثورتنا ومعتقليها وكل الثكالى والأرامل والأيتام والمهجّرين والمظلومين على الثبات على مبادئ الثورة حتى النصر والتخلص من تلك العصابة”، في إشارة إلى نظام الأسد.
وتابعت الوثيقة: “الانتخابات المزعومة التي يحاول بشار وزمرته تسويقها لا تعدو أن تكون حلقة في سلسلة طويلة من البغي والفساد والطغيان، حيث بدأ حكم آل الأسد قبل خمسين عاماً بانقلاب عسكري ثم استفتاءات وانتخابات يختار فيها الأسد منافسيه ويتلاعب بنتائجها دون وجود فرصة لأي معارض أو معارضة للتحدث عما يعصف بتلك الانتخابات من تزييف وتزوير في ظل نظام عسكري غاشم”.
وعدّت الوثيقة هدف نظام الأسد من “هذه الانتخابات المسخ” هو “الحصول على شرعية لم ينلها في يوم من الأيام، ولن يكون لاستمراره في السلطة سوى المزيد من إذلال الناس وإفقارهم وتشريدهم والمزيد من الارتهان لروسيا وإيران”.
كما حذرت الوثيقة من أن “المشاركة في مسرحية الانتخابات هي مشاركة في جريمة حقيقية لا يقدم عليها حرٌ أبيّ أو مواطن شريف، ولا يعترف بنتائجها الزائفة إلا من يريد لهذا النظام المجرم الاستمرار في سفك دماء السوريين وتدمير بلادهم، من دول وحكومات ومنظمات”.
وأمس الخميس، أطلق نظام الأسد “مسرحية انتخابات الرئاسة” في الخارج، حيث شهدت الدول التي وافقت على فتح مراكز انتخابية إقبالاً ضعيفاً جداً، على الرغم من محاولات إعلام النظام تزوير الواقع بالحديث عن “إقبال جماهيري” للمشاركة فيما يسمّيه “العرس الديمقراطي” و”الاستحقاق الدستوري”.
وهاجم مواطنون لبنانيون حافلات وسيارات كانت تُقلّ مؤيدين للأسد متوجهين للمشاركة بالانتخابات في “السفارة السورية”، وطالبوا بطردهم إلى مناطق سيطرة النظام.
ويُجري النظام تحضيرات لإطلاق “انتخابات الرئاسة” في الداخل بتاريخ 26 أيار الجاري، فيما يعتبرها غالبية السوريين “مسرحية هزلية” نتائجها محسومة سلفاً لبشار الأسد رغم وجود مرشحين اثنين بمهمة “كومبارس”.
وتعد “انتخابات الرئاسة” الحالية هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ففي العام 2012 عدّل نظام الأسد الدستور، وفي صيف 2014 أجرى أول انتخابات “تعددية” فاز فيها “بشار” بنسبة 88.7%.
ومنذ سيطر حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عام 1970، وحتى العام 2007، سارت “انتخابات الرئاسة” على طريقة “الاستفتاء”، حيث توضع في البطاقة الانتخابية كلمتا “نعم” و”لا”، دون وجود أي مرشحين سوى حافظ أو ابنه.