سفير النظام ندد بالحادثة.. لبنانيون يهاجمون مؤيدي الأسد خلال مشاركتهم بـ”مسرحية الانتخابات”
تسجيلات مصوّرة أظهرت هجوم مواطنين لبنانيين على حافلات سوريين يحملون صور بشار الأسد وأعلام النظام
استنكر سفير نظام الأسد في بيروت “علي عبد الكريم علي” هجوم مواطنين لبنانيين على حافلات سوريين توجّهوا للمشاركة في “انتخابات الرئاسة”، التي انطلقت، اليوم الخميس، في الخارج.
ووصف “علي” في تصريح خاص لموقع “روسيا اليوم” الهجوم على ناخبين سوريين موالين لبشار الأسد بأنه “مؤلم”، وأضاف: “نضعه برسم السلطات المعنية في لبنان”.
وجاء كلام سفير نظام الأسد على خلفية هجوم تعرضت له حافلات تقل سوريين كانوا متوجهين المشاركين للإدلاء بأصواتهم في “انتخابات الرئاسة” من بعض المناطق اللبنانية، إلى السفارة السورية في بيروت.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن مناطق “البقاع” شهدت “زحمة سير خانقة” على الطرق الدولية والرئيسية، نتيجة تحرك الحافلات التي تنقل سوريين من نقاط التجمع التي حددتها اللجنة الانتخابية في البقاع من مناطق البقاع الأوسط، باتجاه “شتورا ضهر البيدر”.
وأضافت الوكالة أن الجيش اللبناني نفذ انتشاراً أمنياً واسعاً على الطرق الدولية، وعند التقاطعات ومداخل القرى، تلافياً لحصول أي احتكاك.
وأظهرت تسجيلات مصوّرة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي هجوم مواطنين لبنانيين على حافلات سوريين يحملون صور بشار الأسد وأعلام النظام، مطالبين بـ”طرد” مؤيدي الأسد.
وكان رئيس حزب القوات اللبنانية “سمير جعجع” طالب من يشارك في ما يسمى “انتخابات النظام الرئاسية” من السوريين المقيمين في لبنان، بمغادرة البلاد “فوراً” باتجاه المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد.
ووصف جعجع هذه الانتخابات بـ “المهزلة” وأضاف في سلسلة تغريداتٍ عبر تويتر، أمس الأربعاء: “يظهر أن عشرات آلاف النازحين السوريين في لبنان يتحضرون للمشاركة (الخميس) في المهزلة المأساة المسماة انتخابات رئاسية سورية في مقر السفارة السورية في الحازمية”.
ودعا جعجع في تغريدة أخرى إلى “الحصول على لوائح كاملة بأسماء من سيقترعون للأسد والطلب منهم مغادرة لبنان فوراً والالتحاق بالمناطق التي يسيطر عليها في سوريا طالما أنهم سيقترعون لهذا النظام ولا يشكل خطراً عليهم”.
وللتعليق على الموضوع أجرى راديو الكل حواراً مع الصحفية اللبنانية فاطمة عثمان
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري، تركوا منازلهم في مناطق مختلفة من سوريا عقب اندلاع الثورة عام 2011، حيث يرفض غالبتهم العودة خوفاً من الملاحقات الأمنية للنظام.
والاثنين، أعلن النظام أن “السفارات السورية في العديد من دول العالم أنهت الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لإجراء هذه الانتخابات في الخارج وسط تعاون كبير مع المؤسسات الاغترابية لإتمام الاستحقاق الدستوري بالشكل الأمثل تجسيداً لتمسك السوريين بقرارهم السيادي”، حسب تعبيره.
واليوم الخميس، فتحت عدد من سفارات النظام باب التصويت للانتخابات للسوريين في الخارج، ونشرت وسائل إعلامه صوراً قالت إنها لإقبال السوريين على صناديق الاقتراع في عدد من دول العالم بينها لبنان، في ظل مقاطعة دولية واسعة لما يسميها السوريون “مسرحية الانتخابات”.
واستبق لاجئون سوريون في عدة دول حول العالم الانتخابات بالدعوة إلى مقاطعتها والتأكيد على عدم شرعيتها.
ويخوض بشار الأسد مسرحية “انتخابات الرئاسة” إلى جانب مرشحين اثنين يصفهما السوريون بـ”الكومبارس”، هما “عبد الله عبد الله”، الذي ينتمي لحزب “الوحدويين الاشتراكيين”، وهو أحد الأحزاب الحليفة لحزب “البعث” الحاكم ضمن ما يسمّى “الجبهة الوطنية التقدمية”، و”محمود مرعي”، الذي يشغل منصب الأمين العام لـ”الجبهة الديمقراطية السورية”.
وتعد نتيجة “الانتخابات” محسومة سلفاً لصالح بشار الأسد، لتكون الولاية القادمة هي الرابعة له، منذ توليه السلطة بشكل وراثي عقب وفاة أبيه عام 2000.
وأصر الأسد وحلفاؤه الروس على إجراء “انتخابات الرئاسة” في ظل إجماع غربي على رفض نتائجها، واعتبارها مخالفة للقرار الدولي 2254، وصدرت عدة تصريحات أمريكية وأوروبية وصفت انتخابات الأسد بأنها “لن تكون لا حرة ولا نزيهة، ولن تُكسب نظام الأسد أي شرعية” وفق تعبير السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس-غرينفيلد”، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيسان الماضي.
وفي بيان مشترك دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية في سوريا، التي “لن تؤدي إلى أي تطبيع دولي للنظام”.
كما أعلنت الأمم المتحدة على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا “غير بيدرسن”، أنها “غير منخرطة” في تلك الانتخابات، مؤكدة أهمية التوصل إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، بينما علّق “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على إجراء الانتخابات بالقول إنها “ليست جزءاً من العملية السياسية”.
وتعد “انتخابات الرئاسة” الحالية هي الثانية من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في آذار 2011، ففي العام 2012 عدّل نظام الأسد الدستور، وفي صيف 2014 أجرى أول انتخابات “تعددية” فاز فيها “بشار” بنسبة 88.7%.
ومنذ سيطر حافظ الأسد على الحكم في سوريا بانقلاب عام 1970، وحتى العام 2007، سارت “انتخابات الرئاسة” على طريقة “الاستفتاء”، حيث توضع في البطاقة الانتخابية كلمتا “نعم” و”لا”، دون وجود أي مرشحين سوى حافظ أو ابنه.