ظالم وغير مسؤول.. أحزاب مشاركة في “الإدارة الذاتية” تدعو لإلغاء رفع أسعار المحروقات

المطالبات تزامنت مع احتجاجات شعبية واسعة سقط فيها قتلى وجرحى برصاص قوات سوريا الديمقراطية

دعت أحزاب موالية لقوات سوريا الديمقراطية، ومسؤولون فيما يسمّى “الإدارة الذاتية” إلى تراجع الأخيرة عن فرض زيادة قياسية في أسعار المحروقات، أشعلت احتجاجات واسعة بعدة مناطق في شرقي سوريا، ولا سيّما في محافظة الحسكة.

وأفاد موقع “نورث برس” المقرّب من قوات سوريا الديمقراطية (تشكّل الوحدات الكردية عمودها الفقري) أن أربعة أحزاب في شمال شرقي سوريا أصدرت، اليوم الثلاثاء، بياناً مشتركاً وصف القرار بأنه “إجراء ظالم غير مدروس ولا يتناسب مع الظروف المعيشية لجماهير الشعب الذي يعاني أصلاً من الفقر والحرمان”.

واعتبر بيان الأحزاب الأربعة (وهي “الحزب اليساري الكردي”، و”الحزب الديمقراطي الكردي”، و”الحزب اليسار الديمقراطي الكردي”، و”حزب السلام الديمقراطي الكردستاني”، وجميعها أحزاب مشاركة في “الإدارة الذاتية”) أن قرار رفع أسعار المحروقات “لا يتناسب مع الظروف الزراعية” و”لم يعطِ أي اعتبار” لرأي الأحزاب المنضوية في “الإدارة الذاتية” و”مجلس سوريا الديمقراطية”.

وطالبت الأحزاب الأربعة ما يسمى “المجلس التنفيذي” في “الإدارة الذاتية” بالتراجع عن القرار وإلغائه فوراً “لأنه لا يتسم بروح المسؤولية”.

كما كتبت “آهين سويد”، وهي “الرئيسة المشاركة لمكتب الطاقة والاتصالات في إقليم الجزيرة” التابع لـ”الإدارة الذاتية” على حسابها الشخصي في موقع فيسبوك: “كلنا أمل في الإدارة أنها ستعيد النظر في القرار”، وأضافت: “هكذا قرار لا يناسب معايير الشعب وخصوصاً في هذه الفترة الاقتصادية الصعبة”.

وأمس الإثنين، رفعت ما تسمّى “الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا” (الواجهة المدنية لقوات سوريا الديمقراطية) أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية.

ووفقاً للقرار ارتفع سعر مازوت التدفئة من 75 ليرة سورية لليتر الواحد إلى 250، فيما قفز سعر ليتر “المازوت الممتاز” من 150 ليرة سورية إلى 400، والبنزين “سوبر” من 210 إلى 410 ليرات سورية، في حين أصبح سعر أسطوانة الغاز 8000 ليرة سورية، بعد أن كان سعرها 2500 ليرة.

وتعليقاً على القرار الذي اكتفت “الإدارة الذاتية” بفرضه تحت بند “المصلحة العامة”، قال “صادق محمد أمين”، وهو “الرئيس المشارك لإدارة المحروقات”، إن الأسعار القديمة للمحروقات كانت “متدنّية جداً ولا تغطّي تكاليف الإنتاج”، وفقاً لما نقله عنه موقع “نورث برس”.

وأضاف “محمد أمين” أنه “سيتم استيراد مادة الغاز من إقليم كردستان العراق لتغطي النقص في المنطقة، لأن إنتاج الآبار في شمال شرقي سوريا، من مادة الغاز لا يغطي حاجتها”.

وتقع غالبية حقول النفط والغاز في سوريا بمنطقة “الجزيرة” شرقي نهر الفرات في سوريا، والتي تضم محافظات دير الزور والحسكة والرقة، والواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري).

ومن بين أهم تلك الحقول “حقل العمر” النفطي الواقع شرقي محافظة دير الزور، وحقل “كونيكو” للغاز، شمالي مدينة دير الزور، واللذان يعدان كذلك قاعدتين إستراتيجيتين للقوات الأمريكية.

وتواجه قوات سوريا الديمقراطية اتهامات شعبية بدعم نظام الأسد بالنفط والغاز في الوقت الذي تعاني فيه كثير من مناطق سيطرتها بغلاء أسعار المحروقات رغم غناها بموارد الطاقة.

واليوم الثلاثاء، سقط قتلى وجرحى مدنيون خلال قمع قوات سوريا الديمقراطية مظاهرات غاضبة في عدة مناطق بمحافظة الحسكة، احتجاجاً على قرار رفع أسعار المحروقات.

وترافقت المظاهرات التي اندلعت في كل من مدن “الشدادي” و”مركدة” و “المالكية” و “معبدة” و “القحطانية” و “رميلان” و “الحسكة” و “القامشلي” في محافظة الحسكة، بإضراب عام للمحلات التجارية، احتجاجاً على القرار.

شرقي سوريا – راديو الكل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى