لماذا افتتحت إيران قنصلية في حلب ؟
محللون : تغلغل إيران مسؤولية جميع العرب.. والسوريون لا يملكون الإمكانيات لوقف تمدد الاحتلال الإيراني
في خطوةٍ لم تكن مفاجئة افتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قنصلية لبلاده في مدينة حلب فهي العاصمة الاقتصادية للبلاد وتحظى بأهمية استراتيجية نظرا لموقعها وامتدادها الجغرافي وتاريخها العريق.
وإن كان افتتاح القنصليات في المدن يندرج عادة في إطار تقديم خدمات للرعايا ويعد أمرا عاديا ضمن العلاقات الثنائية بين دولتين إلا أنه بالنسبة لإيران له خصوصية نظرا لوجودها العسكري في البلاد وتمددها في المدن والبلدات السورية ضمن مشروع تعمل عليه حتى ماقبل استلام بشار الحكم وهو مايطرح الكثير من الأسئلة حول أبعاد هذه الخطوة وكيفية التصدي لها ودور مؤسسات المعارضة في ذلك
د. عدي : يجب العمل دوليا على فضح ممارسات إيران
المحلل السياسي الدكتور غزوان عدي رأى أن إيران في سوريا دولة محتلة ومن الضروري العمل على فضح ما تقوم به من تغيير ديمغرافي وتغلغل في المجتمع السوري ، وقال وجود إيران وروسيا في سوريا مرتبط بتوازنات إقليمية ودولية ونحن كشعب سوري ومعارضة ليس لدينا عناصر القوة الداخلية لمواجهة دولة عظمى أو إقليمية ولكن يجب أن نعمل على شرح قضيتنا على المستوى العالمي وفضح الجرائم التي تقوم بها إيران ولا سيما فيما يتعلق بالتغيير الديمغرافي .
وقال الدكتور عدي إن ما تقوم به إيران من حركة تشيع وتغيير في المجتمع السوري هو حالة مؤقتة ستزول حين يزول الاحتلال، فالشعب السوري يدرك حقيقة الدور الذي تقوم به إيران ولا يمكن لها أن تحظى بقبول لدى السوريين مشددا على أنه في اللحظة التي يجبر فيها الشعب الاحتلال الروسي على الخروج من البلاد فإن إيران سرعان ما ترحل من البلاد .
تغلغل إيران مسؤولية عربية
وقال عبدالمجيد بركات عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري ومنسق فريق عمل متابعة قانون قيصر إن إيران تحاول إيجاد حزام محيط بحلب من خلال التغيير الديمغرافي ، مشيرا إلى أن المعارضة أعدت خلال السنوات الماضية تقارير وأرسلت رسائل إلى الأمم المتحدة من أجل متابعة التغلغل الإيراني ولكن مسؤولية تغلغل إيران لا تقع فقط على عاتق السوريين بل تتحمل أيضا المجموعة العربية ولا سيما لجهة دعمها المعارضة والشعب السوري، فالقضية أيضا قضية عربية
وكان وزير الخارجية الإيراني شدد في تصريحات خلال افتتاح القنصلية العامة الإيرانية في مدينة حلب على أن هذه الخطوة جاءت بموافقة بشار الأسد ووزارة خارجية النظام مشيرا إلى أهمية افتتاح القنصلية في توسيع نطاق التعاون المشترك
من جانبه لم يخف وزير خارجية النظام فيصل مقداد في تصريح مماثل مديحه لإيران على دعمها المستمر والذي مكن النظام من البقاء في الحكم ..
افتتاح القنصلية تتويج للتغيير الديمغرافي
وقنصلية إيران في حلب لا تخالف القانون الدولي في حين أن تمددها في مختلف المناطق السورية يسري على أساس التغيير الديمغرافي وهو مايعد جريمة حرب إذ عملت إيران طيلة السنوات الماضية في معظم المدن السورية على إقامة مراكز ثقافية أو مستعمرات حول مقامات أو أحجار أثرية تستند إليها وتنسب تاريخها إليها ، ومن خلال ذلك تقوم بنسج علاقات أوسع وأكثر ثباتاً مع البنى الاقتصادية المحلية، بالإضافة لإدارة الأنشطة والسياسات الثقافية والدينية .
وتحظى حلب بأهمية كبيرة بالنسبة لإيران نظرا لموقعها الاستراتيجي والإمكانيات الاقتصادية التي تمتلكها ما جعلها تضع ثقلها للسيطرة عسكريا على أحيائها الشرقية نهاية العام 2016 بعد معارك قادها قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس ، فيما بدت تلك الأهمية بالنسبة لها جلية أكثر من خلال تكرار زيارات مسؤوليها إلى حلب ومن بينهم وزير الدفاع.
راديو الكل – تقرير