الأمم المتحدة تحذر من “انتشار مدمّر” لكورونا في مخيم “الهول” شرقي الحسكة

سجّل مخيم الهول مؤخراً أعلى حصيلة لإصابات كورونا بين قاطنيه منذ انتشار الوباء بسوريا في آذار العام الماضي

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن ارتفاع أعداد الإصابات بكورونا في مخيم الهول شرقيّ محافظة الحسكة، ودعت إلى توفير حلول “مستدامة وطويلة الأمد” لجميع سكان المخيم.

جاء ذلك في إحاطة صحيفة لـ”ستيفان دوجاريك” الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، تعليقاً على ارتفاع منحى إصابات كورونا في “مخيم الهول”، الذي سجّل 39 إصابة و6 وفيات بالوباء منذ مطلع أيار الحالي، ما تعد الحصيلة الأعلى منذ انتشار الوباء في سوريا في شهر آذار العام الماضي.

وقال دوجاريك: “إننا قلقون إزاء ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كـوفيد-19 في عموم سوريا، بما فيها في مخيم الهول”.

وحذّر دوجاريك من انتشار الوباء في المخيّم المكتظ بالنازحين واللاجئين وأضاف: “تدعم المنظمات الإنسانية تعقّب المخالطين، وتدرك أن انتشاراً أكبر قد يكون مدمّراً بسبب وضع العائلات الهشّ أصلاً في المخيم”، وشدّد على أن الأمم المتحدة وشركاءها من الجهات الإنسانية تدعم مرفق التعامل مع جائحة كورونا في المخيم، وتقدّم مساعدات صحّية وماء وصرفاً صحياً للحد من انتقال الفيروس.

وشدّد المتحدث باسم الأمين العام على أن الأمم المتحدة تطالب بحلول “مستدامة وطويلة الأمد” لجميع سكان المخيم “سواء كانوا سوريين أو عراقيين أو من أي دولة أخرى”، ودعا إلى أن تكون أي عودة لبلد ثالث “طوعية وآمنة ومستنيرة وكريمة”.

وفيما يتعلق بأطفال مخيم الهول، أوضح دوجاريك أنهم يشكّلون أكثر من نصف سكان المخيم بعدد يتجاوز 31 ألف طفل دون سنّ 12 عاماً، وأردف أنه “لا يجب أن يكبر أي طفل في مكان مثل مخيم الهول”.

وأعلنت إدارة مخيم الهول الخاضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا، وقال جابر مصطفى “مسؤول مكتب العلاقات” في المخيم إن المخاوف تتزايد من تفشي الفيروس، مع وفاة 8 أشخاص على الأقل خلال الشهر الماضي وإصابة 39 آخرين.

وبات مخيم الهول يشكّل ما يشبه “أزمة دولية” داخل الأراضي السورية، مع وجود الآلاف من عوائل وأطفال مقاتلين أجانب في تنظيم داعش، ترفض غالبية دولهم استعادتهم رغم مناشدات الوحدات الكردية والولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ويُعد “مخيم الهول” (45 كم شرقي الحسكة) أكثر المخيمات سوءاً داخل الأراضي السورية حتى إنه أطلق عليه اسم “مخيم الموت”، ويشكل اللاجئون العراقيون العدد الأكبر من قاطنيه، حيث يتجاوز عددهم هناك 30 ألفاً، من أصل نحو 62 ألفاً (أكثر من 80 بالمئة منهم نساء وأطفال)، بينهم كذلك نازحون سوريون وعوائل عناصر تنظيم داعش الأجانب.

ويشهد المخيم أوضاعاً إنسانية مأساوية سجّل خلالها وفيات بين الأطفال بسبب قلة الرعاية الصحية أو البرد، إضافة إلى أوضاع أمنية مضطربة.

وفي 8 من شهر شباط الماضي، نشر الموقع الإلكتروني الرسمي لـ”مجلس حقوق الإنسان” (أحد هيئات الأمم المتحدة ومقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا)، بياناً دعا فيه خبراء حقوق الإنسان في المجلس، سلطات 57 دولة لاستعادة مواطنيها من مخيمي “الهول” و”روج” في سوريا بشكل فوري، مشيرين إلى ظروف احتجاز “لا إنسانية” يتعرض لها قاطنو المخيمين.

وطالب الخبراء الدول المعنية بالتقرير (بينها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا ودول عربية وآسيوية) باتخاذ “خطوات إيجابية” و”تدابير فعالة” لوقف “الانتهاكات الجسيمة” التي يتعرض لها مواطنوها في المخيمين المذكورين، ودعا الدول المقصودة بالتقرير إلى إعادة مواطنيها والعمل على “إعادة اندماجهم بالدعم الاجتماعي والنفسي والتعليمي الكافي”.

راديو الكل – صحيفة “الشرق الأوسط”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى