الأناضول: إيران تجند مرتزقة سوريين للقتال إلى جانب الحوثيين في اليمن
بمرتب شهري يصل إلى 450 دولاراً أمريكياً
أرسلت مليشيا “الحرس الثوري الإيراني” مقاتلين تابعين لها في سوريا، للقتال إلى جانب مليشيات الحوثي في اليمن، بحسَب ما أوردت وكالة “الأناضول”.
ونقلت “الأناضول”، أمس السبت، عن “مصادر مطلعة” قولها، إن “الحرس الإيراني” أرسل دفعة أولى من 120 مرتزقاً سورياً، من بلدات ومدن محافظة دير الزور، إلى اليمن للقتال في صفوف الحوثيين ضد الحكومة اليمنية، مقابل رواتب شهرية.
وأوضحت المصادر للوكالة، مفضلةً عدم نشر هويتها، أن نقل المرتزقة تم بموجب عقود تمتد لثلاثة أشهر قابلة للتجديد، وبمرتب شهري يصل إلى 450 دولاراً أمريكياً، إضافة إلى رواتب يتقاضونها مقابل انتسابهم للمجموعات التابعة للحرس الثوري بين 50 و100 دولار شهرياً.
وبحسب “الأناضول” فقد توجهت تلك العناصر إلى العراق عن طريق معبر “البوكمال – القائم” الحدودي مع سوريا بصفتهم “حجاجاً” إلى المقامات الشيعية، ومنها إلى إيران عن طريق رحلات الحج.
وأضافت الوكالة أن العناصر المرتزقة نُقلوا من إيران على دفعات إلى العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عبر رحلات بحرية ضمن سفن “إغاثية” أو عن طريق التهريب.
وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المرتزقة، خضعوا بعد وصولهم إلى صنعاء لدورة عسكرية دامت أسبوعاً، للتدريب على بعض أنواع الأسلحة الجديدة، وتم على إثرها توزيعهم على نقاط القتال في البلاد، وأفادت أن “الحرس الثوري” سيرسل دفعات جديدة من سوريا إلى اليمن، في حال أثبتت الدفعة الأولى جدواها في المعارك.
وبالرّغم من سيطرة النظام اسمياً على دير الزور بعد طرد تنظيم داعش منها عام 2017، إلا أن إيران تعد هي صاحبة النفوذ الفعلي في غالبية مناطق المحافظة، على الجانب الغربي من نهر الفرات، المعروفة محلياً باسم “الشامية”.
وتمد إيران نفوذها في دير الزور عبر مليشيات أجنبية متعددة الجنسيات، إضافة إلى مليشيات محلية أنشأتها مستغلة الأوضاع المادية الصعبة لسكان المدن والقرى في المحافظة.
ومنذ انقلاب الحوثيين على حكومة الرئيس اليمني المدعوم من قبل السعودية “عبد ربه منصور هادي” في العام 2014، تشهد البلاد حرباً أودت بحياة أكثر من 230 ألف شخص، وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وسط اتهامات لإيران بإمداد الحوثيين بالمال والسلاح والمقاتلين.
وتُعد الحرب في اليمن وجهة جديدة لتجنيد مرتزقة سوريين للقتال في الخارج، بعد استخدام روسيا مقاتلين من عدة محافظات للمشاركة بالصراع في ليبيا وأذربيجان.
وساهمت الأزمات الحادّة المتعاقبة في سوريا بنجاح وتوسيع مشاريع تجنيد المرتزقة، نظراً إلى انعدام فرص العمل للشباب، والارتفاع النسبي في أجور المشاركة في القتال بالخارج، الذي يخلّص المنتسبين في الوقت نفسه -إلى فترة معينة- من “التجنيد الإجباري” لدى قوات الأسد.