دراسة: نحو ثلثي السوريين بمناطق سيطرة الأسد يرغبون في الهجرة بدوافع مختلفة

الدراسة كشفت أن 63% من السوريين داخل مناطق سيطرة النظام يرغبون في الهجرة مقابل 36.5% ما زالوا متمسّكين بالبقاء

قالت دراسة استقصائية إن ثلثي السوريين تقريباً في مناطق سيطرة نظام الأسد يرغبون في الهجرة بدوافع مختلفة، أبرزها صعوبة الظروف المعيشية التي ارتفعت وتيرتها منذ نحو عام.

وأظهرت دراسة استقصائية أجراها مركز “السياسات وبحوث العمليات” ومقرّه مدينة “غازي عنتاب” التركية -بحسَب ما نقلت صحيفة “الشرق الأوسط”- أن 63% من السوريين داخل مناطق سيطرة النظام يرغبون في الهجرة، مقابل 36.5% ما زالوا متمسّكين بالبقاء.

وجاءت هذه الأرقام من خلال استطلاع آراء عيّنة عشوائية من 600 شخص (ذكور وإناث) من فئات عمرية وتعليمية متفاوتة، ومستويات معيشية مختلفة يعيشون في العاصمة دمشق.

وكشفت الدراسة التي أعدّها الباحث في المركز “سلطان جلبي”، أن النسبة الكبرى من الراغبين في الهجرة هم بالدرجة الأولى الشباب، يليهم غير المتزوجين، ثم الحاصلون على تعليم عالٍ.

ورأت الدراسة في ذلك تهديداً للاستقرار الاجتماعي في سوريا، فالخسارة السكانية المحتملة ستكون فادحة لأن الراغبين في الهجرة من الفئات العمرية المنتجة والمؤهلة علمياً.

ووفقاً للدراسة، فإن الراغبين في “الهجرة الدائمة” يتطلعون إلى الدول الغربية، بسبب ما تمنحه للاجئين من حقوق على أراضيها، أما الراغبون في “الهجرة المؤقتة” من أجل العمل، فيفضلون الدول العربية، ولا سيما دول الخليج.

وحول دوافع الرغبة بالهجرة، فقال 60% من العيّنة الواردة في الدراسة إن الظروف المعيشية الصعبة هي العامل الأبرز، ويليه البحث عن فرص عمل، ثم الهروب من التجنيد الإجباري.

في المقابل، أوضحت الدراسة أن ثمة دوافع تمنع من الهجرة، أبرزها ارتفاع تكاليفها والعجز عن تأمينها، إضافة إلى الارتباطات العائلية والاجتماعية.

وتعيش مناطق سيطرة النظام أزمات حادّة تتعلق بأوضاع معيشية صعبة، وتدنّي مستوى الخدمات العامة، ولا سيّما الصحية، وزادت حِدّة هذه الأزمات خلال الأشهر الستة الأخيرة، مع وصول العملة السورية إلى أدنى مستوياتها في التاريخ بمعدل 5000 آلاف ليرة أمام الدولار الواحد، قبل أن تتحسن تدريجياً لتصل إلى معدل 3000 ليرة أمام الدولار.

ولا يُعد العامل الاقتصادي سبباً وحيداً في أزمة مناطق النظام، إذ يشكو سكان تلك المناطق، وبينهم الفئة الأشد تأييداً للأسد، من سطوة المليشيات المسلحة التابعة لما يسمى طبقة “أمراء الحرب”، والتي باتت تثقل كاهل السكان بتحكمها في حياتهم وفرض “إتاوات” متنوعة عليهم.

راديو الكل – صحيفة “الشرق الأوسط”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى