روايتان حول مادار بين بوتين وبشار في الاتصال الهاتفي الذي بادر إليه الأخير على غير العادة

في حدث نادر منذ دخول القوات الروسية إلى سوريا ، أجرى بشار الأسد أمس اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أطلعه فيه على سير العملية الانتخابية بحسب بيان للكرملين ، في حين لم تذكر وسائل إعلام النظام أن موضوع الانتخابات كان من بين المسائل التي طرحت خلال الاتصال لكنها أبرزت أن بشار الأسد أكد دعم نظامه لروسيا “في مواجهة محاولات التصعيد التي تقوم بها الدول الغربية وخاصة فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا

اتصال بشار الأسد بالرئيس بوتين جرى بشكل مختلف عن طبيعة الاتصالات التي كانت تتم بين الجانبين فقد درجت العادة على أن يستدعيه الرئيس الروسي إلى لقاءات سواء في موسكو أو دمشق أو حميميم أو أن يبادر هو للاتصال ببشار الأسد ليعطيه تعليمات تتعلق بتطورات الأوضاع ، أو أن يكشف عن مسائل جديدة تتعلق بالقضية السورية كما في آخر اتصال أجراه بوتين معه في تشرين الثاني الماضي وأعلن فيه عقد مؤتمر للاجئين في دمشق .

إعلام النظام الذي أعلن الخبر حرص على إظهار الإتصال بأنه بين رئيسي دولتين يتناولان بشكل مستمر القضايا ذات الإهتمام المشترك

البيان الذي أصدره الكرملين أكد أن بشار الأسد أطلع بوتين على سير التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية السورية المقررة في شهر مايو المقبل وأن الجانبين اتفقا على “مواصلة الاتصالات بين البلدين على مختلف المستويات في حين قالت وسائل إعلام النظام إن بشار الأسد شكر روسيا لدعمها الشعب السوري أمام الحصار وبأنه نقف إلى جانبكم في مواجهة محاولات التصعيد الغربية

وكان آخر اتصال تم بين بوتين وبشار الأسد في تشرين الثاني من العام الماضي عبر الفيديو وأعلن فيه الرئيس الروسي عقد مؤتمر للاجئين في دمشق

وحرص بوتين خلال السنوات الماضية وبين لقاء أو اتصال وأخر مع بشار الأسد على إرسال مبعوثه إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف لمتابعة تنفيذ ما يطلبه الرئيس الروسي من رأس  النظام ، بل عين مبعوثا خاصا له هو السفير الحالي في سوريا ألكسندر يفيموف (62 عاما) في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف لفرض المزيد من الهيمنة .

ورأى الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة أن بشار الأسد أراد من اتصاله استعطفاء حليفته روسيا  وبأنه يتصرف ضمن رأيها ، وهو محاولة منه لتذكير بوتين بأنه موجود وبأنه شريكه في المنطقة ، ولا سيما أن روسيا الآن ليست مهتمة كثيرا بما يتعلق بالانتخابات ، ولديها أولويات تتعلق بتوتر علاقاتها مع الغرب

وأضاف خليفة أن النظام يعمل على تصدير فكرة بأنه ما يزال يتسيد سوريا وأن السيادة السورية هي بالنسبة له أمر هام   ولا يمكن  التنازل عنها ، وعلى هذا فمن الصعب على إعلامها أن يذكر بأن بشار الأسد اتصل برئيس دولة أخرى  يطلعه على أمر داخلي  كالانتخابات ، لأن ذلك يدل على أنه مرتهن  لدولة أخرى .

المحلل السياسي الروسي رولاند بيجاموف رأى أن القرار السياسي ليس بيد روسيا بشكل كامل والنظام   يلعب على التناقضات   ولا سيما بين  روسيا وايران  وقال إن روسيا تلعب دور الوسيط إلى جانب تركيا وإيران ، والنظام يلعب على التناقضات التي تحدث بين الأطراف لمصالحها ، ودور روسيا محدود وجل اهتمامها هو حماية قاعدتها في طرطوس  بحسب تعبيره

وعد المحلل السياسي الروسي أن إزاحة بشار الأسد لا يحل المشكلة فهو وليد هذا النظام الذي يحكم سوريا منذ  عقود ، ولكن على هذا النظام أن يفكر بمستقبل البلاد وينبغي عليه تقديم بعض التنازلات لأنه لا يمكن العودة إلى سوريا ماقبل العام 2011 .وقال إن الانتخابات ستجري في موعدها وسيحصل على نسبة أكثر من 90 بالمئة ولكن هذا لن يكون حلا فسوريا الآن ليست دولة موحدة . 

وقال إن العلاقات بين واشنطن وموسكو  ليست جيدة وهذا ينعكس على المسألة السورية ، الوضع الدولي غير موات للحل السياسي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى