تسريب صوتي لـ”ظريف” يفضح غض واشنطن الطرف عن نشاطات “سليماني” في سوريا
التسجيل كشف سبب غض واشنطن الطرف عن نشاطات "فيلق القدس" في سوريا وأوضح أن ظريف كان مجرد دمية بيد قاسم سليماني
كشف تسجيل مسرب لوزير الخارجية الإيرانية، محمد جواد ظريف، جانباً من تواطؤ واشنطن مع طهران وتغاضيها عن زيادة نشاط مليشيا “فيلق القدس” في سوريا عقب إبرام الغرب الاتفاق النووي مع إيران عام 2015.
جاء ذلك خلال مقابلة أجراها ظريف مع الاقتصادي الموالي للحكومة سعيد ليلاز، كان من المقرر نشرها بعد انتهاء الحكومة الحالية، وحصل موقع “إيران إنترناشيونال” على نسخة منها.
وخلال التسجيل المسرب، أشار الوزير الإيراني إلى علاقته بقاسم سليماني، قائلاً: “لم أتمكن أبداً في مسيرتي المهنية من القول لقائد [ساحة المعركة- سليماني وغيره] أن يفعل شيئًا معينا لكي أستغله في الدبلوماسية”.
أضاف: “في كل مرة، تقريبًا، أذهب فيها للتفاوض كان سليماني هو الذي يقول إنني أريدك أن تأخذ هذه الصفة أو النقطة بعين الاعتبار. كنت أتفاوض من أجل نجاح ساحة المعركة”.
وقال ظريف لليلاز طالباً عدم نشر هذا الجزء: “لم أتفق مع قاسم سليماني في كل شيء. كان سليماني يفرض شروطه عند ذهابي لأي تفاوض مع الآخرين بشأن سوريا، وأنا لم أتمكن من إقناعه بطلباتي. مثلا طلبت منه عدم استخدام الطيران المدني في سوريا ورفض”.
وأضاف ظريف أنه لأول مرة منذ رفع العقوبات الأميركية عن شركة الطيران الوطنية الإيرانية (هما)، حذره وزير الخارجية الأميركي آنذاك، جون كيري، في حزيران 2016 من أن الرحلات الجوية من إيران إلى سوريا زادت 6 أضعاف.
وأوضح أنه عند متابعة ذلك الأمر أكد رئيس الخطوط الجوية الإيرانية أن “ضغوط الحاج قاسم” تسببت في تسيير رحلات “هما” بالإضافة إلى خطوط “ماهان” الخاصة.
كما لفت ظريف إلى أنه عندما طلب من سليماني، في اجتماعه التالي معه، السفر على “ماهان” بدلاً من “هما”، أصر سليماني على استخدام رحلات الشركة الوطنية بالقول إنها “هما أكثر أمانًا” وإن “الساحة (المجال العسكري) هي الأصل، فإذا كانت (هما) أكثر أمانًا بنسبة 2 في المائة من (ماهان)، فيجب استخدامها، حتى لو ألحق ذلك أضرارا بنسبة 200 في المائة على الدبلوماسية”.
وخلال التسجيل المسرب، أشار ظريف إلى تدخلات قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، مضيفًا أنه ضحى بالدبلوماسية من أجل العمليات الميدانية “للحرس الثوري”.
ولفت ظريف إلى تهميشه من قبل سليماني، وذكر أنه سمع من كيري أن إسرائيل هاجمت القوات الإيرانية 200 مرة في سوريا ولم يعلم ذلك من القادة العسكريين الإيرانيين.
كما تطرق إلى تهميشه خلال زيارة رأس النظام، بشار الأسد، إلى إيران قبل 4 أعوام، والتي أدت إلى تقديم ظريف استقالته حينها، بالقول “نسقنا للزيارة أنا وسليماني، ولكن عندما أحضروه لم أكن على علم بذلك، فقد شاهدت الخبر على شاشة التلفزيون”.