القامشلي.. ترقب بعد نهاية الهدنة ومليشيات النظام تتعهد باستعادة معقلها الرئيسي بالمدينة
الوحدات الكردية أعلنت أمس استمرار "هدنة القامشلي" حتى صباح اليوم بعد سيطرتها على "حي طي" جنوبي المدينة
انتهت صباح اليوم الأحد، هدنة أعلنتها الوحدات الكردية مساء أمس السبت، بعد استكمال سيطرتها على معقل مليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة القامشلي، في ظل تعهدات من الأخيرة باستعادة “حي طي”.
وقال بيان صادر عن الذراع الأمنية للوحدات الكردية (الأسايش)، مساء السبت، إن الأخيرة استكملت المفاوضات “بين الأطراف الضامنة من قوات سوريا الديمقراطية والقوات الروسية”، بعد الهدنة التي أعلن عنها يوم أمس الأول الجمعة.
وأضاف البيان أن المفاوضات “لم تصل إلى أي حل” بسبب ما وصفته بـ “تعنّت” بعض الأطراف من نظام الأسد (لم تسمها)، ومحاولتها “بناء نظريات كثيرة حول الاشتباكات الأخيرة وإخراجها عن جوهرها”.
وأشارت الوحدات الكردية إلى استمرار الهدنة حتى العاشرة من صباح الأحد “لاستكمال المفاوضات ووضع حل دائم لكل التجاوزات من المرتزقة بما يسمى دفاع الوطني تجاه الأهالي وتجاه قواتنا”، وفق ما جاء في البيان.
ميدانياً، قال موقع “نورث برس” -المقرّب من الوحدات الكردية- نقلاً عن “مصادر أمنية خاصة”، إن مليشيا “الدفاع الوطني” تقوم بتحركات بمشاركة قوات النظام في مواقع بحي “طي”.
وقال أحد “المصادر الأمنية” للموقع إن مليشيا “الدفاع الوطني” تحركت بمحيط خزان المياه ومنطقة المقاسم في عمق الحي الذي تركزت فيه الاشتباكات منذ الثلاثاء الماضي، لافتاً إلى أن عناصر من “فرع الأمن العسكري” التابع لقوات النظام يشاركون مليشيا “الدفاع الوطني” في تحركاتها الأخيرة، من جهة “فوج طرطب” جنوب المدينة.
كما نقل الموقع نفسه عن “مصدر أمني” آخر قوله، إن قوات النظام عزّزت مواقعها في المربّع الأمني وسط القامشلي.
في غضون ذلك، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصوراً يظهر فيه متزعم مليشيا “الدفاع الوطني” في محافظة الحسكة “حسن السلومي”، وهو يتوعد أمام مجموعة من أنصاره باستعادة “حي طي” من يد الوحدات الكردية.
وعصر أمس السبت، سيطرت الوحدات الكردية على حيّ طيّ في القامشلي، بعد طرد مليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد.
ونشرت صفحات تابعة للوحدات الكردية صوراً تُظهر عناصرها يمشّطون حيّ “طي”، جنوبي القامشلي، في اليوم الخامس من الاشتباكات التي اندلعت إثر احتكاك بين عناصر الطرفين، أدى إلى مقتل عنصر من الوحدات، عند دوار “الوحدة”، يوم الثلاثاء الماضي.
كما نشرت الصفحات نفسُها صوراً تظهر بعض الأسلحة التي قالت إن مليشيا “الدفاع الوطني” خلّفتها وراءها بعد هروبهم من الحي، وأخرى تُظهر تسليم جثث تعود للأخيرة، قتلوا خلال الاشتباكات.
ومساء أمس الأول الجمعة، أفضى اجتماع بين الشرطة العسكرية الروسية، وقادة من قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) في مطار القامشلي، إلى اتفاق على “هدنة إنسانية” في المدينة (تعد الثانية منذ بدء المواجهات)، ثم ما لبثت الاشتباكات أن عادت بعد ساعتين من تلك الهدنة.
ويُعرف “حي طي” في القامشلي بأنه معقل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، الذي تقتصر سيطرته في المدينة على منطقة “المربع الأمني” فقط، إضافة إلى وجود اسمي في “مطار القامشلي” الذي يعد فعلياً تحت نفوذ القوات الروسية، بينما تسيطر الوحدات الكردية على كافة أحياء القامشلي وأريافها.
وشهدت القامشلي منذ العام 2014 عدة مواجهات بين قوات النظام ومليشياتها من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، آخرها في كانون الثاني الماضي، ترافقت مع حصار الوحدات الكردية المربعين الأمنيين للنظام في القامشلي والحسكة، لينتهي التوتر بعد ذلك بوساطة روسية أيضاً، أفضت إلى فك حصار الوحدات عن معاقل النظام في المدينتين، في الثاني من شباط الماضي.