تجدد المواجهات في القامشلي بعد ساعتين من الاتفاق على هدنة روسية ثانية
الهدنة الروسية الثانية كان يُفترض أن تستمر منذ مساء الجمعة حتى صباح اليوم السبت
تجدّدت الاشتباكات بين الوحدات الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد، في مدينة القامشلي، ليل أمس الجمعة، بعد ساعتين من اتفاق الطرفين على هدنة ثانية بوساطة روسية.
وقالت مواقع مختصة بأخبار الشرق السوري -بينها “شبكة الخابور”- إن الاشتباكات عادت إلى حي “طي” جنوبي القامشلي، الذي أعلنت الوحدات سابقاً تقدمها فيه على حساب مليشيا “الدفاع الوطني”.
ومساء أمس الجمعة، أفضى اجتماع بين الشرطة العسكرية الروسية، وقادة من قوات سوريا الديمقراطية (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) في مطار القامشلي، إلى اتفاق على “هدنة إنسانية” في المدينة.
وقال بيان صادر عن الذراع الأمنية للوحدات الكردية، المعروفة باسم “الأسايش”، إن وقف إطلاق النار الذي بدأ في السابعة من مساء الجمعة، كان يُفترض أن يستمر حتى العاشرة من صباح اليوم السبت.
وعصر الجمعة، قالت وسائل إعلام مقربة من الوحدات الكردية إن عناصر الأخيرة تقدّموا في حي “طي” الذي يُعد المعقل الرئيسي لمليشيا “الدفاع الوطني”، وسيطروا على مركزين جديدين فيه.
وجاء تقدم الوحدات الكردية بعد تجدد المواجهات، عقب فشل الهدنة الأولى بين الطرفين، والتي تمت برعاية الشرطة العسكرية الروسية صباح الخميس.
وأمس الجمعة، شيّعت الوحدات الكردية أحد وجهاء عشيرة “بني سبعة”، الذي وجّهت أصابع الاتهام لمليشيا “الدفاع” باغتياله خلال عودته إلى منزله، بعد حضوره اجتماعاً عشائرياً لبحث سبل التهدئة بالقامشلي.
وعلى خلفية اغتيال “الشيخ هايش الجريان” تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الوحدات الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني”، واتّسعت لتشمل “شارع الخليج” في حي طي و”مدرسة حلكو” وحي “الحزام الجنوبي” من الجهة الغربية، وسط محاولات الوحدات الكردية السيطرة على “حي طي”، وفقاً لما نقل مراسل “راديو الكل” في شرقي سوريا عن مصادر محلية، وأسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى وجرحى بين طرفي المواجهات إضافة إلى ضحايا مدنيين.
وتعليقاً على ما يجري في القامشلي، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال، “كينيث ماكنزي”، أمس الأول الخميس، دعم بلاده للوحدات الكردية، واصفاً إياها بأنها “شريك مهم جداً لنا وهي تقوم بحماية جنودنا”، وقال “ماكينزي” لشبكة “رووداو” الإعلامية بشأن اشتباكات القامشلي: “سنبذل كل ما بوسعنا لتهدئة الوضع”، مضيفاً “نريد حل مشكلة القامشلي عن طريق الحوار”.
ويُعرف “حي طي” في القامشلي بأنه معقل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، الذي تقتصر سيطرته في المدينة على منطقة “المربع الأمني” فقط، إضافة إلى وجود اسمي في “مطار القامشلي” الذي يعد فعلياً تحت نفوذ القوات الروسية، بينما تسيطر الوحدات الكردية على كافة أحياء القامشلي وأريافها.
وشهدت القامشلي منذ العام 2014 عدة مواجهات بين قوات النظام ومليشياتها من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، آخرها في كانون الثاني الماضي، ترافقت مع حصار الوحدات الكردية المربعين الأمنيين للنظام في القامشلي والحسكة، لينتهي التوتر بعد ذلك بوساطة روسية أيضاً، أفضت إلى فك حصار الوحدات عن معاقل النظام في المدينتين، في الثاني من شباط الماضي.