في يومها الرابع.. اشتباكات القامشلي تتصاعد وتتوسع لأحياء جديدة
رقعة الاشتباكات توسعت في أحياء القامشلي بعد مقتل أحد وجهاء القبائل خلال خروجه من اجتماع للتهدئة
تصاعدت وتيرة الاشتباكات بين الوحدات الكردية ومليشيا “الدفاع الوطني” التابعة لنظام الأسد، اليوم الجمعة، في أحياء مدينة القامشلي، وذلك لليوم الرابع على التوالي، وعقب فشل وساطة روسية في إيقاف إطلاق النار.
ونقل مراسل “راديو الكل” في شرقي سوريا عن مصادر محلية قولها، إن رقعة الاشتباكات بين الطرفين توسّعت عقب مقتل “الشيخ هايس الجريان ” وجيه “عشيرة البو سبعة”، أمس الخميس، بعد خروجه من اجتماعٍ لأعيان ووجهاء القامشلي بهدف إيقاف إطلاق النار في حي طي بالمدينة.
وأفادت المصادر لمراسلنا أن الاشتباكات اتّسعت لتشمل “شارع الخليج” في حي طي و”مدرسة حلكو” وحي “الحزام الجنوبي” من الجهة الغربية، وسط محاولات الوحدات الكردية السيطرة على “حي طي”، معقل مليشيا “الدفاع الوطني” في القامشلي.
وأضافت المصادر أن مليشيا “الدفاع الوطني” منعت أهالي “حي حلكو” من الخروج، في ظل تصاعد الاشتباكات داخله، كما نشرت المليشيا عدة قناصات على أسطح الأبنية العالية في أحياء “حلكو” و “طي” و “الحزام الجنوبي”، مستهدفةً التحركات العسكرية والمدنية عند “دوار الوحدة” و”شارع الكورنيش”.
وكان مراسل “راديو الكل” قال إن الاشتباكات تجدّدت في القامشلي الساعة 12 ظهر أمس الخميس، بعد ساعات قليلة من إعلان وقف النار بوساطة روسية.
وأسفرت اشتباكات الخميس عن مقتل طفل وإصابة طفل وشاب برصاص قناصة مليشيا “الدفاع الوطني” في “حي طي”، بحسَب مراسلنا، فيما قالت وسائل إعلام مقربة من الوحدات الكردية إن الطفل قتل برصاص “الدفاع الوطني” أثناء مروره من إحدى الشوارع القريبة من دوار الوحدة، وإن مشافي القامشلي استقبلت نحو عشرة جرحى مدنيين بعد استهدافهم من قبل “الدفاع الوطني” في الأحياء المقابلة لحي طي.
وتعليقاً على ما يجري في القامشلي، أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال، “كينيث ماكنزي” دعم بلاده للوحدات الكردية (تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية)، واصفاً إياها بأنها “شريك مهم جداً لنا وهي تقوم بحماية جنودنا”.
وقال “ماكينزي” لشبكة “رووداو” الإعلامية بشأن اشتباكات القامشلي: “سنبذل كل ما بوسعنا لتهدئة الوضع”، مضيفاً “نريد حل مشكلة القامشلي عن طريق الحوار”.
وكان مسؤول في الشرطة العسكرية الروسية عقد، أمس الخميس، اجتماعاً بين ممثلين عن الوحدات الكردية، ومسؤولين من النظام (بينهم مسؤول الفوج 54 التابع لقوات النظام) لتهدئة اشتباكات في القامشلي اندلعت يوم الثلاثاء الماضي.
وأفادت وكالة “سبوتنيك” (حكومية روسية) بأن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في وقت مبكر من فجر الخميس، ينصّ على وقف تام لإطلاق النار، وإزالة جميع المظاهر المسلحة في القامشلي وعودة الحياة الطبيعة فيها، مع انتشار دوريات روسية ثابتة بمحيط “حي طي”، وأخرى راجلة في شوارع المدينة، لضمان حسن تنفيذ الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ على الفور.
ويُعرف “حي طي” في القامشلي بأنه معقل لمليشيا “الدفاع الوطني” التابعة للنظام، الذي تقتصر سيطرته في المدينة على منطقة “المربع الأمني” فقط، إضافة إلى وجود اسمي في “مطار القامشلي” الذي يعد فعلياً تحت نفوذ القوات الروسية، بينما تسيطر الوحدات الكردية على كافة أحياء القامشلي وأريافها.
وشهدت القامشلي منذ العام 2014 عدة مواجهات بين قوات النظام ومليشياتها من جهة، والوحدات الكردية من جهة أخرى، آخرها في كانون الثاني الماضي، ترافقت مع حصار الوحدات الكردية المربعين الأمنيين للنظام في القامشلي والحسكة، لينتهي التوتر بعد ذلك بوساطة روسية أيضاً، أفضت إلى فك حصار الوحدات عن معاقل النظام في المدينتين، في الثاني من شباط الماضي.