إيران تلمح إلى تعمد استهداف مفاعل ديمونا والنظام يتحدث عن اختراق القبة الحديدية
صاروخ عشوائي أو ظل طريقه وسقط فجر اليوم قرب مفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي بحسب رواية اسرائيل التي استتبعته بقصف عنيف على مواقع للنظام في منطقة ضمير شرق دمشق تتخذها ميليشيات إيران مقرات لها ، ولكن لإيران رأي آخر كما للنظام توظيف مختلف ..
وإن كان للرواية الاسرائيلية مايدعمها ولا سيما أن للنظام سوابق في إطلاق صواريخ أرض جو باتجاه طائرات اسرائيلية ، وتصل إلى قبرص أحيانا على عكس الصورايخ الدقيقة التي تصيب المباني والمستشفيات والمدارس في سوريا فإن سقوط الصاروخ قرب ديمونا في هذا التوقيت يطرح جملة من الأسئلة ..
إذا كان إطلاقه متعمدا هل هو تسجيل حضور للنظام في صف الممانعة أمام الموالين ضمن الحملة الانتخابية ، وهل الغارات الاسرائيلية هي توقيع على الموافقة ، أم أن الأمر هو تغير في قواعد اللعبة وماذا لو كان سقوط الصاروخ قرب ديمونا هو بسبب خلل فني ليس أبعد من ذلك ؟
اللواء علي إطلاق الصاروخ لم يكن عشوائيا
وعد المحلل الاستراتيجي اللواء محمود علي إطلاق الصاروخ بأنه لم يكن عشوائيا وهو يحمل رسائل متعددة من بينها ابتزاز ايراني للاسرائيليين والمفاوضين في فيينا على خلفية الاتفاق النووي ، وبأن وكلاءها يستطيعون قصف أهداف .
واستبعد اللواء علي أن يكون إطلاق الصاروخ مؤشرا على حدوث تغير في قواعد اللعبة ، وقال : إن هذه القواعد لا تتغير إلا إذا ارتكب الأيرانيون حماقة كبيرة كقصف مواقع مهمة في اسرائيل حينها سيكون الرد عنيفا ولدى اسرائيل بنك أهداف كبير فيما يخص إيران ومنشآتها .
وقال اللواء علي إن النظام يملك وسائل تمكنه الرد على هجمات اسرائيل ولا سيما في المنطقة الجنوبية ومن خلال المدفعية وليس أكثر بحكم المسافة القريبة إلا أنه لا يفعل فهو وجد من أجل الحفاظ على أمن اسرائيل التي بدورها تحمي النظام وتمنع سقوطه .
ملاحفجي : سقوط الصاروخ سببه خطأ فني
المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي بدوره رأى أن إطلاق الصاروخ هو غير مقصود وسقوطه قرب مفاعل ديمونا في صحراء النقب هو بسبب خطأ فني ، ولكن النظام سيحاول توظيف الحدث سياسيا في قضايا الممانعة التي لم تعد تنطلي على أحد .
وقال ملاحفجي إن اسرائيل هي الحاضر الغائب في ملفات القضية السورية وهي متدخلة بالشأن السوري ويهمها أن تحكم سوريا من حاكم مستبد وتبرم معه اتفاق غير معلن كما مع نظام الأسد أو وجود دولة ضعيفة تدمر نفسها ذاتيا ..
إيران تلمح إلى تعمد استهداف ديمونا والنظام يتباهى
ولمحت إيران إلى أن إطلاق الصاروخ باتجاه مفاعل ديمونا كان متعمدا وقال : معاون شؤون التنسيق في الحرس الثوري الإيراني محمد رضا نقدي إلى أن “إسرائيل حاولت التغطية على ما حدث لكن الانفجارات كانت واضحة للجميع مضيفا “من يقوم بأعمال شريرة عليه ألا يتوقع عدم عودة هذه الشرور ضده”.
وبدورها نشرت وكالة سانا التابعة للنظام تقريرا عن الحدث نقلت فيه عن الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد هيثم حسون قوله أنه بعد اختراق الصاروخ ما يسمى القبة الحديدية للعدو يمكن أن يكون هذا جرس إنذار له وربما سيدفعه ذلك إلى مراجعة قراراته الحمقاء التي يسوقها تحت ذرائع واهية” .
كما نقلت عن الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد علي مقصود القول إن اختراق صاروخ من الدفاعات الجوية السورية أجواء فلسطين المحتلة من شمالها إلى جنوبها وضع إعلام كيان الاحتلال الإسرائيلي في حالة تخبط ويضيف مقصود إن “رد محور المقاومة على كل الجبهات ومنها تدمير مقر الموساد في قاعدة أربيل للتحالف الدولي ومقتل من فيه يحمل رسالة واضحة بالجهوزية الدائمة لمحور المقاومة .
الإعلام الإسرائيلي سقوط الصاروخ مؤشر خطير جدا
وتنفي اسرائيل أن يكون إطلاق الصاروخ باتجاه ترسانة هي من بين أهم الترسانات النووية في العالم متعمدا ، وتقول إنه صاروخ عشوائي ويدعم روايتها أن النظام أطلق صاروخا في العام قبل الماضي وسقط في جمهورية شمالي قبرص التركية .
ولكن من جانب آخر تساءلت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن بينها صحيفة “جيروزاليم بوست” عن النتائج فيما لو أصاب الصاروخ مفاعل ديمونا النووي ، وقالت إن هذا يوضح مدى خطورة هذه المعركة خاصة إذا كان النظام تعمد إطلاق هذا الصاروخ ، فعليا على المفاعل النووي .
وقالت الصحيفة إنه لو سقط الصاروخ داخل مجمع المفاعل النووي لكان الإسرائيليون استيقظوا على حقيقة مختلفة تماما ، وبأن تلك الواقعة سيتذكرها الإسرائيليون طوال حياتهم خاصة.
ومن جانبها أوضحت القناة العبرية الـ” 13″ أن الجيش الإسرائيلي اعترف بفشله في مواجهة الصاروخ الذي سقط قرب مفاعل ديمونا .
الغارات التي تشنها اسرائيل على مواقع في سوريا والتي تقول إسرائيل إنها تستهدف إيران وميليشياتها بدات منذ نحو ثلاثة أعوام بينما لم تشن غارات في السنوات الأولى للثورة ويشرح المحلل السياسي سامر خليوي ذلك بأن دخول وميليشياتها تم على مرأى من اسرائيل والولايات المتحدة وبضوء أخضر منهما لحماية نظام الأسد من السقوط والآن تريد اسرائيل ان تلزم ايران بالقواعد التي رسمتها لكي لا تتجاوزها ميليشياتها .
وقد تكون هناك تداعيات على سقوط الصاروخ ولا سيما في ضوء ما تحدثت به صحيفة جيروزاليم بوست من خطر ذلك فيما لو تم إصابة المفاعل ولكن هل يعد إطلاق الصاروخ باتجاه مفاعل ديمونا متعمدا وردا على تلك القواعد ؟ وإن كان كذلك فلماذا الآن بينما قصفت اسرائيل خلال السنتين الماضيتين وبرعاية اتفاق القدس لمستشاري الأمن في كل من الولايات المتحدة وروسيا واسرائيل عشرات المرات مواقع ويكتفي النظام بالتصدي ضمن المجال السوري