ميشيل كيلو.. المفكر الذي أجمع جمهور الثورة عليه بعد وفاته
محللون: وصية كيلو تستحق أن تكون نواة للبناء عليها وعلى السياسيين العودة إلى الشارع وتلمس همومهم
نعت تيارات معارضة وسياسيون وكتاب وصحفيون السياسي والمفكر ميشيل كيلو الذي توفي أمس في باريس عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع مع المرض إثر إصابته بفيروس كورونا ووصفوه بأنه القامة التي تشبه قامات وطنية أخرى في تاريخ سوريا من أمثال فارس الخوري أحد رجال الاستقلال وآخرين ، فهو لم يكن سياسيا فقط بل كان مفكرا وكاتبا له عدة مؤلفات وترجمات .
وتلقى السوريون المعارضون بمختلف انتماءاتهم وأماكن وجودهم نبأ وفاة ميشيل كيلو بألم وحزن وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالحديث عن مناقب الفقيد ومواقفه ، بإجماع قلما تحصل عليه شخصية وطنية إذ كرس الراحل حياته في مقارعة الاستبداد وأوصى قبل أيام من وفاته جمهور الثورة بنبذ الخلافات والاتحاد لأنه دون ذلك فإن الاستبداد سيذل الجميع إلى زمن طويل جداً .
النيفي: وصية الراحل نواة مشروع وطني جامع
وحول وصية الراحل قال المحلل السياسي حسن النيفي إنها غنية بالمواقف الثابتة إذ أكد من خلالها مجمل الأفكار التي كان يتحدث بها منذ سنوات وهي تصلح لأن تكون نواة لمشروع وطني يجمع شملهم لمواجهة نظام الأسد والمسألة تحتاج إلى إرادة قوية بعيدا عن عن المصالح الشخصية وأجندات القوى الإقليمية والدولية .
وأضاف النيفي أن ميشيل كيلو كان حتى آخر لحظة بحياته متفائلا لأنه كان وثيق الارتباط بالناس على عكس موجات من المثقفين ممن يبثون اليأس بين الشعب السوري بأن الثورة السورية أصبحت قضية دولية وليس الأمر بيد السوريين .
وأضاف النيفي أن إصلاح كيانات الثورة هو أجدى من إيجاد أجسام جديدة وعلى سبيل المثال فإن الإئتلاف الذي حظي ككيان سياسي سيادي باعتراف دولي هو ليس ملكا لأشخاص ، ويجب العودة إليه وبنائه من جديد مشيرا إلى أن الإصلاح الحقيقي يطال البنى الأساسية وليس من خلال الحلول الترقيعية .
علي عيد: وصية كيلو مناسبة للجميع لاستعادة اللحمة والمبادرة
من جانبه دعا الكاتب والصحفي علي عيد القوى السياسية إلى العمل بوصية الراحل ميشيل كيلو وقال إن ما تحدث به يجب أن يكون مناسبة لجمهور الثورة والسياسيين وجميع المعارضين لكي يفكروا بوضعهم الحالي ويستعيدوا المبادرة واللحمة وبناء الثقة ولا سيما أنه بالفترة الأخيرة ازدادت حالات التشرذم بسبب مايعانونه وبسبب حالات الاستقطاب الواسعة التي يتعرضون إليها .
وأضاف علي عيد أن على المعارضة السياسية العودة إلى الشارع وعليها أن تتنبه إلى أن تحقيق أي مكسب سياسي يلزمه مكسب على الأرض ، والمكسب على الأرض يعني الناس من خلال تلمس همومهم وأوجاعهم وهذه العودة هي رافعة هذه الأجسام والكيانات .
وقال إن تحقيق هذه الخطوات يحتاج إلى دم جديد لأن الطبقة السياسية استعصت وهي بحاجة للتفكير خارج الصندوق فهناك كثير من الشباب السوري المتعلم المثقف يستطيع أن يكون في تلك المواقع والثورة غنية بمفكرين ومثقفين ..
الائتلاف الوطني: ميشيل كيلو قامة وطنية وفكرية كبيرة
ووصف الائتلاف الوطني الراحل ميشيل كيلو في بيان النعوة بأنه سياسي وقامة فكرية ووطنية كبيرة كما نعته الحكومة السورية المؤقتة واتحاد الديمقراطيين السوريين الذي كان أسسه بعد انسحابه من الائتلاف ، وأيضا حزب الشعب وجماعة الإخوان المسلمين وتيارات أخرى ..
ونعى الفقيد أيضا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط فيما أعربت السفارة الأمريكية بدمشق في منشور على صفحتها في فيسبوك عن تعازيها بوفاة كيلو وقالت إن الولايات المتحدة تقدر عمله وستواصل جهودها الخاصة إلى جانب الشعب السوري والمجتمع الدولي للتوصل إلى حل سياسي للصراع في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254″.
من لقاءات الراحل مع راديو الكل
وكان الراحل ميشيل كيلو ضيفا بشكل دائم على راديو الكل ومما قاله في أحد اللقاءات : ” أنا متفائل جدا وهذا النظام مستحيل أن يستمر والمجتمع السوري سيستعيد مرة أخرى لحمته وروح التسامح التي كانت تسوده على أسس الديمقراطية والأخوة والعدالة والكرامة الإنسانية ” .
وقبل وفاته بساعات أرسل الراحل من داخل العناية المركزة في أحد مشافي العاصمة الفرنسية باريس كلمته الأخيرة إلى السوريين عايدهم فيها بشهر رمضان المبارك متمنيا أن يعم الخير على سوريا
وأضاء عدد من ناشطي الثورة في شمال سوريا الشموع في أماكن متعددة بعد سماعهم نبأ وفاة ميشيل كيلو الشخصية السياسية التي عاصرت جميع مراحل العمل السياسي في سوريا منذ خمسين عاما ..