“أنقذوا الأطفال” تحذر من “كارثة” بسبب زيادة انتشار كورونا في مخيمات الحسكة
مديرة المنظمة في سوريا قالت إن كورونا جعل "الحياة القاسية بالفعل" لا تطاق بالنسبة لأطفال المخيمات وعائلاتهم
وصفت منظّمة “أنقذوا الطفولة” أرقام الإصابات بفيروس كورونا في مخيمات النازحين شمال شرقي سوريا بأنها “مُقلقة للغاية”، وسط تحذيرات من “وضع كارثي” في مخيم الهول شرقي الحسكة، في حال تفشي الوباء بين قاطنيه.
وسجّلت منظمة “أنقذوا الأطفال” (بريطانية غير حكومية، مقرّها لندن) ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 46 في ثلاثة مخيمات بمحافظة الحسكة، ولا سيما مخيم الهول، الذي يعاني أساساً من ظروف إنسانية وصحية كارثية، والذي ارتفعت فيه أعداد الإصابات بالوباء إلى 6 منذ بداية نيسان الحالي.
وحذّرت “أنقذوا الأطفال” في تقرير نشر على حسابها الرسمي، الخميس الفائت، من وضع حرج في المخيمات الثلاثة بالحسكة، مع ارتفاع أعداد الإصابات.
وقالت “سونيا كوش” مديرة المنظمة في سوريا عبر إفادة صحفية، إن “هذه الأرقام الجديدة مقلقة للغاية، إذا استمرت هذه الطفرة، فستكون مسألة وقت فقط قبل أن تغمر المستشفيات ومرافق العزل التي لديها بالفعل قدرة محدودة للغاية”.
وأعربت عن قلقها بشكل خاص بشأن تأثير هذه الزيادة الأخيرة على الأطفال “بسبب حظر التجول، ومن غير المرجح أن يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات والمرافق الطبية، ما يؤثر على صحتهم العقلية والنفسية”.
وعبّرت منظمة “أنقذوا الطفولة” عن قلقها من أن حالات الإصابة قد تفوق العدد الحقيقي المعلن عنه، نظراً لقلة مرافق الاختبار المتاحة في المخيمات، حيث تكون الأعداد المصابة أعلى بكثير، ولفتت “سونيا كوش” إلى أن معظم الحالات المُعلن عنها “كانت من الأمهات، ونُقلت بعضهن إلى مراكز العزل”.
ودعت المنظمة الحكومات الدولية والغربية إلى “تكثيف جهودها والقيام بواجبها” في إعادة العائلات المحتجزة في المخيمات في ظل ظروف جائحة كورونا القاسية.
وأوضحت “كوش” أن فرق المنظمة علقت كثيراً من الخدمات والأنشطة في المخيمات الثلاثة، مثل “جلسات التوعية للأمهات، والمساحات المخصصة للعب الأطفال، والتعليم في مرحلة ما قبل المدرسة، إضافة إلى دعم الحماية الفردية للأطفال المعرضين للخطر في مخيمي روج والهول، واستشارات التغذية الفردية في الهول”، وأردفت: “لقد جعل هذا الفيروس الحياة القاسية بالفعل لا تطاق بالنسبة لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم”.
وأشارت مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، إلى أن أزمة كورونا تفاقمت بسبب إغلاق معبر “اليعربية” الحدودي العام الماضي، على خلفية “الفيتو” الروسي الصيني ضد تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود، “ما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية، بما في ذلك الأدوية والغذاء، عن الأشخاص الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الأطفال. لا يوجد مبرر لمنع وصول الإمدادات المنقذة للحياة إلى المحتاجين، ولا سيما أثناء جائحة عالمية” بحسب تعبير “كوش”.
في غضون ذلك، حذّرت إدارة مخيم الهول و”منظمة الهلال الأحمر” الكردية، من وضع كارثي في حال تفشّي الوباء بين قاطنيه، بينما بلغ عدد الإصابات في مخيم “روج” بريف المالكية شمال شرقي الحسكة، 28 حالة إصابة جديدة منذ بداية نيسان الحالي، فيما ارتفعت أعداد الإصابات إلى 15 في مخيم “العريشة” جنوبي المحافظة.
وأفاد “جوان مصطفى” المسؤول الصحي لدى ما تسمى “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سوريا، أن مناطق شرق الفرات (واقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية) تعاني أساساً من نقص حاد بالمعدات الصحية والطبية، وشدد أن السبب يعود إلى إغلاق معبر “اليعربية”، الذي “يشكل تهديداً مضاعفاً يفرضه انتشار فيروس كورونا”.
وحذّر “مصطفى” خلال مؤتمر صحفي عُقد الإثنين الماضي في مدينة القامشلي، من أن أوضاع انتشار الفيروس في شمال وشرق سوريا “قد تخرج عن السيطرة”، وتصنع “كارثة إنسانية” بسبب “هشاشة أنظمة الرعاية الصحية لخروج كثير من المستشفيات عن الخدمة، وغياب المرافق الصحية عن النقاط والعيادات الطبية التي تقدم الخدمات للمصابين والمرضى”.
وفي آخر إحصاءاتها سجّلت “هيئة الصحة” لدى “الإدارة الذاتية”، أمس السبت، حالة وفاة واحدة و156 إصابة جديدة بفيروس كورونا، معظمها (49) في مدينة الحسكة.
وبهذه الإحصائية ترتفع حصيلة الإصابات بكورونا في شرقي وشمال شرقي سوريا إلى 13 ألفاً و579، بينها 448 وفاة، و1430 حالة شفاء.