وكالة: سفن إيرانية ستواصل دعم الأسد بالنفط “بحماية روسية”
وكالة "سبوتنيك" قالت إن روسيا وإيران تعملان على "كسر الحصار الغربي" المفروض على نظام الأسد
قالت وسائل إعلام روسية إن ناقلات النفط الإيرانية التي دعمت نظام الأسد خلال الأيام الماضية، وصلت الموانئ السورية “بحماية روسية”، ضمن آلية تهدف إلى “كسر الحصار” المفروض على النظام.
وأفادت وكالة “سبوتنيك” الروسية نقلاً عن “مصادر خاصة” (لم تكشف هويتها أو وظيفتها)، أن اجتماعات مكثفة عُقدت خلال الفترة الماضية، ضمّت ممثلين معنيين من روسيا وإيران ونظام الأسد بهدف “كسر الحصار الأمريكي الأوروبي الخانق المفروض على سوريا” وفقاً لتعبير الوكالة.
وأضافت “سبوتنيك” أن الاجتماعات أسفرت عن اتفاق على إنشاء “غرفة عمليات” ثلاثية لروسيا وإيران ونظام الأسد، بهدف تأمين “تدفق آمن ومستقر لإمدادات النفط والقمح وبعض المواد الأخرى إلى الموانئ السورية على البحر المتوسط”.
وذكرت الوكالة نقلاً عن مصادرها، أن عمل الغرفة الثلاثية يتلخّص “بتأمين التنسيق متعدّد الجوانب لتأمين وصول الاحتياجات النفطية، بدرجة أولى، إلى الموانئ السورية” في ظل أزمات الوقود المتعاقبة في مناطق سيطرة نظام الأسد خلال الشهور الماضية.
وكشفت “سبوتنيك” أن الآلية المعتمدة تنصّ على مرافقة سفن حربية روسية لناقلات النفط الإيرانية القادمة إلى سوريا، فور دخولها البوابة المتوسّطية لقناة السويس، إلى أن تصل للمياه الإقليمية السورية “بهدف حمايتها من القرصنة أو أي استهداف ذي طبيعة مختلفة”.
وأكدت الوكالة أن الآلية الجديدة أفضت خلال الأيام القليلة الماضية إلى ضمان “الوصول الآمن” لـ 4 ناقلات إيرانية للموانئ السورية “تم ترفيقُها بسفن حربية روسية”، كانت تحمل نفطاً خاماً بالإضافة إلى غاز طبيعي.
وأشارت المصادر -بحسَب “سبوتينك”- إلى أن توريد النفط الإيراني لنظام الأسد سيستمر خلال الفترة القادمة “من خلال تجميع عدد من البواخر الإيرانية وإرسالها باتجاه سوريا دفعة وحدة، على أن يتولى الأسطول البحري الروسي في البحر المتوسط، سلامة وصولها إلى الموانئ السورية بشكل مستمر حتى نهاية العام الجاري على أقل تقدير”.
وتابعت المصادر أن عدداً من السفن ستصل تباعاً لنظام الأسد، وعلى متنها مواد غذائية وبعض السلع الأولية التي تدخل بالصناعات الدوائية بشكل خاص، “مفضلة عدم تحديد مصدرها لئلا يتم استهدافها في أعالي البحار” بحسب الوكالة نفسها، التي قالت أيضاً إن “التنسيق الثلاثي” الأخير، الذي أسفر عن تفاهمات يمكن وصفها بـ “الاستراتيجية”، من شأنه “أن يؤمن معظم حاجات السوق السورية من السلع والمواد الأساسية، مؤكدة أن هذا الأمر سوف ينعكس على أرض الواقع خلال أيام قليلة”.
ويتزامن وصول النفط الإيراني لنظام الأسد مع استمرار بواخر شحن روسية بنقل كميات كبيرة من القمح إلى سوريا، في سياق عقود تم توقيعها في أوقات سابقة، ويتم تنفيذها حاليا، ومن المتوقع أن تستمر توريدات القمح الروسية حتى نهاية شهر حزيران القادم، ما يعني أن نظام الأسد بات يؤمّن احتياجاته من الطحين حتى منتصف العام 2022، وفقاً لسبوتنيك”.
ووفقاً لبيانات نظام تتبع السفن الدولي (Tanker Trackers)، فإن 4 ناقلات نفط تحمل أسماء “أرمان 114″ (Arman 114)، و”سام 121″ (Sam 121)، و”داران” (Daran) و”رومينا” (Romina)، نقلت أكثر من 3.5 مليون برميل نفط من إيران إلى مدينة بانياس الساحلية على ساحل البحر المتوسط في سوريا، وتشير التقديرات إلى أن هذه الكمية قد تساهم في تلبية احتياجات نظام الأسد من الوقود مدة 3 أسابيع في الوقت الحالي.
وخلال شهر آذار الماضي عاشت مناطق سيطرة النظام أزمة وقود خانقة بلغت ذروتها مطلع نيسان الحالي، حيث فرضت هذه الأزمة ما يُشبه “حظر التجول” في عدة محافظات، فيما اضطر سكان في العاصمة ومدن أخرى إلى الاستعانة بالحيوانات للتنقل عليها، بديلاً عن السيارات والحافلات.
وقالت حكومة النظام في 27 آذار الماضي، إن إغلاق قناة السويس كان هو السبب في تأخر وصول توريدات النفط، الأمر الذي أجبرها على تقليل كميات الوقود المخصّصة للمحافظات إلى النصف.