خبراء يكشفون إصرار إيران على دعم نظام الأسد بالنفط رغم العقوبات
إيران أرسلت لنظام الأسد مؤخراً 4 ناقلات نفط يفترض أن تؤمّن له نحو 3.5 مليون برميل بعد أزمة وقود حادة
قال خبراء ومحلّلون سياسيون إن إيران تعمل على دعم نظام الأسد بشحنات من النفط، لإظهار دورها كلاعب رئيسي في شرق المتوسط، وتأكيد عدم تنازلها عن دورها الإقليمي، وحماية ما تعدُّها “مصالح استراتيجية” في سوريا.
جاء ذلك تعليقاً على حصول نظام الأسد مؤخّراً على دفعات من النفط الخام الإيراني، ساهمت بإيقاف مؤقت لأزمة الوقود الحادة التي تعيشها مناطق سيطرته منذ عدة شهور، وتفاقمت خلال آذار الماضي وأوائل نيسان الحالي.
ونقلت وكالة الأناضول عن “جيم كرين” المحلل في معهد “بيكر” بجامعة “رايس” الأمريكية، إن شحنات النفط الإيرانية جزء مهم من استراتيجية دعم نظام الأسد.
وأشار “كرين” إلى أن معظم منشآت إنتاج النفط والمصافي في سوريا أصبحت غير صالحة للاستخدام خلال سنوات الحرب، وأن إيران تواصل بذل المساعي لإمداد الأسد بالنفط للحفاظ على موقعها في شرق المتوسط.
وأوضح “كرين” أنه لا أحد من جيران سوريا على استعداد لتقديم المساعدة علانية، وبالتالي فإن شحنات النفط الإيرانية تضمن حصول طهران على دعم جناح النظام الذي يشعر بالامتنان لمساعدته.
وحول الموضوع نفسه، نقلت الأناضول عن “نظيلة فتحي” الزميلة الزائرة في معهد “الشرق الأوسط” ومقره واشنطن، قولها إن إيران لديها مصالح استراتيجية في سوريا، وتبذل جهوداً لدعم نظام الأسد منذ 2011.
وأضافت “فتحي” أن دعم إيران لنظام الأسد بالنفط، يُظهر أنها “ليست مستعدة” للتفاوض بشأن نفوذها في المنطقة، والذي تعد سوريا من أهم ساحاته، حيث شدّد مسؤولون إيرانيون على أنهم سيواصلون دعم الأسد، في أكثر من مناسبة بعد دخول قانون قيصر حيّز التنفيذ في حزيران الماضي، وتعد شحنات النفط جزءاً من استراتيجية طهران لدعم نظام الأسد.
ولفتت “فتحي” إلى أن إسرائيل هاجمت في السابق سفناً تنقل النفط والأسلحة الإيرانية إلى نظام الأسد، بينما ردّت إيران بإجراءات انتقامية، وأردفت “فتحي”: “لسوء الحظ، فإن هذه التحركات تنطوي على خطر زيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة”.
ووفقاً لبيانات نظام تتبع السفن الدولي (Tanker Trackers)، فإن 4 ناقلات نفط تحمل أسماء “أرمان 114″ (Arman 114)، و”سام 121″ (Sam 121)، و”داران” (Daran) و”رومينا” (Romina)، تنقل أكثر من 3 ملايين برميل نفط من إيران إلى مدينة بانياس الساحلية على ساحل البحر المتوسط في سوريا.
وبينما تشير التقديرات إلى أن اثنتين من هذه الناقلات (واحدة تحمل 900 ألف والثانية مليون برميل)، وصلتا بالفعل إلى مصفاة بانياس لتكرير النفط، وأن السفينتين الأخريين اللتين كانتا موجودتين في قناة السويس يومي 8 و9 نيسان، لا يمكن تتبعهما حالياً بسبب إغلاق أنظمة التتبع الخاصة بهما.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 3.5 مليون برميل من النفط المرسل من إيران مؤخراً، قد يساهم في تلبية احتياجات نظام الأسد من الوقود مدة 3 أسابيع فقط.
وخلال شهر آذار الماضي عاشت مناطق سيطرة النظام أزمة وقود خانقة بلغت ذروتها مطلع نيسان الحالي، حيث فرضت هذه الأزمة ما يُشبه “حظر التجول” في عدة محافظات، فيما اضطر سكان في العاصمة ومدن أخرى إلى الاستعانة بالحيوانات للتنقل عليها، بديلاً عن السيارات والحافلات.
وقالت حكومة النظام في 27 آذار الماضي، إن إغلاق قناة السويس كان هو السبب في تأخر وصول توريدات النفط، الأمر الذي أجبرها على تقليل كميات الوقود المخصّصة للمحافظات إلى النصف.