النظام وإيران يصرون على استكمال الحل العسكري بإجراء الإنتخابات الرئاسية في سوريا
محللون يرجحون تأجيل الانتخابات بسبب تحفظ الروس وعدم توفر الظروف الداخلية المناسبة
تقدمت روسيا خطوة باتجاه انتزاع موقف يقرب النظام من الجامعة العربية من خلال جولتين قام بهما وزير خارجيتها سيرغي لافروف في المنطقة ، بينما دفعت إيران بأربع ناقلات نفط إلى سوريا لامتصاص أزمة المحروقات ، في حين اتخذ النظام خطوات باتجاه مايريد تصويره بأنه انفراج قادم بعد أزمة معيشية خانقة ..
وعلى الرغم من حراك الروس باتجاه تعويم النظام إلا أنه سرت أنباء عن تحفظ من قبلهم على إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها في حزيران المقبل وهو ماكان مهد له سفير النظام لدى موسكو رياض حداد بقوله : ” لا يزال الوضع الوبائي المرتبط بانتشار فيروس كورونا هو العامل الرئيسي المحدد في العملية الانتخابية المقبلة”.
وعلى الرغم من ذلك فقد بدأت جوقة النظام السياسية والاقتصادية والإعلامية العمل بإيقاع افتتح رسميا بدعوة سفارات النظام في كل من أبو ظبي والكويت وكراكاس السوريين الذي أتموا سن 18 إلى تسجيل عبر رابط إلكتروني تم ارفاقه بالإعلانين قبل تاريخ الخامس والعشرين من نيسان الحالي .
كما شن النظام هجوما غير مسبوق على الولايات المتحدة إذ حملتها وزارة خارجية النظام في بيان أمس المسؤولية الأكبر في الأزمة المعيشية ، بينما داخليا حمل بشار الأسد حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول مسؤولية ضعف مواجهة الليرة للدولار كذلك أصدر مرسوما حول حماية المستهلك يحمل التجار مسؤولية رفع الأسعار والتسبب بالأزمة في حين بدا إعلام النظام بدوره حملة للترويج للقوانين والإجراءات التي تتخذ على أنها الحل للأزمة
ورجح المحلل السياسي الدكتور زكريا ملاحفجي أن يتم تأجيل الانتخابات لكن الأمر سيتضح حتى نهاية الشهر الحالي وقال إنه تم تشكيل لجان للانتخابات برئاسة اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني وطرحت شعار الأسد خيارنا إلا أن الروس طرحوا تجميد الحملة الانتخابية لأن الأوضاع في سوريا ومن أبرزها المعيشية لا تسمح بذلك حاليا ..
وقال ملاحفجي إنه لا يوجد اتفاق دولي على تسليم المنطقة للروس ولكن لو أتيح لهم حسم المسألة عسكريا وتعويم بشار الأسد لما توقفوا إلا أن هناك مواقف دولية واقليمية رافضة ومتباينة إزاء إعادة انتخاب بشار الأسد مشيرا إلى أن الانتخابات هي اكذوبة كبيرة ولا علاقة لها بالانتخابات وأكبر كابوس سيكون على السوريين تحت سيطرة النظام هو إعادة انتخاب بشار الأسد لأن غالبيتهم يرفضون هذا النظام نظرا لما تسبب لهم من معاناة وأزمات وكوارث اقتصادية واجتماعية
ومن جانبه رأى الصحفي المتخصص بالشؤون الاقتصادية سمير طويل أن مسرحية النظام إقالة حاكم مصرف سوريا المركزي حازم قرفول هدفها تحميله مسؤولية تراجع الليرة السورية أمام الدولار بهدف الترويج بأنهم يعملون على إيجاد حلول للأزمة المعيشية ، وهو مجرد موظف لا يجرؤ على اتخاذ أي قرار دون موافقة النظام .
وقال سمير طويل إن الحلول الاقتصادية الحقيقية تكمن في إعادة عجلة الاقتصاد للدوران وتحفيز القطاع الانتاجي والمسألة برمتها تحتاج إلى حلول سياسية وإعادة الإعمار .
تحضير النظام للانتخابات بدعم واضح من إيران وربما تحفظ من روسيا قد يكون استكمالا للحل العسكري بطريقة أو بأخرى ولا سيما أن البلاد مقسمة عمليا وأكثر من ثلثيها بات ركاما بفعل قصف روسيا والنظام وإيران ، ونسبة الفقر وصلت إلى نحو 98 بالمئة ما يعني أن الانتخابات في ظل هذه الأوضاع ستكون إجراء قسريا لأن لا إجماع وطنيا عليها في ظل رفض معظم السوريين لها .