القولون العصبي.. الأسباب والأعراض وطرق الوقاية
القولون هو عبارة عن جزء من الأمعاء الغليظة في جسم الإنسان، ووظيفته الأساسية هي امتصاص ما تبقى من الماء والمعادن والفيتامينات التي لم يتم امتصاصها سابقاً من المعدة والأمعاء الدقيقة حيث يتم امتصاص القسم الأكبر من المواد من خلالهما وفق ما ذكر الدكتور مروان الرجال طبيب عام ممارس حائز على دبلوم التعديل من تركيا في حديث خاص لراديو الكل.
ويضيف د. الرجال أن ما تبقى من المواد الهامة والتي لم يتم امتصاصها سابقاً يتم امتصاصها في الأمعاء الغليظة أو ما يسمى بالقولون وذلك عبر أجزائه المختلفة القولون الصاعد والمعترض والنازل والسيني والمستقيم، ويتم عبر هذه الأجزاء المختلفة نقل ما تبقى من محتويات الطعام غير الهامة والتي تسمى الفضلات إلى أن تصل إلى المستقيم حيث يتم طرحها هناك عن طريق فتحة الشرج، ليكون للقولون وظيفتان وظيفة امتصاصية ووظيفة تتعلق بنقل الفضلات خارج جسم الإنسان.
مرض القولون العصبي وأسبابه
يعتبر مرض القولون العصبي أو ما يسمى بمتلازمة القولون العصبي من المتلازمات الشائعة والتي تزايد معدل الإصابة بها بسبب تغير نمط الحياة والنظام الغذائي بشكل عام بحسب د. الرجال الذي يبين أن هذا المرض يصيب القولون بسبب خلل وظيفته، فهو سليم من الناحية البنويوية والتشريحية ولا يوجد مشكلة في جداره أو مشكلة نسيجية فيه لكن المشكلة تكمن في وظيفته وأدائه.
وتؤدي الجراثيم الضارة التي تتكاثر بشكل مفرط على حساب الجراثيم النافعة إلى زيادة التخمر داخل القولون والذي يؤدي بالنهاية إلى تكوين غازات زائدة عن الحد تسبب معظم الأعراض لاحقاً من ألم وتشنجات وعدم ارتياح في البطن، ومن الأسباب الأخرى فرط حساسية الأعصاب المغذية للقولون حيث يكون المصاب بهذا المرض حساساً لبعض الأطعمة والمشروبات أكثر من الإنسان الطبيعي.
القولون العصبي والاضطرابات النفسية
توجد علاقة وثيقة بين القولون العصبي وبين الأمراض النفسية نظراً لكمّ الأعصاب الكبير الذي يعصّب الأمعاء والجهاز الهضمي حيث إن الأمعاء تعتبر ثاني أكبر عضو من حيث توارد الألياف العصبية إليها بعد الدماغ والنخاع الشوكي، ومن الممكن أن تسبب الشدات والضغوط النفسية اضطراب الحركية التلقائية للأمعاء والتي ينظمها الجهاز العصبي الذاتي.
ويبين د. الرجال أن اضطراب الحركية هو اضطراب الأداء الذي يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة مثل الآلام والانتفاخ في البطن وحدوث التشنجات، كما يمكن أن تحدث إسهالات نتيجة الحالات النفسية، ما يجعل تجنب الانفعالات السلبية مثل القلق والتوتر والعصاب أمراً ضرورياً.
أعراض القولون العصبي
يعاني معظم المرضى المصابين بمتلازمة القولون العصبي من أعراض غير وصفية أي أن المريض يأتي بشكاية ألم أعلى أو أسفل البطن مع وجود ألم وانتفاخ شديد في البطن، وأحياناً يشكو المريض من إسهال وفي أحيانٍ أخرى يشكو من إمساك، وقد يتناوب الإمساك مع الإسهال عند المريض نفسه لذا يتوجب الاهتمام بالحمية الغذائية قليلة الدسم والسكريات والتي تقلل إلى حد كبير من تفاقم الاعراض المذكورة.
ومن المحتمل أن يعاني بعض المرضى من آلام مفاصل وتعب عام وإرهاق قد يصل عند بعض المرضى إلى اضطرابات في النوم وآلام في الصدر مع ضيق تنفس.
ويوضح د. الرجال أن هناك أعراضاً منذرة ومنبهة في حال حدوثها يجب على المريض أن يراجع العيادة الطبية دون انتظار ومنها شعور المريض بتغير عادات التغوط لديه أو عند رؤية دم مع البراز أو في حال وجود نقصان وزن شديد مع حرارة وتعرق ليلي أو وجود إسهال مع ألم بطني يوقظ المريض من النوم، منوهاً إلى أنه في حال وجود هذه الأعراض يُستبعد الإصابة بالقولون العصبي ويتم التوجه لمرض آخر يُكتشف عن طريق تحاليل وإجراءات أخرى.
الوقاية من القولون العصبي
يؤكد د. الرجال أن القولون العصبي هو اضطراب أداء وظيفة القولون فيجب على الإنسان في هذا المرض أن يساعد القولون على أداء وظيفته من خلال تناول طعام صحي غني بالأليف والابتعاد عن التدخين والكحول والمشروبات الغازية وممارسة الرياضة بشكل جيد والإكثار من شرب السوائل.
علاج القولون العصبي
في بعض الأوقات يتم الاستعانة بعلاج دوائي عن طريق استخدام المُلينات أومسكنات الألم وقد توصف أدوية طاردة للغازات، وينصح د. الرجال لعلاج هذا المرض الابتعاد عن القلق والتوتر والانفعالات العاطفية وتجنب بعض الأطعمة التي كانت سبباً في ظهور الأعراض.