دوما الشاهدة على جرائم الأسد الكيميائية حينما بلغ الحقد منتهاه
الدكتور عبد العزيز النجيب: جرائم النظام الكيميائية لا تسقط بالتقادم وسيتم سوقه لا محالة إلى محاكمة تحاسبه على تلك الجرائم
لم يكن يتوقع المدنيون المحاصرون في دوما أن يبلغ حقد نظام الأسد وروسيا منتهاه لدرجة شن هجمات كيميائية ضد مدينة محاصرة من جميع الأرجاء وبحكم الساقطة عسكرياً.
إذ بينما كان ينتظر الأهالي اتفاقاً وشيكاً بين جيش الإسلام والقوات الروسية يجنب المدنيين ويلات القصف والتهجير، وجد نظام الأسد في مثل اليوم من العام 2018 الفرصة مواتية للتشفي من الحاضنة الشعبية للمعارضة في الغوطة الشرقية مستغلاً ضوءاً أخضر دولي سمح لقواته بالتقدم داخلها.
أكثر من 75 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال فارقوا الحياة نياماً فيما أصيب المئات بحالات اختناق بعد أن استهدفت قوات النظام أحياء المدينة بقذائف مدفعية وصواريخ محملة بعناصر كيميائية اتضح لاحقاً أنها مكونة من غاز الكلور.
الهجوم آنذاك خلف سيلاً من المواقف الدولية المنددة والغاضبة لدرجة أن الرئيس الأمريكي حينها دونالد ترامب نعت رأس النظام بالشرير والحيوان.
غير أن حديث ترامب ذاك والضربة العسكرية المشتركة التي وجهتها قوات بلاده برفقة بريطانيا وفرنسا لعدد محدود جداً من مواقع النظام لم تكن سوى محاولة لحفظ ماء وجههم أمام الرأي العام الدولي الغاضب بعد أن كرر النظام مجدداً تجاوز الخطوط الحمراء دون حسيب أو رقيب.
جريمة كيميائية مروعة أضيفت إلى سجل نظام الأسد الإجرامي حيث وثقت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا بمفردها ما لا يقل عن 38 هجوماً كيميائياً نفذتها قوات النظام بينما ذهبت دراسة ألمانية أبعد من ذلك مؤكدة ارتكاب تلك القوات لأكثر من 330 هجوماً كيميائياً منذ العام 2011.
330 هجوماً نفذت أمام أعين المجتمع الدولي ليدفع المدنيون وحدهم ثمن تخاذل المنظومة القيمية الدولية التي لا تزال تصر على خذلان الضحايا بتجنب محاسبة المجرم.