تشكيك أممي بتخلي نظام الأسد عن برنامجه الكيميائي وواشنطن تتهم موسكو بحمايته
الممثلة الأممية السامية لشؤون نزع السلاح: "إعلان النظام إنهاء برنامجه الكيميائي غير دقيق وغير كامل".
شككت الأمم المتحدة مجدداً بإعلان نظام الأسد التخلي عن برنامجه الكيميائي، في حين اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية روسيا بحماية النظام من المساءلة على ما اقترف من جرائم كيميائية.
جاء ذلك في جلسة لمجلس الأمن حول برنامج الأسلحة الكيميائية في سوريا، أمس الثلاثاء، عشية الذكرى الثالثة لهجوم دوما الكيميائي عام 2018.
وأكدت الممثلة الأممية السامية لشؤون نزع السلاح يزومي ناكاميتسو، خلال الجلسة أن إعلان النظام إنهاء برنامجه الكيميائي “غير دقيق وغير كامل”، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
وأضافت أن “هناك ثغرات وعدم اتساق في المعلومات التي قدمها النظام بما لا يتفق مع مقتضيات قرار المجلس رقم 2118”.
وطالبت ناكاميتسو، في إفادتها أعضاء المجلس بضرورة التحدث بصوت واحد من أجل محاسبة مستخدمي الأسلحة الكيميائية في سوريا.
بدورها، اتهمت المندوبة الأمريكية الدائمة في مجلس الأمن، ليندا توماس غرينفيلد، روسيا بـ “مواصلة الدفاع عن النظام دون تحفظ، ونشر معلومات مضللة، وإعاقة جهود الدول الرامية لمحاسبة نظام الأسد على استخدامه للأسلحة الكيميائية”.
وقالت السفيرة الأمريكية لأعضاء المجلس “نتذكر هذا الأسبوع هجومين مأساويين بالأسلحة الكيميائية في سوريا: الأول وقع يوم 4 من نيسان 2017، عندما هاجم نظام الأسد بتلك الأسلحة بلدة خان شيخون بمحافظة إدلب، ما أدى لمقتل أطفال ونساء ورجال سوريين”.
وأضافت: “الثاني وقع بعد عام واحد، وتحديدًا في 7 من نيسان 2018، في مدينة دوما، حينما استخدم نظام الأسد مرة أخرى هذه الأسلحة المحظورة المروعة ضد الأبرياء”.
وتابعت “في غضون ذلك، تواصل روسيا الدفاع عن نظام الأسد دون تحفظ، من خلال نشر معلومات مضللة، ومهاجمة النزاهة والعمل المهني لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وإعاقة جهود الدول لمحاسبة نظام الأسد على استخدامه لتلك الأسلحة”.
وأكدت أنه “بسبب التمكين الروسي غير المسؤول والخطير، يواصل نظام الأسد تجاهل الدعوات الأممية بشكل صارخ للكشف الكامل عن برامج أسلحته الكيميائية وتدميرها بشكل يمكن التحقق منه”.
واستطردت غرينفيلد قائلة “نساء وأطفال سوريا ينتظرون، ويعرفون أن مجلس الأمن لديه القوة لمحاسبة نظام الأسد، لذا دعونا نتحرك ونظهر لهم أننا نستحق المسؤولية التي نضطلع بها”.
والأحد الماضي، طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بمحاسبة نظام الأسد على جرائمه الكيميائية، وذلك بالتزامن مع ذكرى هجومي خان شيخون ودوما الكيميائيين.
في حين شككت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة منذ مطلع العام بإعلان نظام الأسد تفكيك ترسانته من الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أن هناك دلائل تدحض ادعاءاته.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رفضت في 11 من أيلول الماضي، إغلاق ملف نظام الأسد الخاص بالعثور على مواد كيميائية يمتلكها داخل سوريا، وذلك خلال جلسة مجلس الأمن الدولي، لمناقشة تنفيذ القرار 2118 الخاص ببرنامج نظام الأسد للأسلحة الكيميائية.
وكان نظام الأسد تعهد بتسليم أسلحته ومخزوناته الكيميائية عقب هجوم الغوطة الكيميائي عام 2013 بموجب تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا، إلا أنه شن بعد ذلك عشرات الهجمات الكيميائية الأخرى.
جدير بالذكر أن لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا وثقت بمفردها ما لا يقل عن 38 هجوماً كيميائياً نفذتها قوات النظام، في حين أكدت دراسة ألمانية ارتكاب تلك القوات لأكثر من 330 هجوماً كيميائياً منذ العام 2011.