بعد طلبها من بيدرسون حل قضية المعتقلين وتنفيذ القرار 2254 هل بدأت الولايات المتحدة بإلقاء ثقلها في القضية السورية؟
المعارضة تقول إنها تتفاوض من خلال بيدرسون مع النظام لوضع سقف زمني لعمل لجنة صياغة الدستور
قبيل انطلاق الجولة السادسة من مفاوضات لجنة صياغة الدستور المقررة قبل بداية شهر رمضان، أعلنت الولايات المتحدة أنها طلبت من المبعوث الأممي غير بيدرسون تكثيف جهوده من أجل إطلاق سراح المعتقلين، وتنفيذ كافة بنود القرار الأممي 2254 على اعتباره الطريق الوحيد لحل القضية السورية بحسب تصريحات للمبعوثة الأميركية إلى سوريا بالإنابة إيمي كوترونا.
ويظهر الموقف الأمريكي استجابة على مايبدو لما أعلنه بيدرسون بأن اللجنة الدستورية تحتاج إلى مقاربات جديدة وبأنه سيضع تطوراتها أمام الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في حين تلقف الروس تحذيرات المبعوث الأممي بأن أعلنوا أن عنصرا جديدا سيدخل إلى الجولة السادسة من خلال طلبهم من النظام أن يلتقي الرئيسان المشتركان للجنة هادي البحرة وأحمد الكزبري بشكل مباشر
وجاء الطلب الأمريكي في إطار التحضيرات التي يقوم بها بيدرسون من أجل انعقاد الجولة السادسة إذ أعلن في وقت سابق أن اللجنة الدستورية لم تحقق خلال خمس جولات عقدتها تقدما جوهريا وأن المسألة تحتاج إلى مقاربات جديدة .
تطورات بين اجتماعي كوترونا مع هيئة التفاوض
وبين اجتماعي المبعوثة كوترونا الأول مع رئيس هيئة التفاوض أنس العبدة والرئيس المشارك في مفاوضات لجنة صياغة الدستور هادي البحرة قبل نحو شهر ونصف وبين الاجتماع الثاني قبل أيام، طرأت تطورات على ملفات القضية السورية من بينها إطلاق آلية مشتركة روسية تركية قطرية لدعم العملية السياسية ومؤتمر بروكسل للدول المانحة وجلسة مجلس الأمن وهذه التطورات تؤكد أن القضية السورية لم تعد مرتبطة لا بالمعارضة ولا بالنظام بل أصبحت شائكة وبالغة التعقيد بحسب عضو هيئة التفاوض الدكتور بدر جاموس
وبالمقابل فقد أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية ستكون جديدة نوعياً وستحمل عنصراً جديداً لم تشهده الجولات السابقة ، متحدثاً عن لقاء مباشر يجمع رئيس وفد النظام، أحمد الكزبري، برئيس وفد المعارضة هادي البحرة ، ومرفقا ذلك بالحديث بأن القرار 2254 لا يشترط صياغة الدستور قبل اجراء الانتخابات الرئاسية.
ويعتبر بيدرسون أن هناك ثلاث نقاط تعيق تقدم عمل اللجنة الدستورية وعلى رأسها ملف المعتقلين والمفقودين والثانية عدم التوافق على إيصال المساعدات الإنسانية والثالثة تتعلق بوقف إطلاق نار شامل .
ورأى طارق الكردي عضو اللجنة الدستورية أن طلب الأمريكيين من بيدرسون العمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين هدفه الضغط على النظام الذي يتمادى مع حلفائه في عرقلة عمل لجنة صياغة الدستور مشيرا إلى أن القرار 2254 يتضمن بنودا فوق تفاوضية من بينها إطلاق سراح المعتقلين .
وقال الكردي إن ملف المعتقلين والمختفين قسريا هو الملف الأكثر إيلاما للسوريين والنظام يستخدم هذا الملف بهدف ابتزاز السوريين والمجتمع الدولي ، وربما يفكر بأن يقايضه بإعادة تعويمه .
وعدد الكردي الآليات التي يستند عليها بيدرسون في العمل من أجل المعتقلين وهي تفعيل ملف المحاكمة والمحاسبة ، وطرح ملف المعتقلين في مجلس الأمن من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات الدولية وضغوط الولايات المتحدة على الروس لحلحلة هذا الملف لكنه رأى في نفس الوقت أن المفاتيح الحقيقية وأوراق الضغط هي بيد الدول وعلى رأسهم الولايات المتحدة ولا يملك بيدرسون أكثر من الحديث إعلاميا .
لم يتم تحديد موعد نهائي للجولة السادسة
وقال الكردي إنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد نهائي لعقد الجولة السادسة من اجتماعات لجنة صياغة الدستور والموضوع بالنسبة للمعارضة هو عمل وطني ولن نتقيد بالموعد الذي جرى الحديث عنه وهو قبل بدء شهر رمضان لأن الأمر مرتبط بالتحضير والمشاورات ، وأبلغنا المبعوث الأممي استعدادنا المشاركة بالجولة خلال شهر رمضان ونحن جاهزون وفق محدداتنا الوطنية في أي وقت كان .
وحول التحضير والمشاورات قال الكردي إن المفاوضات لا تزال جارية مع وفد النظام من خلال بيدرسون ، إذ إن وفد المعارضة يعمل منذ انتهاء الجولة الخامسة على منهجية عمل جديدة تكون مثمرة من بينها زيادة أيام عمل لجنة صياغة الدستور وتحديد سقف زمني لإنهاء أعمال اللجنة مستدركا أن هذه ليست شروطا مسبقة لأن المعارضة منخرطة بعمل لجنة صياغة الدستور والقواعد الإجرائية ممكن تطويرها إلا أن الأمور مازالت مستعصية .
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن جميع التحركات الدبلوماسية في الآونة الأخيرة هي أوراق بيد أقوياء هي أوراق محترقة طالما صاحب القضية الأساسية المتمثل بجمهور الثورة متمسكا بحقوقه مشددا على أن المشكلة هي أن بعض مؤسسات المعارضة تنغمس في المشروع الدولي والإقليمي في اختزال الثورة والمطالب والمستقبل بسلة لجنة صياغة الدستور وإصلاحات دستورية ولكن لن يتسطيعوا أن يجبروا شعبا على ما لا يريد ..
وقال زهير سالم .. إذا كنا نتحدث عن القرار 2254 فنحن لا نتحدث عن إصلاحات دستورية أو إطلاق سراح معتقلين فقط بل عن هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات ، وإذا كانت المعارضة متمسكة بهذا البند فمن الممكن أن نسير مع الحل السياسي أما إذا كان القرار الأممي سيختزل بالاصلاحات الدستورية فهذا يعني أن الروس والنظام انتصروا ووقعوا على الانتصار الأمريكي الذي يتظاهر أنه يعطي بيدرسون جرعات لكي ينجز المهمة خلال أيام أي قبل رمضان مشيرا بذلك إلى الجولة السادسة من مفاوضات لجنة صياغة الدستور
وقال إن بشار الأسد والروس حتى مسألة الإصلاحات الدستورية لن يقبلوها بسهولة وسيتمنعون كثيرا ويناورون وبعد ذلك سيقولون إن لديهم رغبة في الحل السياسي ويتنازلون لكي يحلوا المشكلة ، وإذا انطلى ذلك على المعارضة فإن المؤامرة ستكون مرت عليهم وسيبقى الوضع في سوريا كما هو عليه ..
وعلى الرغم من مماطلة روسيا والنظام بإحراز تقدم في عمل اللجنة الدستورية بعد 5 جولات جرت تحت عنوان وضعه النظام وهو إغراق اللجنة بالتفاصيل لكسب الوقت واجراء الانتخابات الرئاسية وفرض أمر واقع جديد إلا أن المعارضة تؤكد الاستمرار في المشاركة في اللجنة وتعول على الموقف الغربي والأمريكي خصوصا ولذلك فإنها تعمل على تحديد سقف زمني لعمل اللجنة والضغط باتجاه ملف المعتقلين الذي يعد ملفا فوق تفاوضي وقد تكون التحركات الدبلوماسية الأخيرة حول القضية السورية بابا يفتح على حل سياسي باتفاق دولي بعد دخول الولايات المتحدة على خط ملفات القضية السورية .
راديو الكل ـ فؤاد عزام