السويداء.. أهالي “أم الرمان” يُمهلون 3 أيام لمحاسبة “دورية أمنية” تابعة للنظام
الدورية اقتحمت القرية قبل أيام وأوقعت قتيلاً وجرحى مدنيين
أعطى أهالي بلدة “أم الرمان” في ريف محافظة السويداء، اليوم الأحد، مُهلة مدّتها ثلاثة أيام، من أجل محاسبة المسؤولين عن اقتحام دورية أمنية للبلدة، سقط خلالها قتيل وجرحى، وذلك بعد اجتماع للأهالي مع “مشيخة عقل” الطائفة الدرزية.
وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية، بانتهاء اجتماع بين وفد أهالي قرية “أم الرمان” جنوبي المحافظة، ومشيخة عقل الطائفة الدرزية، في “مقام عين الزمان”، حول حادثة الاقتحام، وأسفر الاجتماع -بحسب الشبكة- عن إعلان أهالي “أم الرمان” مهلة مدتها ثلاثة أيام، لمحاسبة جميع المسؤولين عن اقتحام الدورية الأمنية لقريتهم.
وأضافت “السويداء24” أن شيخي عقل الطائفة “يوسف جربوع” و”حمود الحناوي” أكدا رفض “مشيخة العقل” للتصرف الذي حصل من إحدى الجهات الأمنية، وتعهّدوا لأهالي القرية “ببذل الجهود لمحاسبة المسؤولين عن اقتحام القرية، وفق القانون”.
وأشارت الشبكة إلى أن أهالي القرية والمناصرين لهم من أبناء المحافظة خرجوا من دار الطائفة، مؤكّدين نيّتهم التصعيد، في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم بإنزال أقصى العقوبات بحق جميع من شارك بالاقتحام، بعد انتهاء المهلة، كما لفتت الشبكة إلى رصد أصوات إطلاق النار بالهواء، وسط حالة من الغضب أثناء عودة الأهالي إلى قريتهم.
ويوم أمس الأول الجمعة، أصدر أهالي قرية “أم الرمان” بياناً اتهموا فيه “جهات أمنية مشتركة” بمداهمة منزل في القرية، في 29 آذار المنصرم، وإطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين، ما أدى لمقتل شاب وإصابة 3 أخرين، مطالبين بتحقيق العدالة دون مماطلة ومحاسبة الفاعلين.
وأوضح البيان أن دورية أمنية مشتركة مدجّجة بالسلاح، اقتحمت القرية حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً، بقصد مداهمة أحد منازل “آل النبواني” دون إذن رسمي أو إبلاغ المختار أو أية جهة مسؤولة في القرية.
وأضاف البيان حينها أن عناصر الدورية “قاموا بانتهاك حرمة البيوت الآمنة وإطلاق النار الكثيف بالرشاشات المتوسطة والخفيفة بشكلٍ عشوائي، ما أدى إلى أضرار مادية في المنازل، مما استثارَ حميّة شباب القرية وفزعوا عُزّلاً مُسرعين لمكان إطلاق النار ولحظة وصولهم تم إطلاق النار عليهم بدماء باردة”.
ولفت البيان إلى أن العناصر “لم يكتفوا بهذه الجريمة النكراء” بل اختطفوا أحد الجرحى بعد قتل أخيه أمام ناظريه.
وختم البيان بمطالبة أهالي قرية “أم الرمان” بـ”تحقيق العدالة دون مماطلة ومحاسبة كل من شارك بهذه الجريمة بحق القرية بأسرع وقت”، مشددين بالقول ”وإننا لن نهدأ ولن نستكين إلا بأخذ حقنا وأعذِر من أنذَر”.
وعلى الرغم من وقوع السويداء في المناطق التي احتفظ نظام الأسد بالسيطرة عليها منذ العام 2011، إلا أن الأهالي في غالبية مناطقها شكّلوا مليشيات محلية بغاية “حفظ الأمن” والدفاع عن تلك المناطق من هجمات محتملة.
ومنذ العام 2019 حاولت روسيا التوسُّط عدة مرات بين نظام الأسد والقيادات العشائرية والدينية في السويداء، لحلّ عدة ملفات بينها أزمة “المطلوبين للتجنيد”، والتوترات الأمنية بين قوات النظام وأهالي بعض المناطق.
وشهدت محافظة السويداء مؤخراً عدة احتجاجات ضد نظام الأسد، آخرها في نهايات كانون الثاني المنصرم، حين تظاهر العشرات من أبناء المدينة احتجاجاً على قيام أحد ضباط الأسد بإهانة “الرئيس الروحي” للطائفة الدرزية “حكمت الهجري”، ومزّقوا وكسّروا عدة صور لرأس النظام “بشار الأسد” في شوارع المدينة، قبل أن يبادر مسؤولون كبار لدى نظام الأسد بالاعتذار وطلب التهدئة.
كما شهدت مدينة السويداء في حزيران 2020 مظاهرات حاشدة ضد نظام الأسد، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات العامة والفساد.