الضحايا بانتظار العدالة.. الذكرى الرابعة لخنق خان شيخون بالكيميائي
مدير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا: جرائم الحرب والجرائم الكيميائية لا تسقط بالتقادم
في مثل هذا اليوم قبل 4 سنوات كان أطفال وأفراد عائلة عبد الحميد اليوسف بالإضافة لعشرات المدنيين الآخرين في مدينة خان شيخون على موعد مع هجوم كيميائي غادر.
بضعة صواريخ أطلقتها طائرات حربية للنظام صبيحة ذلك اليوم كانت كفيلة بخنق نحو 600 إنسان فارق نحو مئة منهم الحياة فيما سابق المسعفون والأطباء الزمن لإنقاذ الآخرين قبل أن يخطف السارين أرواحهم.
مدنيون بوجوه مصفرة يكابدون لالتقاط أنفاسهم، أطفال بأعين مستدقة يغطى الزبد أفواههم الصغيرة، بعد أن فشلت الملاجئ التي هرعوا إليها بحمايتهم إذ اختار الأسد هذه المرة تنفيذ جريمته بغاز ليس له رائحة أو لون.
المجرم تمادى في جريمته وأمعن لدرجة أن قواته سارعت إلى قصف مركز الدفاع المدني في مدينة خان شيخون لضمان سقوط أكبر عدد من الضحايا.
ولئن أثار الهجوم غير التقليدي سيلاً من الشجب والتنديد الدولي إلا أن ردود الأفعال تلك لم تتعدى كونها زوبعة في فنجان، حيث اكتفت الولايات المتحدة باستهداف مطار الشعيرات بالصواريخ ما مكن الأسد من شن مزيد من الهجمات الكيميائية خلال السنوات التالية.
تهاون ما كان منه إلا تشجيع نظام الأسد على المضي قدماً باستخدام الأسلحة الكيميائية حيث اتهمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا قوات النظام بشن 38 هجوماً كيميائياً، في حين أكدت دراسة ألمانية ارتكاب تلك القوات لأكثر من 330 هجوماً كيميائياً منذ العام 2011.
وفيما اكتفت لجنة التحقيق الدولية في أيلول 2017 بتأكيد استخدام غاز السارين في الهجوم إلا أنها رفضت تحديد الجهة التي شنته بذريعة أن ذلك ليس من اختصاصها ليبقى ذلك الهجوم بمثابة وصمة عار على جبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي اللذين فشلا ليس فقط في حماية المدنيين بل بتعهداتهم في تجريد نظام الأسد من أسلحته الكيميائية.