إحصائية شاملة للانتهاكات في محافظة درعا خلال آذار الماضي
بحسَب إحصاءات "مكتب توثيق الانتهاكات" في "تجمّع أحرار حوران"
أصدر موقع “تجمّع أحرار حوران” تقريراً شاملاً للانتهاكات في محافظة درعا، خلال شهر آذار الماضي بناء على إحصاءات “مكتب توثيق الانتهاكات” في التجمُّع.
وقال “تجمُّع أحرار حوران” – المختصّ بنقل أخبار درعا وريفها- إن شهر آذار الماضي، شهد استمراراً في عمليات الاعتقال والخطف بحقّ أبناء محافظة درعا، في وقتٍ تستمر فيه عمليات الاغتيال بالمحافظة، وسط فوضى أمنيّة ازدادت وتيرتها منذ عقد اتفاق التسوية بين نظام الأسد وفصائل المعارضة برعاية روسيّة في تموز 2018.
1-الإخفاء القسري:
وحول انتهاكات “الإخفاء القسري”، وثّق “مكتب توثيق الانتهاكات” في “تجمع أحرار حوران”، خلال شهر آذار، 12 حالة اعتقال نفذتها قوات النظام بحق أبناء محافظة درعا، أُفرج عن 2 منهم خلال الشهر نفسه.
ونقل الموقع عن المحامي “عاصم الزعبي” مدير “مكتب توثيق الانتهاكات” قوله، إن أعداد المعتقلين تُعد أكبر من الرقم الموثّق لدى المكتب، نظراً لامتناع أعداد من أهالي المعتقلين بدرعا عن الإدلاء بمعلومات عن أبنائهم “لتخوّفات أمنيّة”.
كما وثّق المكتب 8 حالات اختطاف بينهم طفل، خلال شهر آذار في محافظة درعا، أفرج عن 4 بينهم طفل، بينما قُتل ثلاثة أشخاص بعد اختطافهم، ولايزال مصير مدني مجهول حتى ساعة إعداد التقرير، الصادر اليوم الخميس.
وسجّل “مكتب توثيق الانتهاكات” 3 حالات اختطاف بحق أبناء محافظة درعا خلال وجودهم في محافظة السويداء خلال شهر آذار، في حين وثّق المكتب حالتي إفراج عن شخصين من أبناء درعا خلال شهر آذار، بعد اختطاف ما يزيد عن شهرين في السويداء، بعد دفع ذويهم فدية مالية لقاء الإفراج عنهما.
ولفت الموقع نفسه إلى أن “الفرقة الرابعة” لدى قوات النظام، تواصل استقدام تعزيزات عسكرية إلى منطقة “الري” الواقعة بين بلدتي “اليادودة” و”المزيريب” في ريف درعا الغربي، إضافة إلى رفع السواتر الترابية وتعزيز المنطقة بالحواجز الإسمنتية، ما يعني تقطيع أوصال المناطق عن بعضها، وتضييق الخناق بشكل أكبر على الأهالي.
2-القتلى المدنيون:
وفيما يخص انتهاكات القتل، سجّل “تجمع أحرار حوران” خلال شهر آذار الماضي، مقتل 58 شخصاً بينهم سيدة وطفل في محافظة درعا.
وفي تفاصيل الإجمالي السابق، أحصى “مكتب التوثيق” مقتل 4 أشخاص تحت التعذيب في مراكز احتجاز تابعة لنظام الأسد، جميعهم اعتُقلوا عقب إجرائهم “التسوية”، بينهم 3 منشقّين، إضافة إلى مقتل طفل برصاص مجهولين أثناء اغتيال والده شرق درعا.
أما في ملفّ “الجنايات”، فسجّل الموقع مقتل 6 أشخاص بينهم سيدة، حيث قُتل شخص واحد برصاص عشوائي طائش خلال اشتباكات مسلّحة (خلاف مع شخص آخر)، وقُتلت سيدة خلال محاولة لصوص سرقة ما بحوزتها من أموال، ولقي شخص مصرعه برصاص طائش خلال إحدى حفلات الزفاف، وقضى 3 أشخاص بعيارات نارية بعد اختطافهم من قبل مجهولين.
3-قتلى قوات النظام:
وفي جانب آخر، سجّل المكتب مقتل 29 من قوات النظام في محافظة درعا على النحو التالي: ضابطان برتبة “نقيب”، وضابط برتبة “رائد”، واثنان “صف ضابط برتبة “مساعد أول”، و5 قياديين من مليشيا “الغيث” التابعة لـ”الفرقة الرابعة”، و 19 مجند في صفوف قوات النظام.
4- عمليات الاغتيال:
وفيما يخص عمليات الاغتيال في درعا خلال آذار، وثّق المكتب 21 عملية ومحاولة اغتيال أسفرت عن مقتل 18 شخصاً، وإصابة 5 بجروح متفاوتة، ونجاة 3 آخرين من محاولات الاغتيال.
ووفقاً لـ”مكتب التوثيق” فإنّ مدنيين اثنين قضيا جراء عمليات الاغتيال، أحدهما يُتهم بالعمل لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، في حين سجّل المكتب مقتل 14 عنصراً سابقاً في فصائل المعارضة، بينهم 4 عناصر لم ينخرطوا ضمن تشكيلات عسكرية تابعة للنظام عقب دخول المحافظة بـ”اتفاق التسوية”، إضافة لعنصرين سابقين في تنظيم داعش.
وبحسَب المكتب فإنّ جميع عمليات ومحاولات الاغتيال التي تم توثيقها في شهر آذار جرت بواسطة “إطلاق النار” بأسلحة رشاشة روسية من نوع “كلاشنكوف”.
ولفت المكتب إلى أن معظم عمليات الاغتيال التي حدثت في محافظة درعا خلال شهر آذار ، لم تتبنّ المسؤولية عنها أيّ جهة، في حين يتهم أهالي وناشطو المحافظة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام والمليشيات الموالية لها، بالوقوف خلف كثير من عمليات الاغتيال التي تحدث في المنطقة، والتي تطال في غالب الأحيان معارضين للنظام ولمشروع التمدد الإيراني بالجنوب السوري، و”يُراد منها إيقاع أبناء المحافظة ببعضهم” بحسب “تجمع أحرار حوران”.
ومنذ سيطرة قوات النظام على درعا وريفها في صيف 2018، وفقاً لما يُسمّى “اتفاقات المصالحة”، تعيش كافة مناطق المحافظة فوضى أمنية تتمثل بعمليات خطف وتفجيرات واغتيالات، إضافة إلى توترات عسكرية تعود إلى عدم التزام النظام ومليشيات إيران ببنود “التسويات”.
ورغم خضوعها اسمياً لسيطرة نظام الأسد، إلا أن محافظة درعا تضم خليطاً من القوى العسكرية المختلفة، تتمثل بقوات النظام، والقوات الروسية، وألوية “الفيلق الخامس” المدعوم روسياً، إضافة إلى وجود مكثف لمليشيات تابعة لإيران على رأسها مليشيا “حزب الله” اللبناني.