لافروف يتحدث عن لقاء بين رئيسي وفدي المعارضة والنظام في الجولة القادمة للجنة الدستورية
لافروف: "روسيا لا ترى أن القرار 2254 ينص على أنه لا يمكن إجراء أية انتخابات سورية إلا بعد تعديل الدستور".
كشف وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن هناك اتفاقاً على أن تشهد الجولة القادمة من أعمال اللجنة الدستورية السورية لقاءً مباشراً بين رئيسي وفدي المعارضة والنظام.
وقال لافروف خلال مشاركته في أعمال منتدى “فالداي” الدولي للحوار في موسكو، أمس الأربعاء: “الاجتماع المقبل للجنة الدستورية الذي كان مقرراً قبل حلول شهر رمضان ولا نزال نأمل في إمكانية إجرائه في موعده، يتوقع أن يكون جديداً نوعياً، لأنه للمرة الأولى تم الاتفاق على يعقد رئيسا وفدي الحكومة والمعارضة خلاله لقاء مباشرا فيما بينهما”.
وزعم لافروف أن موسكو تعمل عبر اتصالاتها مع المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، وممثلي النظام والمعارضة على دفع الأطراف للتقارب.
وأضاف لافروف أن بيدرسن عبر عن ترحيبه بهذا الاتفاق، “الذي ساعدت روسيا في التوصل إليه ونأمل بأن يتحقق”.
ودافع لافروف عن الانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام إجرائها منتصف العام بالقول: “إن روسيا لا ترى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن سوريا ينص على أنه لا يمكن إجراء أية انتخابات سورية إلا بعد تعديل الدستور”.
وكان لافورف، كشف في 11 من آذار الماضي، عن وجود تفاهم لعقد الجولة السادسة من اللجنة الدستورية، قبل رمضان المقبل، وهو ما لم تؤكده المعارضة السورية.
والثلاثاء الماضي، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش في جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا، إنه “يجب أن تتضمن الخطوة الأولى تقدما موثوقا به داخل اللجنة الدستورية من أجل تنفيذ القرار 2254 لصياغة دستور جديد، مما يسمح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة”.
وأضاف غوتيريش: “المبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، عقد حتى الآن 5 جلسات للجنة الدستورية، وكانت نتائج عمل اللجنة أقل من توقعاتي، ولم ترق إلى مستوى توقعات الشعب السوري”.
وأردف “يجب أن تكون الدورة السادسة مختلفة عما حدث من قبل بأهداف واضحة وأساليب عمل موثوقة.. من خلال بناء الثقة وفتح الباب نحو عملية سياسية أوسع”.
في حين ثمن نائب المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة بالإنابة، جيفري ديلورنتس، في 18 من آذار، جهود هيئة التفاوض السورية للمشاركة الفعالة في عملية صياغة الدستور، مؤكداً أن عدم القدرة على إحراز تقدم على هذا المسار ناجم عن رفض النظام المستمر للانخراط بحسن نية.
وأضاف أنه من الواضح أن النظام سوف يستغل الانتخابات الرئاسية المقبلة في أيار لينادي مجدداً بشرعية الأسد.
واختتمت في 29 من كانون الثاني الماضي الجولة الخامسة من أعمال اللجنة الدستورية دون نتائج تذكر، واكتفى المبعوث الأممي بوصف الجولة بأنها “مخيبة للآمال”، دون أن يلقي اللوم على وفد النظام.
وعقب ذلك، أجرى بيدرسون مباحثات هاتفية مع بوغدانوف والنائب الآخر لوزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، قبل أن يتوجه إلى موسكو للقاء لافروف منتصف شباط الماضي.
كما اتجه بيدرسون إلى دمشق لإجراء مباحثات مع نظام الأسد عقب زيارته إلى روسيا، في مسعى منه لإعادة عجلة اللجنة الدستورية إلى الدوران.
وتهيمن موسكو على قرار النظام الذي بات دوره ثانوياً في معظم المفاوضات المتعلقة بالشأن السوري.
ويحاول كل من نظام الأسد وروسيا عرقلة جهود اللجنة الدستورية السورية بهدف تعطيل العملية السياسية وضمان بقاء بشار الأسد على رأس هرم السلطة.
وتسود مخاوف من أن تتوقف عجلة اللجنة الدستورية نهائياً ولاسيما مع نجاح وفد النظام خلال جميع الجلسات الماضية بعرقلة وتأجيل لقاءات اللجنة.
وبدأت أعمال اللجنة الدستورية في تشرين الثاني 2019، باجتماعات في جنيف السويسرية، وتتألف اللجنة من 150 عضواً، بواقع 50 ممثلاً لكل من المعارضة والنظام والمجتمع المدني، ومن المنتظر أن تقوم بعملية إعادة صياغة الدستور السوري، تحت إشراف أممي.