“عون” لمسؤول أممي: اللاجئون السوريون أنهكوا لبنان
تصريحات الرئيس اللبناني جاءت خلال لقائه ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت
قال الرئيس اللبناني “ميشال عون”، اليوم الثلاثاء، إن بلاده وصلت إلى “مرحلة الإنهاك” نتيجة تداعيات اللجوء السوري.
جاء ذلك خلال استقبال “عون” ممثل المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان (UNHCR) “أياكي إيتو”، بحسَب ما نقلت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية.
وخلال اللقاء أشار “عون” إلى أن “لبنان الذي يستضيف على أرضه أكبر نسبة من النازحين السوريين في العالم قياساً إلى عدد سكانه ومساحته الصغيرة، وصل إلى مرحلة الإنهاك نتيجة تداعيات هذا النزوح”.
وفي سياق ذي صلة، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان “حسان دياب” خلال مشاركته عبر الفيديو في مؤتمر بروكسل الخامس للمانحين لسوريا، أن “الظروف الصعبة في لبنان تنعكس على اللاجئين السوريين، في وقت يشكل النزوح عبئا على الاقتصاد اللبناني”، مشدداً على أن “سقوط لبنان أمر محتوم إذا استمرت أزمته”.
وأوضح دياب ضرورة “مساعدة اللاجئين السوريين للعودة إلى بلادهم”، وأردف: “وهذا مبني على عدد من المبادئ وضمان العودة بدون إجبار وبشكل طوعي.. الجهود الأممية قد تتوصل لإنجاز كبير لحل هذه الأزمة”. وفق تصريحاته.
ويعيش في لبنان نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري وفقاً لإحصاءات حكومية رسمية، بينما تحصي الأمم المتحدة في سجلاتها مليوناً منهم، ويعيش معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة بسبب تدهور الاقتصاد اللبناني إلى مستويات حادة، زاد من وطأتها انتشار فيروس كورونا منذ أكثر من عام.
وفي شباط الماضي، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن “ضغوط قاسية وقاهرة” يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان، لإجبارهم على العودة إلى بلادهم التي لا تزال تعاني أوضاعاً أمنية مضطربة وظروفاً معاشية صعبة للغاية.
وأكدت الصحيفة أن تلك الضغوط ليست جديدة، ولكنها زادت بشكل لافت في الآونة الأخيرة مع تفشي جائحة كورونا، وتدهور الأوضاع الاقتصادية إلى نحو غير مسبوق وفقدان العملة المحلية أكثر من 80 بالمئة من قيمتها خلال عام، وانتشار البطالة مع انهيار كبير في مستوى الخدمات العامة.
ومنذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق “رفيق الحريري” عام 2005، يعيش لبنان على وقع أزمات سياسية وأمنية، توّجت بما يُعرف بـ”انقلاب بيروت” حين سيطرت مليشيا “حزب الله” الموالية لإيران على العاصمة ومناطق محيطة بها بقوة السلاح، وصولاً إلى أزمات وتجاذبات تشكيل الحكومات.
غير أن المسؤولين اللبنانيين يصرحون مراراً بأن أزمة اللاجئين السوريين هي “الأزمة الكبرى” في بلادهم، ما انعكس على تعرض اللاجئين لممارسات عنصرية واعتداءات متكررة.