هل تؤجل كورونا الانتخابات الرئاسية ؟وأين بشار وزوجته بعد ثلاثة أسابيع على إعلان إصابتهما بالفيروس ؟

محللون : الوباء ليس سببا إذا ما تأجلت الإنتخابات بل الموقف الغربي والحديث عن كورونا هو استثمار للحدث

لم يظهر بشار الأسد وزوجته بعد مرور ثلاثة أسابيع على إعلان صفحة رئاسة الجمهورية أنها ستكون مدة حجر صحي لهما بسبب إصابتهما بفيروس كورونا ، في حين أرسل النظام إشارات إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية بسبب ظروف انتشار كورونا في البلاد.

ومع اقتراب إعلان مجلس الشعب تحديد موعد الانتخابات الرئاسية قبل شهرين من انتهاء ولاية بشار الأسد بين منتصفي نيسان وأيار المقبلين ظهرت في إعلام النظام أنشطة محدودة حول التحضير لهذه الانتخابات لا تعطي نتائج قطعية حتى الآن سواء عن إجراء الانتخابات في موعدها أو تأجيلها.

شفافية الإعلان تثير شكوكا حول الدوافع


الشفافية التي لا تظهر إلا في الدول الديمقراطية كانت لا فتة من خلال الإعلان عن إصابة ا بشار الأسد إصابته وزوجته بفيروس كورونا ، إلا أن ما يوضح ادعاءها أو توظيفها لغايات أخرى هو غيابهما عن المشهد السياسي بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة بحيث خلت هذه المدة من أنشطة لهما أو مواقف تتحدث على الأقل عن وضعهما الصحي باستثناء خبر وحيد أعلن قبل نحو أسبوع بأنهما يتعافيان ما يثير شكوكا حول الدوافع كما يقول الوزير السابق في الحكومة المؤقتة محمد ياسين نجار.

وباستثناء رسالة تعاطف واحدة وردت إلى بشار الأسد من الرئيس الصيني فلا اهتماما دوليا بإصابة بشار وزوجته بفيروس كورونا في حين صدر عن الكرملين موقف وحيد بأنه يأمل ألا يشتد المرض عليهما وترافق ذلك مع إعلان سفير النظام في موسكو رياض حداد بأن الوضع الوبائي المرتبط بانتشار فيروس كورونا هو العامل الرئيسي المحدد في عملية انتخابات الرئاسة المقبلة .

تلميحات بتأجيل الانتخابات الرئاسية


تلميحات سفير النظام إلى احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية أعطت إشارات إلى أن الروس لم يحققوا اختراقا في موقف الغرب من هذه الانتخابات التي يعول النظام على إجرائها لإثبات أن بشار الأسد تم انتخابه شرعياً ، ما يمكنه من امتلاك المبرر أمام المجتمع الدولي للحصول على دعم في إعادة الإعمار ، إذ لم يظهر ما يشير إلى ذلك في الساحة السياسية ، التي شغلها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في جولته الخليجية ، والساحة الميدانية التي ملأت أجواءها طائراتهم الحربية التي سُمعت أصوات قصفها إدلب في الدول الغربية التي أدانته وطلبت وقفه .

ولم يتغير المشهد السياسي بعد إعلان إصابة بشار وزوجته بفيروس كورونا ولم تتغير المواقف الغربية إزاء عدم الاعتراف بالانتخابات الرئاسية القادمة ما يعني أن احتمال أن يكون توظيف تلك المسألة سياسيا لم يؤد إلى نتائج ولم يحسب حساب ذلك التوظيف جيدا كما كما يقول زهير سالم مدير مركز الشرق للدراسات الحضارية والاستراتيجية.

وباء كورونا ليس السبب إذا ما تم تأجيل الانتخابات


ورأى الدكتور سامر الياس الصحفي المتخصص بالشأن الروسي إن الانتخابات لن تؤدي إلى شرعية ولا سيما أن الموقف الغربي واضح بهذا الخصوص ، والروس والنظام يعملون على توظيف الانتخابات على أنها جزء من الحل الانتقالي ، وربما يسعون إلى اختراق ما من أجل اقناع بعض الجهات في المعارضة في الدخول في إطار موضوع الانتخابات في لحظة معينة لتسويقه على أساس أنه يبنى عليها بخصوص المرحلة الانتقالية ، مشيرا إلى أن الوضع الوبائي ليس هو المشكلة الحقيقية بالنسبة للانتخابات كما أشار سفير النظام في روسيا بل يكمن في المواقف الغربية إذا ما تم التأجيل فعلا ..

وأوضح الدكتور الياس أن الجانب الأمريكي لم يحدد بعد استراتيجية محددة بخصوص القضية السورية ولكن واشنطن مصرة على تنفيذ القرار 2254 ، ومن الصعب أن تقتنع الولايات المتحدة بشرعية بشار الأسد بعد الجرائم التي ارتكبها، وأيضا هناك في روسيا من يرى أنه لا يمكن تبييض صفحة بشار الأسد ، ولكن المشكلة هي عدم وجود إمكانية لصفقة كبرى بين الولايات المتحدة وروسيا ، مع العلم أن موسكو تسعى إلى إحداث بعض الاختراقات في المجال الإقليمي مثل التعاون مع تركيا ومحاولة إمكانية انفتاح على بعض الدول الخليجية في مسائل إعادة الإعمار وأيضا التفاهم مع إسرائيل حول إعادة تسويق بشار الأسد.

ورأى سامر الياس أنه لا يمكن الجزم بأن بشار وزوجته مصابان بالكورونا ، والنظام لم يكن شفافا طيلة فترة حكمه ولذلك فإن الإعلان عن الإصابة هو شكل من أشكال الدعاية وقد يخرج ليقول أنه انتصر على المرض كما انتصرت زوجته على السرطان ما يسمح برأيه بإجراء الانتخابات.

الإعلان عن إصابة بشار بالفيروس هدفه استثمار الحدث.

ورأى مصطفى ادريس عضو مركز رؤى للدراسات والأبحاث السياسية أن روسيا سعت إلى التسويق للانتخابات وفرضها بأي شكل من الأشكال على السوريين والمجتمع الدولي ولكن عندما رفض الغرب الاعتراف حاولت روسيا امتصاص الصدمة من خلال الإعلان عن إصابة بشار الأسد بفيروس كورونا ..

وقال إدريس إن روسيا تريد اجراء الانتخابات من أجل إضفاء شرعية على النظام ، وإجراء بعض الإصلاحات فيما بعد بمشاركة أجزاء من المعارضة كحل سياسي مشيرا إلى أن الكرة الآن في الملعب الروسي بعد رفض الغرب الاعتراف بشرعية الانتخابات .

ووصف إدريس إعلان إصابة بشار الأسد بكورونا بغض النظر إن كان ذلك صحيحا أم لا بأنه نوع من استثمار الحدث وقال إن توقيت الإعلان هو روسي بامتياز والنظام استفاد من من كورونا ولا سيما في امتصاص نوع من الغضب الشعبي بسبب انهيار الأوضاع المعيشية.

وقد يتجه النظام إلى تأجيل الانتخابات ولا سيما أن تلميحات التأجيل جاءت من سفيره في موسكو إذ لا يجرؤ على الإعلان عن مثل هذه الخطوة من تلقاء نفسه ودون أوامر من الروس الذين يسيطرون على القرار السياسي في النظام ، والهدف منها على الأرجح إرسال إشارات إلى أنهم لم يفشلوا بإجراء الانتخابات في موعدها بل إن ظروف جائحة كورونا تحول دون ذلك حاليا بانتظار ربما اختراق ما في الساحتين السياسية والميدانية.


راديو الكل ـ فؤاد عزام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى